خطّة خبيثة تستهدف التجربة الليبيّة.. السيسي يستعين بسعيّد!

المتحدّث باسم غرفة عمليّات تحرير سرت الجفرة العميد في الجيش الليبي الهادي دراه: “طائرات الشحن العسكريّة القادمة من مصر إلى ليبيا تحمل من بين الأدوية أسلحة وذخائر”.
منذ البداية تحدّثت شخصيات مهمة في طرابلس مع السلطة الجديدة وأكّدت له أنّ تجارب ليبيا المرّة مع السيسي تؤكّد أنّه بصدد مناورة، تفهّم ذلك الدبيبة وتجاهله المنفي، كانت خطّة السيسي تقضي بالتناغم مع طرابلس ليدخلها عبر جبهتين، الاقتصاديّة والأمنيّة، وفعلا دخل عبر الجبهة الاقتصاديّة، وألحّت تلك الشخصيات على الدبيبة كي يتريّث ولا يقبل المقترحات التي تقدّمت بها دولة السيسي وتهدف إلى تدريب القوّات الأمنيّة والوحدات العسكريّة الليبيّة بمختلف تشكيلاتها.
قبل ذلك كان السيسي وبن زايد اتفقوا مع روسيا وبدعم فرنسي على حماية حفتر من الضغوطات الأوروبيّة الأمريكيّة، وإبعاد فكرة الإنضواء تحت قيادة القائد الأعلى للقوّات المسلّحة الليبيّة محمّد المنفي أو تحت قيادة وزير الدفاع الليبي رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، في الأثناء تعهّدت الأطراف المذكورة بدعم مكانة حفتر كما تعهّدت بضمان تفوقه العسكري على الشرعيّة المُدعّمة في طرابلس.
يؤكّد ذلك ما صدر من تقارير بريطانيّة تنبّه إلى أنّ حفتر يتسلّح بنسق أسرع من السابق، فيما أشارت تقارير مماثلة إلى أنّ الأجواء المصريّة والحدود المشتركة مع ليبيا تحوّلت إلى منطقة لوجستيّة نشطة، تغذّي المشير المتمرّد الذي تحصّن ببنغازي، فيما تعمل الإمارات على توسيع حزام حفتر ليشمل قبائل متأرجحة وأخرى سبق ولاذت بالحياد. نفس القوى الداعمة لحفتر كانت تعمل بقوّة على إخراج تركيا من المعادلة من خلال إيقاف الإتفاقيّات الأمنيّة والدفاعيّة السابقة التي عقدتها السلطة الليبيّة مع أنقرة. لذلك وبعد أن تبيّن الأمر للدبيبة ردّ بزيارة نوعيّة، حتى أنّ البعض قال “الحكومة الليبيّة انتقلت بمجملها إلى تركيا” في إشارة إلى الوفد الحكومي الذي رافق الدبيبة إلى إسطنبول.
إذا نحن أمام خطّة ثنائيّة إماراتيّة مصريّة استدرج لها بغباء الرئيس التونسي قيس سعيّد، الذي قبل بالانخراط فيها ليس لمصالح وعائدات قد تجنيها تونس، وإنّما لتأهيله إلى مرتبة رئيس شمولي، تماما كما السيسي فقط بلا نياشين، لا ندري حقيقة تفاصيل الاتفاق لكن الثابت أنّ سعيّد سيساعد الجانب المصري في استنزاف الوقت وحماية حفتر إلى حدود موعد الانتخابات! المطلوب انفتاح طرابلس ليدخلها الجميع فما تظلّ بنغازي مدينة أمنيّة مدجّجة تترقّب الحسم أو الصراع الدائر بين الشركاء الفرقاء روسيا من جهة والإمارات وأتباعها من جهة أخرى، فيما تراهن الكتلة العربيّة المعزّزة بتونس عبر سعيّد على صدّام حفتر كرئيس مستقبلي يجب أن يعتلي سدّة الحكم في بداية سنة 2022، تعمل روسيا على تأهيل سيف الإسلام لهذه المهمّة، في الأثناء تميل دولة الاحتلال إلى الكتلة العربيّة، بل وكشفت تقارير صحفيّة عن لقاءات جمعت بين صدّام وعناصر من الاستخبارات “الإسرائيليّة”.
هذه الصورة التي تتكشف تباعا، جعلت الدبيبة ينطلق بشكل فعلي في خوض معركة حماية الشرعيّة، وقد شرع في الحديث عن تسليم المهام في الشرق الليبي إلى حكومة التوافق بصوت أعلى، كما اشترط على الشركات التركيّة العمل في جميع أنحاء ليبيا بما فيها المناطق الشرقيّة من طبرق إلى بن غازي وغيرها، أيضا انخرطت قوى الثورة في التصدّي لفكرة النظام الرئاسي، ويبدو أنّها نجحت في إبطال هذا الاقتراح، لكن القوى الخاسرة عادت تراهن على نظام مختلط باعتماد انتخابات رئاسيّة مباشرة، تماما كما الطريقة التونسيّة التي استغلها سعيّد لتعطيل مؤسّسات الدولة، فيما يحرص أبناء الثورة الليبيّة على انتخاب البرلمان وهو الكفيل بانتخاب الرئيس، هذه الخطوة تصدّت لها الكتلة العربيّة التي التحقت بها تونس قيس سعيّد، لأنّها ستقضي على حظوظ صدّام أو سيف الإسلام وستفرض شراكة قد يصعب معها حصر القرار من أجل ابتزازه أو شرائه أو انخراطه بشكل تلقائي نظرا لتقاطع الأجندات.
إذا كان يصعب على ليبيا فرملة سيسي بن زايد! كما يصعب تأمين المخاطر القادمة من حدودها الشرقيّة، فإنّه يمكن فرملة قيس سعيّد، ومن ثمّ حماية حدود ليبيا الغربيّة، وليس غير رئيس الحكومة التونسيّة القادر على حماية ليبيا من مؤامرة يقودها صانع بن زايد من الشرق وأخرى يقودها صانع السيسي الجديد من الغرب، وحده هشام المشيشي يمكنه الدخول بجديّة لهذا الملفّ وحماية التجربة الليبيّة من بؤرة سيساويّة جديدة ولدت بشكل مشوّه بعد زيارة العار! ولا يجب أن نغفل عن تصريحات رجل السيسي في تونس التي أطلقها من جامع الزيتونة مباشرة بعد قدومه من زيارة العار، لا ننسى أنّه تعمّد الحديث عن الإسلاميّين ومهاجمتهم، وهو يدرك أنّ الجدار السميك الذي تصدّى لحفتر ويحمي طرابلس كما يحمي التجربة هم الإسلاميّون، إذًا كان بهجومه ذاك يخرّب علاقة تونس مع طرابلس ويسعى لإحداث الفرقة في محاولة لإحراج المنفي والدبيبة ليشرعوا بدورهم في قطيعة مع إسلاميي ليبيا!!! والغبي لا يدرك أنّ الأمر لا يتعلّق بكتيبة أو ببعض المسؤولين من الإسلاميّين، وأنّ الحالة الإسلاميّة هي التي شكّلت شرعيّة طرابلس وقدّمت التنازلات وبنت الجيش الليبي الحديث… على المشيشي أن يأخذ بزمام الأمر قبل أن يزرع رجل السيسي الجديد عداوة بين تونس وليبيا قد يصعب امتصاصها لاحقا.
نصرالدّين السويلمي
المصدر :
https://mediaplustn.com/?p=78874
Peut être une image de avion et plein air
هبوط طيران شحن مصري عسكري في سبها

nexus slot

garansi kekalahan 100