أزمة الشرعية بليبيا.. الدبيبة يتمسك بحكومته ويتهم البرلمان بالتزوير وتحشيد عسكري بطرابلس

تمسّك رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة بحكومة الوحدة الوطنية، بينما رحّب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري بالتعامل مع مجلس النواب.

وقال الدبيبة إن ما يجري تحت قبة البرلمان عبث يشوبه التزوير والتدليس، وذلك في إشارة إلى تصويت البرلمان على تعيين رئيس جديد للحكومة هو فتحي باشاغا.

وخلال كلمة أمام مؤتمر للمصالحة بمدينة رقدالين بالغرب الليبي، أضاف الدبيبة أن قلة في مجلس النواب تستحوذ على القرار بالتهديد والمغالبة، على حد تعبيره.

وكان قد صرّح قبل ذلك بأنه لا يزال يمارس عمله وفق مدة حددتها خارطة الطريق المتفق عليها تبلغ 18 شهرا، وأن حكومته لن تسلّم السلطة إلا لجهة منتخبة.

انقسام وانهيار

وتم تنصيب الدبيبة العام الماضي رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية، وهي هيئة جرى تشكيلها عبر عملية دعمتها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات الليبية المنقسمة، والإشراف على الفترة التي تسبق الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر الماضي.

وبعد انهيار العملية الانتخابية وسط خلافات بين الفصائل حول قواعدها، تحرّك البرلمان للسيطرة على العملية السياسية بإعلان خارطة طريق جديدة للانتخابات واستبدال الحكومة المؤقتة.

وطلب البرلمان قبل أيام من باشاغا تشكيل حكومة جديدة، بعد جلسة قال فيها رئيس البرلمان إن المرشح الآخر الوحيد انسحب، ثم جرى اختيار وزير الداخلية السابق في تصويت سريع برفع الأيدي.

وتوجّه باشاغا إلى طرابلس جوا ليلة الخميس قبل عملية تشكيل الحكومة التي تستغرق أسبوعين، وقال إنه يتوقع أن يُسلم الدبيبة السلطة سلميا.

ويقول الدبيبة إنه سيعلن من جانبه خلال أيام خارطة طريق للبلاد، تفضي إلى انتخابات هذا الصيف.

من جانبه، عبّر رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، عن استعداد المجلس للتعامل مع مجلس النواب.

وقال إن المجلس الأعلى غيرُ معني بمنح الثقة للحكومة، مشيرا إلى أن الباب مفتوح للتواصل بين مجلسي النواب والدولة للتحقيق في أي مخالفات تتعلق باختيار رئيس الحكومة الجديد.

وأضاف المشري “جاءتنا شكاوى بشكل غير رسمي تتحدث عن أن بعض المرشحين لم تتح لهم الفرصة أو غير ذلك. باب المجلس الأعلى للدولة مفتوح، وهو متواصل مع مجلس النواب للتحقيق في أي مخالفة حدثت في هذا الموضوع”.

Members of the military personnel arrive to take part in a parade calling for parliamentary and presidential election, in Tripoliتشكيلات عسكرية في وسط العاصمة طرابلس (رويترز)

تحشيد عسكري

وتشهد العاصمة الليبية تحشيدا عسكريا ضخما داعما للحكومة الليبية الحالية، ورافضا لتعيين وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا لحكومة جديدة.

وقالت مصادر للجزيرة إن هذا التحشيد يهدف لضبط الأمن والاستقرار في طرابلس، ومواجهة أي تفاقم للأوضاع بسبب التطورات السياسية.

وأفاد مراسل الجزيرة بتوافد قوات مسلحة تابعة لرئاسة أركان الجيش من مدينة مصراتة ومدن أخرى.

وأكدت هذه القوات -في بيان أصدرته- رفضها للإجراءات التي اتخذها مجلس النواب بتعيينه باشاغا رئيسا للحكومة، وطالبت بعدم التمديد لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.

وشددت هذه القوة على ضرورة طرح مشروع الدستور للاستفتاء، وإجراء انتخابات برلمانية في أجل أقصاه يونيو/حزيران المقبل.

Members of the military personnel arrive to take part in a parade calling for parliamentary and presidential election, in Tripoliرتل عسكري في شوارع طرابلس الليلة الماضية (رويترز)

تعزيز ومخاطر

وصباح أمس السبت، وصل رتل يضم مقاتلين من مدينة مصراتة إلى العاصمة طرابلس، لدعم الدبيبة.

ويؤكد وصول القافلة خطر تجدد القتال في ليبيا مع اندلاع الأزمة في أعقاب تحركات في الأسابيع الماضية من فصائل مسلحة تدعم أطرافا سياسية مختلفة.

وسيكون موقف الأمم المتحدة والقوى الكبرى حاسما في تحديد نتيجة الصراع على الحكومة المؤقتة، بعد التدخل الأجنبي في الصراع على مدى سنوات.

وقالت الأمم المتحدة إنها لا تزال تعترف بحكومة الدبيبة والعملية السياسية التي كانت جزءا منها.

غير أنها قالت أمس الجمعة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أُحيط علما بتحرك البرلمان لتعيين باشاغا، وبتحرك البرلمان مع هيئة أخرى -هي المجلس الأعلى للدولة في ليبيا- لرسم مسار منقح نحو الانتخابات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

nexus slot

garansi kekalahan 100