التطبيع مع إسرائيل من خلال الذكاء الاصطناعي.. محاولة إماراتية يفشلها طلبة الجامعة الأردنية

عمّان – بعد 50 دقيقة من الشرح والتعريف ببرنامج منح دراسية بتخصص الذكاء الاصطناعي في جامعة محمد بن زايد الإماراتية بدأ الطلبة وأعضاء هيئة التدريس الحاضرون في الندوة بالانسحاب، وذلك بعد اكتشافهم مشاركة الجامعة الإسرائيلية في القدس المحتلة ومركز أبحاث وايزمان الإسرائيلي بالمنح.

ويؤكد الطلبة أن الانسحاب جاء رفضا لأي “خطوة تطبيعية مع العدو الإسرائيلي” بعدما ظهر لهم توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين جامعة محمد بن زايد بالإمارات والجامعة الإسرائيلية بالقدس المحتلة ومعهد وايزمان للعلوم في مجالات الذكاء الاصطناعي.

وعقب انتشار خبر الندوة الداعية “للتطبيع الأكاديمي” بين طلبة الجامعة الأردنية نظم طلبة غاضبون اعتصاما أول أمس الثلاثاء أمام كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات، مطالبين بالاعتذار عن الندوة ومحاسبة المنظمين، والتعهد بعدم تكرار مثل هذه الحادثة.

انسحاب الطلبة وأعضاء هيئة تدريس بالجامعة الأردنية من الندوة أوقف سلسلة من الندوات كان المنظمون يعتزمون إقامتها في عدد من الجامعات الحكومية والخاصة، وأعلنت القوى الطلابية في الجامعة الهاشمية الحكومية والجامعة الألمانية إلغاء ندوة مماثلة كان يفترض عقدها.

تفاصيل الندوة

تفاصيل ما جرى خلال الندوة رواه للجزيرة نت الطالب قيس الدبايبة الذي حضر الندوة، موضحا أن الطلبة المستهدفين بالندوة التعريفية هم طلبة الدراسات العليا وخريجو تخصصات البرمجة وهندسة الحاسوب والميكانيك وعدد من التخصصات، والطلبة الخريجون في ذات التخصصات من المتفوقين وأوائل الكليات وأعضاء من هيئات التدريس بالكليات المختصة.

بدأت الندوة المقامة في كلية البرمجة وتكنولوجيا المعلومات بالتعريف بجامعة محمد بن زايد والمنح المقدمة من قبل الجامعة للخريجين وطلبة الدراسات العليا -والحديث للدبايبة- وعند الحديث عن شركاء الجامعة ظهر رمز الجامعة الإسرائيلية ومعهد وايزمان الإسرائيلي.

ويضيف الدبايبة “عندها طلب أحد الحضور معرفة علاقة الجامعة العبرية بالمنح ودورها في ذلك، وحاول المتحدث التهرب من الإجابة، لكن بعد إصرار من الحضور أوضح المتحدث أن جامعة محمد بن زايد وقعت اتفاقيات تعاون وتبادل علمي مع الجامعة العبرية ومعهد وايزمان”.

ويواصل الدبايبة حديثه “عند ذلك بدأ الطلبة بالانسحاب من القاعة، حاول المحاضر والعلاقات العامة الموجودة بالندوة التقليل من شأن ذلك والتمسك بالطلبة لحين انتهاء الندوة المقرر لها ساعتان، لكن الطلبة أصروا على مغادرة المدرج”.

اعتصام للطلبة رفضا للندوة والتطبيع الأكاديمي مع الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)

اعتصام غاضب

رئيس لجنة القدس في الجامعة الأردنية الطالب عبد الرحمن أبو عريش قال إن محاولة التطبيع الأكاديمي لطلبة الجامعة الأردنية التي تقوم بها جامعة محمد بن زايد مع الجامعة الإسرائيلية من خلال منح دراسية للذكاء الاصطناعي “مرفوضة، وسنقف لها بالمرصاد”.

وتابع أبو عريش حديثه للجزيرة نت “المنظمون بحثوا عن الطلبة الأوائل والخريجين وطلبة الدراسات العليا لحضور الندوة، في محاولة منهم لجذب واستمالة هؤلاء الطلبة من خلال اللعب على وتر حساس ومسميات منمقة مثل الذكاء الاصطناعي لجمع أكبر عدد من الطلبة، لكن خاب مسعاهم بانسحاب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس الحاضرين”.

وكانت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أعلنت العام الماضي توقيعها مذكرة تفاهم مع معهد وايزمان للعلوم، حيث ستتعاون المؤسستان الأكاديميتان في عدد من المجالات بهدف تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وسيلة لتحقيق التقدم والنمو، وهي أول مذكرة تفاهم بين مؤسسات تعليمية بين الإمارات وإسرائيل.

المتحدث بالندوة ممثلا لجامعة محمد بن زياد. صفحة جامعة بن زايد على الفيسبوكالمتحدث بالندوة ممثلا لجامعة محمد بن زايد.. والصورة من صفحة الجامعة على فيسبوك (مواقع التواصل)

الجامعة الأردنية ترفض التطبيع

عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية مهند مبيضين عبر عن رفضه “أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المجرم، سواء كان أكاديميا أو غيره، وهذه عقيدة نربي عليها أبناءنا وطلبتنا والأجيال القادمة”.

ويقول مبيضين للجزيرة نت إن الجامعة ترفض ما حصل في المؤتمر الذي عقد بكلية البرمجة لما فيه من “تطبيع مع الكيان الصهيوني، ونقدر ما قام به الطلبة، وموقفهم مقدر ويحترم ومحل فخر واعتزاز”.

ويتابع أن جامعة محمد بن زايد طلبت عقد ندوة لعدد من الطلبة حول منح مقدمة بتخصص الذكاء الاصطناعي، ولم يرد ضمن الطلب معلومات تفصيلية حول الشركاء بتلك المنح، ولدى معرفة الطلبة بمشاركة جامعات صهيونية بالمنح انسحب طلبتنا من الندوة.

وأصدرت القوى الطلابية في الجامعة الأردنية بيانا عقب الحادثة رفضت فيه “استضافة إدارة الجامعة ممثلين عن جامعة محمد بن زايد المطبعة مع الاحتلال الصھیوني”.

وأكدت أن “استقطاب الطلبة لمنح من جامعات كهذه هو فعل يخالف الموقف الطلابي والشعبي والإسلامي من التطبيع، ويعكس انسحاب الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية من هذه الندوة الموقف الوطني المقاوم للتطبيع، ويعكس ارتباط الشارع الأردني بالمقدسات الإسلامية والقضية الفلسطينية وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني بأي شكل”.

وعقب الحادثة دشن نشطاء على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وسمي “#الجامعة_الأردنية”، و”#التطبيع_خيانة”، وغرد الناشط محمد الهباهبة قائلا “جامعة محمد بن زايد المطبعة مع جامعات إسرائيلية تحاول اختراق الجامعات الأردنية عن طريق تقديم منح للطلاب، وموقف الطلاب بالأمس كان رجوليا وانسحبوا من المحاضرات التي قدمتها جامعة محمد بن زايد.. عفيه النشامى #التطبيع_خيانة #الأردن”.

 

 

الناشط على تويتر معتز عواد غرد قائلا “الحركة الطلابية في الجامعة الأردنية تفشل جولة أكاديمية ذات أجندة تطبيعية كان يراد لها أن تستمر في جميع جامعات الوطن، في حديث عن وقفة العز وأداء الواجب التي قام بها طلبة الجامعة الأردنية وقوفا أمام مشاريع دولة الكيان وحلفائها”.

 

الناشطة على تويتر فاطمة الوحش غردت قائلة “موقف مشرف لطلبة #الجامعة_الأردنية بانسحابهم من مؤسسة متعاقدة مع معهد #وايزمان للتوظيف بوساطة جامعة إماراتية!!!!! ما زالت الشعوب ترى أن #التطبيع_خيانة وستبقى، تحية لأبنائنا الطلبة فأنتم عنوان هوية #الأردن الصامد”.

المصدر : الجزيرة

nexus slot

garansi kekalahan 100