مدير منظمة الصحة العالمية يؤكد أنه يمكن السيطرة على جائحة كورونا خلال الشهور المقبلة

ما أسباب التذبذب والارتفاع في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في بعض البلدان رغم بدء توزيع اللقاحات؟ وما هي البشرى التي زفها مدير منظمة الصحة العالمية؟ وما شرطها؟

نبدأ مع مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي قال في مؤتمر صحفي أمس الاثنين إن بإمكان العالم السيطرة على جائحة “كوفيد-19” العالمية خلال الشهور المقبلة بشرط توزيع الموارد اللازمة لذلك بعدل.

ومع ذلك، عبر تيدروس أيضا عن قلقه من “المعدل المرعب” الذي ينتشر به “كوفيد-19” بين الفئة العمرية من 25 إلى 59 عاما، والذي يمكن أن يكون سببه السلالات الأكثر عدوى.

وقال إن الزيادة قد تعزى إلى السلالات المتحورة الأكثر انتشارا من حيث العدوى، وحقيقة أن هناك المزيد من الاختلاط الاجتماعي بين هذه الفئة العمرية.

وأضاف أنه “مرت 9 أشهر لنصل إلى مليون وفاة، و4 أشهر لنصل إلى مليوني وفاة، و3 أشهر لنصل إلى 3 ملايين وفاة”.

وأظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم وصل إلى 142.1 مليونا حتى صباح اليوم الثلاثاء، فيما وصل عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها حول العالم إلى 910 ملايين جرعة.

كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 81.3 مليونا، فيما ارتفع إجمالي الوفيات إلى 3 ملايين و30 ألف حالة.

 

لماذا ارتفعت الإصابات؟

هناك عدة أسباب محتملة وراء عودة الإصابات للارتفاع رغم حملات التطعيم، مثل:

السلالات المتحورة الجديدة

في بريطانيا على سبيل المثال، قالت كبيرة المستشارين الطبيين في برنامج الاختبار والتتبع التابع لقطاع خدمة صحة الوطنية البريطانية (NHS Track and Trace) إن بعض المواطنين البريطانيين ممن تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا قد أصيبوا لاحقا بسلالات متحورة من الفيروس، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة ذي إندبندنت (The Independent).

وأوضحت الدكتورة سوزان هوبكنز خلال لقاء تلفزيوني مع قناة “بي بي سي” (BBC) أنه تم التعرف على السلالة الجنوب أفريقية وسلالة كينت (السلالة البريطانية) المتحورتين لدى أشخاص “تلقوا جرعتهم الأولى من اللقاح.”

وقالت هوبكنز “هذا متوقع، فنحن نعلم أن هذه اللقاحات لا تحميك بنسبة 100% من العدوى، ولهذا السبب نطلب من الناس توخي الحذر”.

وأضافت “يمكن ملاحظة كونها (أي اللقاحات) ليست جيدة في منع العدوى بالفيروس وانتقاله ضد المتغير الجنوب أفريقي كما هو الحال مع السلالة الموجودة عندنا (السلالة البريطانية)”.

وأشارت الدكتورة هوبكنز إلى أن اللقاحات توفر بعض الحماية ضد المتغيرات، لأنها تعمل بمثابة أساس لجهاز المناعة لدى الشخص، موضحة أنه “عندما يتعرض جهازك المناعي لمجموعة متنوعة من الفيروس نفسه فإنه يستجيب بشكل أسرع وأكثر ملاءمة لحمايتك من المرض الشديد”.

وقالت صحيفة ذي إندبندنت إن عددا كبيرا من الإصابات بالسلالة الجنوب أفريقية المتحورة قد سجل في جنوب لندن، كما تبين أن السلالة البريطانية -التي ظهرت في المملكة المتحدة العام الماضي- أكثر قابلية للانتقال من الفيروس في شكله الأصلي.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن العلماء يشعرون بالقلق بسبب ظهور سلالة جديدة من الفيروس تم التعرف عليها أول مرة في الهند، وقد سجلت حوالي 70 إصابة بالسلالة الهندية المعروفة باسم “بي.1. 617” (B.1.617) في المملكة المتحدة.

وتقول الدكتورة هوبكنز إنه لا توجد بيانات كافية حتى الآن لتصنيف السلالة على أنها “متغير مثير للقلق” لكن التحقيقات جارية.

ووفقا لمعطيات، فإنه حتى الأشخاص الذين تلقوا جرعتي لقاح سيحتاجون لجرعات تنشيطية، إذ قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمس الاثنين إن البريطانيين سيحصلون على جرعات تنشيطية لتحسين فعالية لقاحاتهم المضادة لفيروس كورونا.

وقال هانكوك في إفادة للمشرعين بشأن التعامل مع الوباء إن الحكومة “تكثف الخطط” للحصول على جرعة إضافية للتأكد من استمرار اللقاحات في مواكبة تحور الفيروس.

وتابع أن “الخطر الأكبر على تقدمنا هنا في المملكة المتحدة هو سلالة جديدة لا يعمل اللقاح ضدها بشكل جيد”.

وقال “نعلم من استجابتنا للفيروسات الأخرى مثل الإنفلونزا أننا بحاجة إلى لقاحات محدثة لمعالجة الفيروسات المتحورة، لذلك بينما نكمل برنامج الجرعتين الأولى والثانية نكثف خططنا للحصول على جرعة تنشيطية”.

الشعور الزائف بالأمان

سبب ثان قد يكون لزيادة الإصابات هو وجود شعور زائف بالأمان من كورونا يدفع الناس للتهاون في تطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، فعلى سبيل المثال شهد مستشفى في مدينة دورتموند الألمانية تفشيا للإصابات بفيروس كورونا بسبب زائر دخل إلى المستشفى يحمل نتيجة سلبية خاطئة لاختبار الكشف عن الفيروس.

وذكر متحدث باسم المستشفى أمس أن عدد الإصابات في الوقت الراهن يبلغ 26 حالة، منها 18 حالة لمرضى و8 حالات لموظفين في المستشفى بسبب دخول الفيروس، مشيرا إلى أن جزءا من المصابين لم تظهر عليهم أعراض، فيما كانت الأعراض للجزء الآخر خفيفة.

وكان الزائر قدم قبل أكثر من أسبوع شهادة سلبية لاختبار سريع، وذلك بغرض زيارة مريض في المستشفى، لكن تبين بعد ذلك أن الزائر يحمل عدوى فيروس كورونا، وعلى إثر ذلك تم إجراء اختبار لـ300 مريض وموظف.

وفي إطار هذه الواقعة حذر المتحدث باسم المستشفى من الركون إلى إحساس زائف بالأمان لمجرد الحصول على نتيجة سلبية وعدم الأخذ بالتدابير الوقائية، وقال إن “مثل هذه النتيجة السلبية للاختبار السريع ليست تذكرة سفر مجانية فلا يزال يتعين الالتزام بالارتداء الإجباري للكمامة وقواعد التباعد لتجنب مثل هذا الأمر”.

وتابع المتحدث أنه ليس من الممكن دائما إخبار كل الزائرين بأن الشخص يمكن أن يكون معديا حتى وهو يحمل نتيجة سلبية للاختبار السريع، ولذلك لا ينبغي عليه أن يضرب بالتدابير الاحترازية عرض الحائط.

تجاهل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي

سبب ثالث قد يكون هو تجاهل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، وقد تكون الهند مثالا على ذلك، والتي اجتاحتها موجة وبائية جديدة نجمت عنها مليون إصابة مؤكدة في غضون أسبوع وهزت السلطات، وذلك وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

واعتقدت الهند مطلع العام أنها هزمت الوباء وأطلقت حملة تطعيم ضخمة، وتجاهل السكان وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، وشاركت حشود ضخمة في مهرجانات وتجمعات.

لكن في المستشفيات دق الأطباء ناقوس الخطر على خلفية ارتفاع عدد الحالات وسط ظاهرة جديدة تتمثل بدخول مزيد من الشباب المستشفيات جراء إصابتهم بالمرض الذي لطالما اعتبر أكثر خطورة بالنسبة للفئات الأكبر سنا.

ويشير بعض الأطباء إلى أن السبب الذي يجعل الأشخاص البالغة أعمارهم أقل من 45 عاما أكثر عرضة للخطر هو خروجهم إلى العمل وتناولهم وجبات خارج المنازل أكثر من أولئك الأكبر سنا، لكن لا يوجد دليل حاسم على ذلك.

وقد يكونون أكثر عرضة لنسخة متحورة جديدة تعرف بأنها “طفرة مزدوجة” عثر عليها في 60% من العينات في ولاية ماهاراشترا الأكثر تضررا.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

nexus slot

garansi kekalahan 100