وظيفيّون بالوراثة .. محمد الشرفي وأمين محفوظ

بقلم نور الدين الغيلوفي

تنويه أوّل:
أنا لست ضدّ اليسار ولا ضدّ وجوده في تونس.. بالعكس أراه شرطا من شروط التفكير الحرّ وعنوانا من عناوين العقل الذي نحتاج إليه في مقاومة الدوغمائيات والانتصار للعقل وللإنسان.. بل إنّني لأشعر بأنّني أولى بماركس وبأفكاره من هؤلاء الذين يتّخذون من الماركسية مساحيق وقد تثبّتوا في سبعينات القرن العشرين وتوقّفوا عند كراريسهم الصفراء التي كانت تجود بها عليهم دار التقدّم بموسكو.. اليسار التونسي لم يعد صالحا لشيء لأنّه لم يكتب جملة واحدة في نقد ذاته وتطوير أفكاره إلّا ما كان على هامشه من غير الفاعلين أمثال الباحث مصطفى العلوي مؤلف كتاب (الماركسية والدّين في السياقات الإسلاميّة).. وأمثاله قليل.
تنويه ثان:
لبعض المانويّين أقول : حين ننقد اليسار لا يعني أنّنا بالضرورة ننتصر لحركة النهضة وللإسلام السياسي.. الأفكار أوسع من النهضة واليسار مجتمعين.. فلكم أن تروا ثالثا ورابعا إلى ما لا ناهية.
تنويه ثالث:
ما أعيبه على اليسار هو أنّه رضي بأن يكون هو حزب فرنسا ووكيلها في تونس.. ومن يرفض فرنسا يرون فيه عدوّا لهم ويشنّون عليه حربهم.. المعركة في وجه من وجوهها هي معركة بين التيّار الذي يريد فكّ الارتباط مع فرنسا والتيار الذي لا يرى في تونس إلّا تابعة لها.
تنويه رابع:
حين أتحدّث عن اليسار لا أقصد كلّ اليسار إنّما أقصد هؤلاء الذين لا يتحركون إلّا تحت عين السفارة الفرنسيّة.
1. قال الشرفي في بداية العهد النوفمبري ((أعتقد أنّ للدول المتقدّمة كفرنسا مسؤولية في مساعدة مجهود التنمية ببلدان أقلّ تقدّما)) في ولاء مكشوف لفرنسا التي احتلّت تونس عشرات السنين ولا تزال تعتبرها محميّة من محمياتها عهدت بها إلى وكلاء لها يحملون جنسيتها يرعون مصالحها بها ويرقبون كلّ صوت يقول لها لا… وأظنّ أنّ فرنسا هي التي عيّنت محمّد الشرفي ليقود مشروع الإصلاح التربوي في بلادنا بدايةَ تسعينات القرن الماضي لينتج لها أجيالا من المتعلّمين الموالين لها يتكلّمون لغتها ويقدّسون ثقافتها ويسكتون عن نهبها لخيرات بلادهم.. ولكنّ الشعب التونسي يعرف الآن درجة الانحدار التي وصلت إليها التربية في تونس.. ويعرف ضعف أغلب المتعلّمين في اللغة الفرنسية.. والتنمية التي كان محمد الشرفي يدعو فرنسا إلى مساعدة تونس عليها انتهت بها إلى أسفل السلّم في المعايير التي تصف أنظمة التربية والتعليم في العالم.. ونحن الآن إنّما نجني الخراب الذي زرعه الشرفي في بلادنا ومضى وتركها تعاني منه…
كان محمد الشرفي معول تدمير استعملته فرنسا، وقد لبس قناعا تنويريا بشّرنا بأنّه سيضع بلادنا في قطار العقلانية على سكّة الحداثة فأخذها إلى الانهيار.
2. أمين محفوظ هذا في العهد القيسيّ أثارته عملية إرهابية وقعت بفرنسا لم تتبيّن، بعدُ، خيوطها.. التقط منها عبارة (الله أكبر) ليكتب تدوينة سمجة منها (( مُنفّذ الهجوم صرخ “الله أكبر”.. فهل وجب علينا أن نذكّر بأنّ اليابان قد حظرت في دستورها تدريس الدين؟)).. وقد اختار أن يكتب من دولة تونس تدوينته الاستعجالية باللغة الفرنسية تعليقا على حادثة وقعت بدولة بفرنسا متحجّجا بدولة اليابان.
• كتابة التدوينة بالفرنسية تدلّ على أن الأستاذ أمين محفوظ العارف بالقوانين المطّلع على الدساتير حرص على الحدّ من قرّاء تدوينته الفرنسية للحدّ من الغاضبين منها وهو يعلم أنّ علاقة أجيالنا التي تعلّمت على برامج الشرفي لا تتقن اللغة الفرنسية مثله ومثل مايا الكسوري تلك التي تُصالِبُ السفير الفرنسيّ الرؤوس لتخرج من ورشة المصالبة بأمر لقصر قرطاج بالعزل والتسمية.
• توجيه التدوينة إلى فرنسا: أيتها الحامية نحن هنا نذود عنكم نحاصر الدين الذي يرهبكم ونقترح منع تدريسه لأجيالنا.. فالتفتوا إلينا ولا تنسوا مطالب دعمنا القديمة.
أمين محفوظ وريث محمّد الشرفي في التنوير الذي يستبعد الدين لا يريد أن يفهم أنّه بمثل هذا الخطاب إنّما يغذّي التطرّف في الشعب التونسيّ الذي يشعر بالقهر عندما يرى لفرنسا توابع يستهدفون هويته بالاجتثاث.
الرجل يبدو أنّه يبحث له عن موقع في الدولة ليكون عين فرنسا الساهرة.. فرنسا التي لا تعترف باستقلال مستعمراتها القديمة خارج الورق وتمنع توابعها من تداول كلمة استعمار ومن مشاركة الشعب في الاحتفال بعيد الاستقلال.. فرنسا التي منعت الرئيس التشادي إدريس دبّي من احترام شرفه العسكريّ والتنازل عن الحكم حين انتهت مدّته.. احتالت لتغيير دستور بلاده لتبقيَ عليه حاكما لها على تشاد حتّى قتله معارضوه في ساحة الحرب.
تلك هي ماما فرنسا يا حضرات.
Peut être une image de 1 personne et texte qui dit ’Amin Mahfoudh 1j La France, aujourd'hui: L'assaillant a crié "Allah Akbar"! Faudrait-il rappeler que les Japonais ont interdit dans la constitution l'enseignement de la religion?’
Peut être une image de 1 personne et texte

nexus slot

garansi kekalahan 100