المربكون في الوطن
ذلك أنّ بلادنا قد تحولت بعد الثورة الى واجهتين، الاولى واضحة جليّة و على ركحها تتحرك الاحزاب السياسية و الجمعيات و النقابات المهنية في تنافس نزيه مرات و في تنازع مربك و تصارع وحشي مرات اخرى ,,,بينما تتوارى الواجهة الأخرى خلف الستائر و تحرّك بيادقها بين الاحزاب بل و تحرك الاحزاب و المؤسسات الاعلامية من جرائد و إذاعات و فضائيات و يتواصل زحف الزيف …و يعلو الغبار وجه الثورة و نصير الى ما يشبه التراجع عن الثورة و الاستغفار و طلب التوبة منها و الأوبة الى ما كان قبلها …و بلادنا صارت مرتعا للمخابرات و معرضا لشتّى لوحات الخيانة و اللؤم و تزييف الحقائق …بل و سوقا للسلاح القادم من الجنوب و للمخدرات القادمة من الغرب و من كل اتجاه و صرنا مهرجانا للصراعات الفكرية التي تنادي بإقصاء الآخر و تصفيته
و يتواصل عمل المربكين في الوطن قصد التخويف و الضغط على المنافس حتّى يحشر في زاوية يمكن القضاء عليه فيها …و في اجواء الارباك و التخويف بالاشاعات و ببعض العمليات الارهابية في طول البلاد و عرضها تتواصل الحياة لكن على عكس ما كنا نتمنى …و يعود رموز الماضي للظهور و يعود الماضي للحكم و تمضي الثورة الى الحتف و يدعى الجميع الى خارطة طريق لا تليق بالثورة …بل هي انتكاس لها و تراجع عنها و تتوصل المماحكات والتجاذبات لتحقيق أهداف الانقلاب اللين على الثورة الفتية و حكومتها الهشة ،و يمضي رجال ما بعد الثورة في تطبيق خارطة الطريق و يبقى الوطن على قارعة الطريق