مات و في القلب غصّة
ورقة أخرى تسقط ، شمعة تنطفئ ، وجه كمْ تنوّر بالوضوء يتوارى و جسد طالما تصبّر تحت التعذيب و تجلّد خلف القضيان و هم ينقلونه من سجن إلى سجن ،،،هو واحد آخر من كثيرين مسّتهم الضرّاء و البأساء ، واحد في زحمة المظلومين المتألمين من ضحايا سنوات الجور و القهر و الظلم ،خرج من السجن إلى سجنين آخرين ، سجن النسيان و سجن المرض ،الذي ركبه من الزنازين و كان يعدّ عليه أنفاسا ضاقت ، حتّى استوفى ما كتب الله له في هذه الدنيا و فارق الاهل و الاحباب ،،،صحيح أنّه عاش حتّى رأى اندحار الطغيان و فرار بن علي الذي ما كان أحد يحسب أنّه ينفكّ و يندكّ ،و لكن مناضلنا العزيز على كل من يقيم اعتبارا للرجال في زمن طغى فيه أشباه الرجال بل و من ليسوا برجال أصلا …لكّنّه تمنّى لو يجد في إخوته من يمدّ له يد العون ، و تمنّى على وزير الصحة بالذات أن يأذن بسفره الى الخارج للتداوي ، و لكنّ ذلك لم يحدث ،و قد ترك في نفسه حسرة و ألما، جعلته يوصي بألاّ يحضر جناوته أحد من قادة النهضة ، و هذا مما جنته النهضة من الحكم و من التعاطي السياسي مع كائنات سياسية شرسة ، ان تخسر قواعدها و مناضليها ، و ان يعبّروا عن تأففهم و ضيقهم منها و هم على فراش الموت ،
يرحم الله المناضل الصنهوري النمري ، و رزق اهله و أحبابه الصبر و السلوان ،، و هوّن الله على البلاد ما هي فيه
تونس/يوسف السبوعي
youcefesboui@yahoo.fr