حكايات مثيرة لأزواج مع غرائب «زوجاتهن » في الضرب المبرح

ملجأ يحتضن فيه الرجال الهاربون من بطش زوجاتهم

هنا يمكن القول إذا أن  موازين القوى انقلبت لتنقلب معها الأدوار خاصة مع دخول العنف ضد الرجل من بابه الكبير لتتلاشى بذلك ثقافة «سي السيد» ويصبح الرجل الذي كان مثالا للقوة والسيطرة على المرأة مضطهدا  مفعولا به.

جريدة" اليوم" اختارت أن تسلط الضوء على هذه الظاهرة المسكوت عنها فتحصلت على شهادات حية لضحايا بعض الزوجات الأتي اختارت أن تكشر على أنيابهن و تنقض على شريك العمر شر انقضاض لتنال من شرفه و كرامته و عزته  .

آدم الهارب من وحشية و بطش  حوّاء

حكايات مثيرة لأزواج مع غرائب «زوجاتهن » في الضرب المبرحلم يعد كما أسلفنا الذكر  تعنيف الرجل اليوم في تونس قائما خلف أبواب مغلقة لينشئ بذلك سنة 2002 ملجأ خاص بالرجال المعنفين من طرف زوجاتهم حول فكرة إنشاء هذا الملجأ وغيره من التفاصيل كان لليوم لقاء خاص بالسيد العربي الفيتوري.

و في حديثه أكد العربي الفيتوري  أن الرجال الذين يلجؤون إليه عادة ما يتجاوز أعمارهم الخمسين مشيرا إلى انه  عادة ما يكون الرجل في هذه السن يبحث عن الهدوء والاستقرار والسكنية ليجد في هذا الملجأ القائم في الضاحية الشمالية للعاصمة وتحديدا في الكرم ملاذا له في ظل تفاقم المشاكل بينه وبين زوجته.

وحول سبب التجاء شريحة هامة من التونسيين إلى هذا الملجأ قال محدثنا انه يعود إلى  تفاقم المشاكل وسوء التفاهم بين الطرفين وعدم قدرة البعض منهم على الوصول إلى نتيجة ايجابية مشيرا أن الملجأ  يستقبل الأزواج المضطهدين ويوفر لهم الطعام والخدمات النفسية اللازمة إلى حين التصالح مع زوجاتهم..

وأضاف الفيتوري أن عمله  توفيقي يهدف بالأساس إلى إبرام الصلح بين الزوجات دون الوصول إلى الطلاق،كما لعب دور الوسيط بين الأزواج.

وقال الفيتوري أن مشكل تعنيف الزوجة لزوجها مطروح داخل مجتمعنا و خاصة داخل الحياة الأسرية و لا يمكن طمس هذه الظاهرة أو السكوت عنها   مشيرا إلى انه استقبل في ملجأه 120 حالة في ظرف سنتين ومن خلالها كسب الخبرة في التعامل مع الأزواج.

إطارات ببنوك و موظفين يتعرضن للضرب من طرف زوجاتهن  

دكتاتورية  بن علي منعت العربي الفيتوري من مواصلة نشاطه حيث تعرض محدثنا إلى ضغوطات عديدة منعته من ممارسة نشاطه ووجهت إليه تهم كيدية بسبب استقطابه للرجال المعنفين وذكر محدثنا أن التهمة التي وجهت له آنذاك المس من مجلة الأحوال الشخصية و انتهى به الأمر إلى التوقيع على التزام يفضي إلى غلق المركز و عدم طرح هذا الموضوع في وسائل الإعلام.

وعن ابرز الحالات المتوافدة على الملجأ قال محدثنا أن 120 حالة التي استقطبها من مستويات اجتماعية متنوعة فمنها من هم موظفون و إطارات ببنوك وعمال بشركات خاصة.

وعن ابرز الحالات التي ضلت عالقة بذهنه قال الفيتوري انه لم ينسى ذات مرة عندما استقبل في ملجأه رجلا ذو مستوى اجتماعي مرموق أطردته زوجته  شر طردة و عنفته لفظيا و جسديا و لم تكتفي عند هذا الحد بل الغريب أنها لحقت به للملجأ و قامت بتعنيفه مرة ثانية.

و أضاف محدثنا أن شريحة هامة ممن استقبلهم تعودوا بالعنف و الضرب و لا يريدون رد الفعل بدافع الحب و الغرام.

و خلص الفيتوري إلى القول أن الظاهرة موجودة في مجتمعنا وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الطلاق و اقترح بعث ملجأ داخل كل ولاية مثلما هو معمول به داخل كل بلدان العالم داعيا في هذا الصدد إلى تناول هذه الظاهرة و تخصيص منابر إعلامية تتناول هذه الظاهرة التي ضلت طي الكتمان لسنوات طويلة.

وحدثنا أنه من المفاجآت التي اكتشفها في الملجأ أن أحد روّاده كان رسّاما أردنيا فارا من زوجته وهذا أعطى البعد العربي والإنساني للملجأ الذي أراده أن يكون فضاء مفتوحا لكل الجنسيات والشرائح الاجتماعية. فقد اتسع الفضاء للمثقفين والبسطاء للفقراء والأغنياء وهذا دليل أن مشكلة العنف المسلط على الرجال من النساء ليس منحصرا في شريحة دون أخرى.

وتفاجأ السيد العربي  بتوافد الرجال على الفضاء من الكهول والمتقدّمين في السن مؤكدا أن الروّاد لم يكونوا من الشباب وهو  ما دفعه إلى تخصيص طابق كامل في عمارته لهؤلاء وجهّزه بالمستلزمات الضرورية من أسرّة وأجهزة تلفزيون وثلاجات… وبدأ خبر الملجأ ينتشر.

إذا فان الملجأ أنشأه السيد العربي بن علي الفيتوري سنة 2002 هو ملجأ للرجال الذين عُنّفوا من زوجاتهن وطردوا من بيوت الزوجية وأفادنا  محدثنا انه تعرّض لمشاكل أسرية مع زوجته سنة 1972 ووجد نفسه في ليلة من ليالي الشتاء في الشارع دون مأوى أين قضّى الليلة إلى الصباح هائما على وجهه

تفاصيل تلك الليلة بقيت تطارده وتساءل عن مصير العشرات ممن عاش محنته ففكّر في إنشاء مكان صغير يفتحه لهؤلاء الرجال الفارّين من جحيم الحياة الزوجية نتيجة الاضطهاد النسوي..

و بكل أمل استودعنا السيد العربي الفيتوري الذي ختم لقاءنا معه بهذه العبارة "لقد قمت بعمل إنساني ووفقت بين الأزواج بنسبة 90 بالمائة

الدكتور شهاب اليحياوي المختص في علم الاجتماع لـ"اليوم":

ممارسة العنف من قبل المرأة تجاه الرجل ظاهرة مستهجنة مجتمعيا

حكايات مثيرة لأزواج مع غرائب «زوجاتهن » في الضرب المبرححول هذا الموضوع اتصلت "اليوم" بالدكتور شهاب اليحياوي المختص في علم الاجتماع و الذي أكد انه يجب في البداية أن نعرف العنف الموجه من الزوجة نحو الزوج . هل نقصد العنف المادي المتجشم في الاعتداء بالضرب من قبل الأنثى على الذكر ؟ أم نقصد العنف المادي بمعنى السيطرة المادية للمرأة الزوجة على الرجل الزوج بمعنى التحكم والسيطرة مفاصل حياته وتصرفاته وعلاقاته وتنقلاته … أم نقصد العنف الرمزي أي إلغاء المرأة القوية معنويا وماديا لرجولة الزوج ولكيانه ولموقعه كرئيس العائلة

و أشار عالم الاجتماع  أن ممارسة العنف بأشكاله المختلفة من قبل المرأة تجاه الرجل يعتبر ظاهرة مستهجنة مجتمعيا باعتبار المكانة والموقع الذي يحتله الرجل أي  الزوج ضمن العلاقات الجنسية أو العاطفية أو الأبوية أو الزوجية في ثقافة المجتمع الكلي  وبالتالي فإن هذا السلوك الأنثوي الجانح للعنف في التواصل والتعاطي مع الرجل الزوج يجد تفسيره في عوامل عديدة تغذي هذه الظاهرة على غرار  وذكر الدكتور شهاب اليحياوي أن:

 – التفوق الجسدي للمرأة لا يمثل معطى تفسيريا لوحده و  التفوق المادي والفارق الاجتماعي وهو ما يفرز لدى المرأة رغم سعيها لذلك موقفا تحقيريا للرجل الخاضع والقابل للخضوع بعامل التمتع بامتياز تفوق الزوجة ماديا أو مساندتها له ماديا للارتقاء المادي والاجتماعي

كما أن احتقار وعدم احترام المرأة للرجل يمثل عاملا مشجعا على التعدي على كرامة الرجل ماديا أو رمزيا كنزع من الدفاع اللاواعي عن النموذج الثقافي المجتمعي الذي يعتبر الرجل دائما قويا إزاء المرأة أو على الأقل غير قابل للاعتداء عليه من قبل الأنثى   شخصية الرجل الخانع والخاضع لإرادة المرأة أي  الزوجة أما بفعل التملك العاطفي أو التملك المادي له من قبلها وهو ما يدفعه إلى تقديم التنازلات تلو الأخرى والتبعية المفرطة تجاه المرأة وهو ما لا يمكن أن يجلب له سوى الاحتقار والازدراء .

و اعتبر الدكتور شهاب اليحياوي أن هذه المشاعر والأحاسيس والمواقف تشكل أرضية ملائمة للجنوح إلى العنف بأشكاله المادية أو المعنوية أو الرمزية تجاه الرجل.

 وأفاد محدثنا انه يوجد  تفسيرا أيضا لهذا السلوك مثل ارتهان الرجل للمرأة ، لا عاطفيا أو ماديا كما سلف ، بل لمسكها أخطاء أو أفعال أو تصرفات تدينه أو تورطه أو تعرضه للمسائلة أو السجن ، توظفه المرأة للانتقام منه وإذلاله والتعدي على كرامته ومصدر قوتها هنا ليس التفوق بل امتلاك وسائل سيطرة وتحكم ( مثل الأخطاء الفادحة : سرقة ، رشوة ، خيانة مؤتمن ، خيانة زوجية ,,,,,)

العنف المادي المسلط من قبل المرأة تجاه الرجل هي و خلص الدكتور شهاب إلى القول أن:

ترجمة مادية لعدم التكافؤ المادي لصالح المرأة – تعبير عن انحطاط أخلاقي للزوجة وعلى اعتبار أن العنف مرفوض في المطلق ومستبعد جدا ضمن أخلاقيات المجتمع أن يصدر عن الأنثى.

واعتبر أن ممارسة المرأة للعنف المادي ضد الرجل هو خروج مستهجن عن العادي والسائد والإجماع المجتمعي على موازين القوى ضمن العلاقة بين الرجل والمرأة ، كما هو تعبير أيضا عن اختلال العلاقة لا بين الزوج وزوجته بل أيضا بينه وبين أسرته.

 وقال أن اعتداء الزوجة على زوجها وضربه قد يكون مرده سوء العلاقة بالأصهار واستقوائها بهم لتأديبه أو إخضاعه بتوظيف عامل الخوف أو العنف المادي الممارسة من قبل الأصهار على الزوج.

الباحث الإسلامي  احمد الأبيض لـ "اليوم"

تعنيف الزوجة لزوجها محل إدانة في  الإسلام

حكايات مثيرة لأزواج مع غرائب «زوجاتهن » في الضرب المبرححول هذه الظاهرة توجهت اليوم بالسؤال إلى الدكتور أحمد الأبيض وهو باحث في القضايا الاجتماعية بخصوص رؤيته  للحياة يقول: "حتى لا يسقط الإنسان أو يدخل في بيت الموتى قررت وقتها أن أعيش…لقد قررت منذ البدء أن  أعيش لأننا خلقنا للحياة ولم نخلق للموت" ، ذاكرا قول الله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" .

وأما في صلب اختصاصه فيقول  :"لو كنت في بلاد أخرى لأطلقت مشروعا بعنوان (مدرسة للأزواج والزوجات).

وعن تعنيف الزوجة لزوجها يقول الباحث الإسلامي  احمد الأبيض أن هذه الظاهرة محل إدانة في الإسلام مشيرا إلى أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى تزايد هذه الظاهرة و تساءل الباحث احمد الأبيض أن كان هذا التزايد من باب المساواة أو من باب أن الناس سئموا أنفسهم نتيجة غياب الحوار

و أفاد الأبيض أن هذه الظاهرة تكشف عن أزمة مجتمعية مشيرا إلى أن النزعة العميقة نحو التسلط فرض تواجد المرأة في الأسرة تدفعها إلى البحث عن السيطرة و ممارسة العنف و خلص محدثنا إلى القول بان الأصل في العلاقة الزوجية يجب أن يكون مبنيا على الحوار و العقلانية لا على العنف و التقليل من شان الرجل مؤكدا أن الإسلام ضد كل عدوان

إقدام المرأة على تعنيف زوجها يعود  إلى أسباب مرضية بالأساس

يرجع المختصون في علم النفس  ظاهرة تعنيف الرجال إلى ضغوطات الحياة اليومية والتغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع منها ظاهرة تسلط المرأة.

وفي هذا الإطار يؤكد المختصون في  علم النفس أن المرأة المعنفة لزوجها تعيش ضغطا كبيرا أو حالة اكتئاب وتوتر نفسي شديد ما يوصلها إلى درجة تعنيف زوجها.

أسباب هذا التوتر الذي يؤدي إلى العنف حسب المختصين  في علم النفس  تعود  إلى ظروف مادية صعبة أو مشاكل عائلية أو ضغط متواصل المدى مما يولد شبه انفجار نفساني داخل المرأة.

كما أن العوامل التربوية من العوامل الأساسية التي تدفع بالمرأة إلى تعنيف زوجها، فالزوجة التي نشأت في بيئة تدعم ثقافة الضرب تكون هذه الثقافة موروثة بداخلها ويكون العنف في ذاك الوقت حالة عادية وتعتبرها وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس

ويرجح إقدام المرأة على تعنيف زوجها إلى أسباب مرضية بالأساس نتيجة معاناة الزوجة من بعض المشاكل النفسية التي تحول سلوكها إلى امرأة عنيفة

أرقام و إحصائيات

طبقا لدراسة اجتماعية حول العنف بين الأزواج في تونس 10% من النساء المتزوجات في تونس يعتدين بالضرب على أزواجهن و30% منهن يعتدين عليهم بالعنف اللفظي ليتأكد بذلك تفشي هذه الظاهرة التي اعتبرها البعض دخيلة عن المجتمع التونسي.

كما كشفت دراسة أعدها الديوان الوطني التونسي للأسرة والعمران البشري بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وعرضت نتائجها الأربعاء، أن 47.6 % من نساء تونس يتعرضن للعنف.

وأظهرت الدراسة التي أجريت على عينة تتكون من 4 آلاف امرأة من مختلف أنحاء جهات تونس، أن أعلى نسبة للنساء المعنفات سُجلت في جنوب غرب البلاد، حيث سجل حوالي 72.2% امرأة معنفة، بينما سُجلت أقل نسبة بالوسط الشرقي للبلاد، أي في حدود 35.9 %.

وأشارت الدراسة إلى أن المستوى التعليمي للمرأة لم يجنبها التعرض إلى العنف، حيث بلغت نسبة النساء المعنفات الأميات 49.5 %، والنساء ذوات التحصيل العلمي الثانوي 47.9 %، فيما بلغت نسبة النساء الجامعيات المعنفات 41.1 %.

في حين كشفت دراسة مصرية حديثة  أن 40% من الزوجات يضربن أزواجهن وأن العنف يزداد بنسبة 78% بين الأميات مقارنة بالمتعلمات.

كما كشفت الدراسة، التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية المصرية على عينة من 150 من النساء ذي مستويات اجتماعية وتعليمية مختلفة عن أن نصف النساء يمارسن العنف ضد أزواجهن وبالأخص من تتراوح أعمارهن ما بين 30 و 40 عاما ويعشن في المدن.

وبينت الدراسة أن 26% من الجنس اللطيف يستخدمن في ترويض أزواجهن أدوات المطبخ من الأطباق وتختار 8،4% الملاكمة باستخدام الأيدي والأرجل وتفضل 4% من النساء الاشتباك المباشر مع أزواجهن باستخدام الأسلوبين معا..

حكايات مثيرة لأزواج مع غرائب «زوجاتهن » في الضرب المبرحفي  حين كشفت دراسة أخرى أجراها أستاذ أكاديمي بجامعة الكويت أن ‏10‏% من الكويتيات يضربن أزواجهن‏

الشارع على الخط

اجمع عدد كبير ممن استجوبناهم على ضرورة التطرق لهذا الموضوع في المنابر الإعلامية سيما أن هذه الظاهرة موجودة و قالت مروى مسلم أن العنف المسلط على الرجل من طرف المرأة مرده غياب الحوار و فشل العلاقة الزوجية في حين أكدت كل من دنيا وإيمان على ضرورة تخصيص فضاء للرجال الذين تعرضوا للعنف قصد الإحاطة النفسية بهم  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

nexus slot

garansi kekalahan 100