7 محطات في جولة الامير تميم فتحت آفاقًا جديدة للتعاون و عززت الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا

آفاقٌ واعدةٌ للشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر وأوروبا حققتها الجولة الخارجية للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، التي شملت إيران وتركيا، وعدة دول أوروبية.

جولة ناجحة بكل المقاييس وعلى كافة الصُعُد.. أكدت الحرص المشترك على تطوير وتوسيع التعاون والعلاقات الاستراتيجية المتميّزة إلى آفاق جديدة.

بدأت الجولة الخارجية للامير بزيارة الجمهوريَّة الإسلامية الإيرانية ، والجمهورية التركية ، قبل بدء جولة أوروبية ناجحة شملت كلًا من سلوفينيا، وإسبانيا، وألمانيا، وتخللها مشاركة في المنتدى الاقتصادي في دافوس، ثم زيارة مثمرة إلى المملكة المتحدة.

وقد حظيت جولة صاحب السمو باهتمام عالمي وإعلامي واسع لما تحمله من أهداف ورسائل، وما حققته من نتائج مثمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية.

وأكدت الصحف العالمية أن أهم الرسائل التي حملتها جولة صاحب السمو تشمل مواصلة الجهود القطرية في دعم السلام والاستقرار في العالم، والسعي لتخفيف التصعيد بين الأطراف المتنازعة، وتبادل الآراء مع قادة أوروبا حول القضايا الإقليمية والدولية والموقف من الاتفاق النووي الإيراني.

كما شملت رسائل جولة الأمير تميم  العمل على ضرورة إحلال التوازن في الأسواق العالمية للطاقة، فضلًا عن التأكيد على أن مونديال قطر 2022 سيوحّد العالم وسيكون نسخة استثنائية ومميزة بكل المقاييس، وترحيب دولة قطر بالجميع، وتقديرها لتفهم واحترام جماهير المونديال للثقافة القطرية.

زيارة إيران

  • توافق قطري إيراني لحل النزاعات بالحوار وتعزيز أمن واستقرار المنطقة
  • صاحب السمو أكد ضرورة إحلال التوازن في الأسواق العالمية للطاقة

ففي المحطة الأولى لجولة سمو الأمير أجرى مباحثات مع  إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهوريَّة الإسلامية الإيرانية ، تناولت العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وتعزيز آفاق التعاون في قطاعات السياحة والاستثمار والنقل والمواصلات، كما التقى  الأمير خلال الزيارة،  علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأظهرت تصريحات  الأمير خلال تصريحات صحفية مشتركة مع  الرئيس الإيراني الدكتور إبراهيم رئيسي، توافقًا قطريًا إيرانيًا لحل النزاعات بالحوار وتعزيز أمن واستقرار المنطقة.. حيث أكد سمو الأمير أنه تطرقَ في لقائه مع  الرئيس الإيراني لمواضيع ثنائية هامة في مختلف المجالات، وأن الجانبين اتفقا على أهمية العمل جميعًا في المنطقة من أجل حل النزاعات وتخفيف التوتر وجعل المنطقة في وضع أفضل بما يخدمُ شعوبها.

وفيما يخصُ مفاوضات فيينا، قال  الأمير: «إن دولة قطر تنظر بإيجابية وتفاؤل إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميًا. كان هذا نهجنا دائمًا في دعم السلام والاستقرار في المنطقة».

الجمهورية التركية

المحطة الثانية لجولة صاحب السمو الخارجية كانت الجمهورية التركية ، حيث بحث الامير تميم ، مع  الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهوريَّة التركيَّة ، العلاقات الاستراتيجيَّة القائمة بين البلدَين الشقيقَين، والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها في شتَّى المجالات. كما جرى خلال اللقاء تبادل وجهات النظر تجاه مجمل القضايا والمستجدات على الساحتَين الإقليمية والدولية.

جمهورية سلوفينيا

أولى محطات سمو الأمير، في جولته الأوروبية، كانت جمهورية سلوفينيا، حيث أجرى  مباحثات شاملة مع الرئيس السلوفيني بوروت باهور، و  يانيز يانشا رئيس الوزراء، تناولت العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاستثمارية والاقتصادية والثقافية والسياحية، إلى جانب تبادل الآراء حول عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وافتتح  الأمير، و رئيس سلوفينيا، خلال الزيارة المركز الإسلامي في العاصمة ليوبليانا، كما قام  الأمير والرئيس السلوفيني بإزاحة الستار عن «مقعد الصّداقة» الذي يتضمن لوحة معدنية تحمل اسم  الأمير، واسم  الرئيس السلوفيني، وذلك في حديقة المركز.

مملكة إسبانيا

  • اتفاقيات ومذكرات تفاهم للشراكة مع أوروبا في مجالات الطاقة والاستثمار

ثاني محطات الجولة الأوروبية لسمو الأمير، كانت إلى مملكة إسبانيا، في أول زيارة  إلى مدريد، حيث عقد  الامير تميم  والملك فيليبي السادس ملك إسبانيا، اجتماعًا في قصر سارزويلا بالعاصمة مدريد، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، لا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وقدم  الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا، لسمو الأمير  قلادة إيزابيلا الملكي، وهو أعلى وسام يُمنَح لرؤساء الدول والشخصيات رفيعة المستوى، وذلك تعبيرًا عن متانة العلاقات بين البلدين، ومن جانبه قدم سمو الأمير  تميم إلى الملك فيليبي السادس سيف المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، تجسيدًا لعرى الصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين.

وفي كلمة ألقاها قبل مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها  الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا و الملكة ليتيزيا، تكريمًا لسموه وسمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم سمو الأمير، أكد  ثقة قطر بقوة الاقتصاد الإسباني، مشيرًا إلى أنه وجّه بزيادة هذه الاستثمارات إلى 5 مليارات دولار خلال الأعوام المقبلة، لافتًا  إلى كون قطر حاليًا من أكبر المستثمرين العرب في إسبانيا.

كما عَقَد سمو الأمير، و بيدرو سانشيز رئيس وزراء مملكة إسبانيا، جلسة مباحثات رسمية بمقر رئاسة الحكومة في قصر مونكلوا.

كما شهد سمو الأمير  و رئيس الوزراء الإسباني التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال التعليم، وعدد من مذكرات التفاهم للتعاون في مجالات متعددة، وإعلان نوايا تعزيز تنمية التعاون في مجال الاقتصاد والمالية بين وزارة المالية في دولة قطر ووزارة الاقتصاد والرقمنة في إسبانيا.

وخلال زيارة الدولة التي قام بها  الأمير تميم إلى إسبانيا، تسلم  وسام مجلس الشيوخ، ووسام مجلس النواب، تعبيرًا عن روابط الصداقة والشراكة بين البلدين، كما تسلم  مفتاح العاصمة مدريد الذهبي من  خوسيه لويس مارتينيز ألميدا عمدة البلدية، وذلك خلال الزيارة التي قام بها  إلى مقر بلدية المدينة.

ألمانيا الاتحادية

ألمانيا كانت المحطة الثالثة لجولة صاحب السمو الأوروبية، والتي شهدت دفعة قوية للعلاقات الاستراتيجية، وتأكيدًا ألمانيًّا رفيع المستوى للجهود القطرية في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

كما شهدت الزيارة إجراء صاحب السمو مباحثات مع كل من الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، و أولاف شولتس المستشار الألماني، و بيربل باس رئيسة البرلمان الألماني، كما تم التوقيع على اتفاق إعلان النوايا المشترك بين البلدين ومن أهدافه بناء علاقات تجارية في مجال الغاز الطبيعي المسال، وتعزيز التنوع في إمدادات ألمانيا من الطاقة.

رسائل دافوس

  • سمو الأمير استعرض تحديات العالم ورؤية قطر أمام منتدى «دافوس»

حملت الكلمة التاريخية التي ألقاها  صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي انعقد في مدينة «دافوس» العديد من الرسائل الهامة للعالم، عبر استعراض رؤية قطر لحجم التحديات والحلول المقترحة لتحقيق السلام والاستقرار، وأمن الطاقة العالمي، والحفاظ على البيئة، ودعم التعليم والتوظيف، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.

وأكد  الأمير في كلمته التاريخية أن تهميش دور الأمم المتحدة، وانتهاك سيادة حكم القانون في العلاقات الدولية، أهم أسباب تفاقم الصراعات والنزاعات الدولية، وما تخلفه من أزمات يدفع ثمنها الملايين من الضحايا حول العالم.

وقدم الأمير تميم الخطوط العريضة لتطويق أزمات العالم، عبر الوحدة والوساطة والحوار، مؤكدًا أن المصلحة والمسؤولية، والمصير المشترك للبشرية جمعاء، تتطلب الشراكة، حتى يتسنى لنا جميعًا العيش في سلام.

كما استعرض  في كلمته جهود دولة قطر وسياستها الثابتة بالوقوف مع قضايا المنطقة العادلة بما يحفظ الحقوق ويحمي من المعايير المزدوجة، وعبر سموه عن استعداده للمساهمة في كل جهد دولي وإقليمي، لإيجاد حل سلمي فوري للصراع بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا.

ونوه بالتزام دولة قطر بالبيئة واستراتيجية الاستدامة، قائلًا: إن قطر وضعت الاستدامة في مقدمة أولوياتها، ورصدت مواردها لتطوير تقنيات خفض الانبعاثات والطاقة النظيفة.

المملكة المتحدة

  • مونديال قطر 2022 يوحد العالم.. ودعوة لتفهم واحترام ثقافتنا

شكلت زيارة صاحب السمو إلى المملكة المتحدة دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، حيث أجرى سموه لقاءات مع كبار المسؤولين البريطانيين، وفي مقدمتهم جلالة الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة، و الأمير تشارلز ولي العهد، أمير ويلز، و بوريس جونسون رئيس الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين الآخرين، تناولت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية. كما تناول الجانبان علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

كما شهدت الزيارة توقيع البلدين على مذكرتي تفاهم في مجالي الاستثمار والطاقة.

ونوه صاحب السمو  بفرص التعاون الثنائي البنّاء، خاصة في ظل الاستحقاق الرياضي العالمي المهم الذي ستُقبل عليه قطر، والمتمثل في استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022.

القضية الفلسطينية

  • صاحب السمو يجدد دعم قطر للقضية الفلسطينية ويندد باغتيال شيرين أبو عاقلة

كانت القضية الفلسطينية، حاضرة بقوة، في تصريحات صاحب السمو خلال جولته الخارجية، حيث ناقش سموه مع قادة أوروبا التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية، وعلى رأسها كان اغتيال شيرين أبو عاقلة حيث أكد صاحب السمو أنها جريمة يجب أن يكون فيها تحقيق شفاف وعادل يصل إلى نتائج وتحميل إسرائيل مسؤولية هذا الاغتيال.

وأكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني  خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى دافوس أن مقتل شيرين ابو عاقلة مراسلة الجزيرة في فلسطين لا يقل رعبًا عن الصحفيين السبعة الذين قتلوا في أوكرانيا في مارس من هذه السنة، مشددًا على أن قطر ترفض بحزم الاعتداء على سيادة الدول، كما ترفض أي عمل من شأنه أن يشكل انتهاكًا للقانون الدولي.

وقال سمو الأمير: قبل أسبوعين تم قتل شيرين أبو عاقلة في فلسطين، وهي صحفية فلسطينية أمريكية مسيحية، وتم حرمانها من جنازة تصون كرامة الموتى. كانت شيرين تغطي معاناة الفلسطينيين لعقود، ولقد تفطرت قلوبنا لمقتلها.

نتائج مثمرة

تكتسب جولة صاحب السمو أهمية خاصة في توقيتها والمكاسب التي حققتها، حيث تأتي في ضوء التطورات الإقليمية والدولية، ورسخت المكانة المتميزة لدولة قطر على الساحة الدولية، ودورها الفاعل والمحوري من أجل السلام والاستقرار في العالم، حيث عبر صاحب السمو من خلال تصريحاته عن رؤية وثوابت السياسة الخارجية القطرية التي تعتمد الحوار والتسويات السلمية منهجًا لحل الخلافات والنزاعات، والدفاع عن قضايا الشعوب واحترام سيادة الدول وحقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق الدولية.

المصدر : جريدة الراية القرية

nexus slot

garansi kekalahan 100