أمير قطر في افتتاح منتدى الدوحة : ملايين الفلسطينيين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر منذ 7 عقود

افتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال النسخة الـ20 من منتدى الدوحة الذي يستمر يومين، تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد”.

ويهدف المنتدى إلى إطلاق حوار حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم، وتعزيز تبادل الأفكار وصناعة السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق.

وقال أمير قطر الشيخ تميم -في الكلمة الافتتاحية للمنتدى- إن العالم وصل إلى مرحلة مفصلية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مؤكدا أن العدالة الاجتماعية صمام الأمان للمجتمع وتتطلب سياسة ضريبية عادلة.

وأشار أمير قطر إلى أن من الظواهر الإقصائية التي أخذت في التصاعد في السنوات الأخيرة ظاهرة الإسلاموفوبيا، كما أكد أن العداء للسامية يستخدم على نحو خاطئ ضد كل من ينتقد سياسات إسرائيل وهو ما يضر بالصراع ضد العنصرية.

وأوضح الشيخ تميم أن عسكرة الحلول تنامت لتصل واحدة من أصعب ذرواتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية، وأكد تضامنه مع الملايين من الأبرياء واللاجئين من ضحايا هذه الحرب غير العادلة والحسابات الجيوسياسية.

كما ذكّر في الوقت ذاته بملايين الفلسطينيين الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي والتجاهل الدولي منذ أكثر منذ 7 عقود.

ومن المتوقع أن تكون النسخة الجديدة للمنتدى، الذي يعقد حضوريا هذا العام ولأول مرة منذ بداية جائحة كورونا، هي الأكبر منذ انطلاقه، وستجمع عددا من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والبرلمانيين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام.

وستتمحور مناقشات المنتدى وجلساته على الشعار الرئيسي لهذا العام وهو التحول إلى عصر جديد، مع التركيز على عدد من المجالات الأساسية من بينها، التحالفات الجيوسياسية والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الاستدامة وتغير المناخ.

ويُعد منتدى الدوحة الذي أطلقه الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عام 2000، منبرا عالميا في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، كما يعد منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع.

الجلسات النقاشية

  • منتدى الدوحة أكبر منصة عالمية للدبلوماسية والحوار والتنوع
  • المنتدى منبر عالمي في مجال الشؤون الدولية المعاصرة

ويتضمن برنامج منتدى الدوحة لهذا العام العديد من الجلسات النقاشية التي ستتناول موضوعات وعناوين شتى منها، الإصلاحات التي يجب إجراؤها لمواجهة التحديات المتصاعدة بالعالم، وإعادة تصور نماذج الأعمال في عصر ما بعد الجائحة، والمعلومات المضللة والتطرف عبر الإنترنت، وإفريقيا ما بعد الجائحة، ودور المجتمع الدولي في إدارة تدفقات اللاجئين: سوريا وما بعدها، وظهور قطاع «الفضاء الجديد»، والمخاوف المصاحبة، ووعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي والتحليلات التي تغذي عمليات اتخاذ القرار.

سيادة القانون

كما تتناول جلسات ومناقشات المنتدى، استنفار سيادة القانون للاستجابة لأزمة المناخ، والانتقال بسلاسة لتلبية الطلب على الطاقة أثناء التحول إلى البدائل الخضراء، ومستقبل نظيف للغاز الطبيعي، وأفغانستان ودور الغرب ومجالات النفوذ في عصر عدم السلام، وحقيقة المنافسة الأمريكية الصينية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والثورة الصناعية الرابعة: التحديات والفرص في عصر جديد.

القضية الفلسطينية

كما تشمل جلسات منتدى الدوحة في نسخته العشرين تسليط الضوء على كيفية تغطية وسائل الإعلام لتطورات القضية الفلسطينية ونقل الحقائق على الأرض بشكل أدقَّ، وقدرتها على التأثير وتوفير طريق سياسي واعد للمضي قدمًا، وكيفية توزيع اللقاح بشكل عادل، والسلام والازدهار بمنطقة الهندي- الهادئ، ودور المرأة في تغيير بيئات الصراع، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، ومؤسسة التعليم فوق الجميع – أهداف جريئة: كيف نجعلها واقعًا ملموسًا، وكيف ننهي الأزمة الإنسانية المستمرة بأفغانستان، وتحقيق النمو المستدام بمنطقة الخليج العربي مع تقدم العالم نحو الانبعاثات الصفرية.

المكانة الدولية

  • شعار النسخة الـ 20 يعكس صورة الأوضاع والتحديات الدولية الراهنة

ويأتي انعقاد النسخة العشرين من منتدى الدوحة ليجسد من جديد وبشكل جليّ المكانة الدولية المتميزة التي تحتلها دولة قطر في شبكة العلاقات الدولية، وقدرتها الفائقة على توفير ساحات مفتوحة وملائمة للحوار وتبادل الأفكار بحثًا عن حلول لقضايا العالم، وقد أثبتت العقود الأخيرة نجاح قطر بتفوق في هذا المجال وما زالت تسير على الطريق نفسه.

وأثبتت دولة قطر على الدوام وعبر مكانتها العالمية والقدرات التي تمتلكها عزمها الثابت على مواصلة القيام بدورها على أكمل وجه بمواجهة الأزمات، والمساهمة في اتخاذ المجتمع لقرارات تدعم السلم والأمن الدوليين. وباتت مخرجات منتدى الدوحة خطوطًا عريضةً ومؤشرات بارزة وبرامج عمل للتحركات الدبلوماسية الكفيلة بمعالجة المشاكل والتحديات، وتمهيد الأرضية والسبل لأنجع الحلول للقضايا والأزمات، التي تؤرق العالم وتهدد حياة الملايين، من أجل العبور بالبشرية إلى بر الأمان.

ضرورة الحوار

  • تسليط الضوء على تغطية وسائل الإعلام لتطورات القضية الفلسطينية
  • قطر تؤمن بأهمية الكلمة وضرورة الحوار كونه يجسّر الهوة بين الفرقاء

ويعكس الالتزام بالتنظيم المتواصل للمنتدى إيمان دولة قطر بأهمية الكلمة وضرورة الحوار، كونه يجسر الهوة بين الفرقاء، مهما اشتدت الخلافات وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء بهذا الزمن الصعب، فخلال جميع التحديات والأزمات ثبت أنه لم يكتب النجاح لأية حلول من خارج مجموع القيم الجامعة التي توصلت إليها الإنسانية بعد الحرب العالمية الثانية من جهة وبعد معارك التحرر من الاستعمار من جهة أخرى، وهي القيم التي لا يجوز أن تتغير بتغير الظروف والأوقات، وقد صيغت بمواثيق الأمم المتحدة ومبادئها الهادفة إلى حفظ الأمن والسلم الدوليين واللجوء إلى الحوار والوسائل السلمية لحل المنازعات ورفض ضم أراضي الغير بالقوة، وحق تقرير المصير للشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورفض كافة أشكال العنصرية والتمييز، واحترام حقوق الإنسان والمواطن، والتمسك بقيم العدالة والمساواة ونبذ التطرف والإرهاب وتعزيز التعايش السلمي والتعاون الدولي.

الوساطة

ولا يقف دور دولة قطر عند تشخيص الأزمات ونقدها والإشارة إليها بل تساهم قولًا وعملًا من خلال سياستها القائمة على احترام القانون الدولي والشرعية الدولية بالسعي لحل النزاعات سلميًا عبر الوساطة وتوفير فضاء للحوار، من خلال العديد من المنصات مثل منتدى الدوحة ومؤتمر حوار الأديان، واستضافة الكثير من المؤتمرات الدولية الهامة المعنية بمعالجة أبرز الأزمات والتحديات المعاصرة، كما توفر دولة قطر الدعم المالي السخي لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وتعليم الأطفال بمناطق النزاعات حول العالم، ودعم المشروعات الإغاثية والتعليمية والصحية والتنموية وبرامج التمكين الاقتصادي للنساء والأطفال بالعديد من البلدان والأقطار حول العالم.

مسيرة مستمرة

وشهدت مدينةُ الدوحة انعقادَ آخر نسخة من المنتدى في ديسمبر 2019، والتي ضمت 243 متحدثًا و142 جنسية و300 إعلامي، إلى جانب أكثر من 100 لقاء ثنائي و40 مقابلة «وجهة نظر»، والتي تعد منصة المقابلات الخاصة بمنتدى الدوحة، وتتيح الفرصة لتوجيه أهم الأسئلة المتداولة إلى أبرز الشخصيات السياسية والصناعية من جميع أنحاء العالم. وخلال العامَين 2020 و2021، واصل منتدى الدوحة أعماله افتراضيًا من خلال سلسلة من الجلسات التي ضمت مجموعة من كبار صانعي السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة عددٍ من القضايا العالمية الملحة. وتتوفر هذه الجلسات الافتراضية على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بمنتدى الدوحة، حيث تستمر سلسلة مقابلات وجهة نظر بشكل أسبوعي.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا) الراية – اليوم انفو

nexus slot

garansi kekalahan 100