أوكرانيا تتكتم على بداية الهجوم المضاد وروسيا تحذر من تزويدها بصواريخ بعيدة المدى

طالب الجيش الأوكراني مجددا اليوم الأحد بالتزام الصمت فيما يتعلق بتنفيذ هجوم مضاد طال انتظاره ضد القوات الروسية، في وقت أعلنت موسكو أن قواتها اكتشفت محاولة عبور مجموعة أوكرانية الحدود.

وتتزايد التكهنات إزاء ما يُتوقع أن يكون هجوما واسعا للقوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
ودأب المسؤولون الأوكرانيون على مطالبة الشعب الأوكراني بعدم الحديث عن هذا الهجوم، قائلين إن ذلك يمكن أن يساعد العدو.

وشنت السلطات في الآونة الأخيرة حملة على المواطنين الذين ينشرون صورا أو لقطات لمنظومات الدفاع الجوي وهي تُسقط صواريخ روسية.

وقالت وزارة الدفاع في مقطع مصور نشرته عبر حسابها على تليغرام “الخطط تحب الصمت. لن يكون هناك إعلان عن بداية (الهجوم)”.

وفي مقابلة نُشرت أمس السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف مستعدة للعملية لكنه رفض الإدلاء بأي توقعات. وأضاف لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية “بصراحة، يمكن أن يمضي الأمر في مسارات مختلفة ومتنوعة. لكننا سنقدم عليه ونحن مستعدون له”.

وقدم حلفاء كييف الغربيون في الأشهر الأخيرة أسلحة ودروعا وذخيرة لتستخدمها أوكرانيا في الهجوم المضاد الذي قال خبراء عسكريون إنه قد يكون صعبا في ظل تمترس القوات الروسية.

الدعم الغربي

في الأثناء، قال الكرملين اليوم الأحد إن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من “تصاعد التوتر” في الصراع الأوكراني.

وصارت بريطانيا الشهر الماضي أول دولة تزوّد أوكرانيا بصواريخ كروز بعيدة المدى. وطلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ كروز من طراز “توروس” التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لمراسل قناة روسيا-1 التلفزيونية “بدأنا بالفعل نشهد مناقشات حول تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر”. وأضاف “هذا سلاح مختلف تماما.. سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر”.

وانتقدت روسيا مرارا الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي صارت بالفعل أطرافا مباشرة في الصراع.

وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب أهدافا مشروعة فيما تسميه “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا والتي دخلت الآن شهرها الـ16.

اشتباكات بيلغورود

يأتي هذا، فيما تواجه 11 منطقة داخل مقاطعة بيلغورود الروسية ضربات بشكل مستمر، وتشهد هذه المناطق توغلات متكررة لمجموعات مسلحة تقول إنها مناهضة لموسكو.

وبينما أكد حاكم المقاطعة حدوث اشتباكات مع من سماها مجموعات تخريبية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها اكتشفت محاولة عبور مجموعة أوكرانية الحدود، وأضافت أن وحداتها وجهت لها ضربات بالمدفعية ما دفعها للتراجع.

وقال الجيش الروسي في بيان “في الرابع من يونيو/حزيران، رصدت وحدات تغطي حدود المنطقة العسكرية الغربية (…) محاولة مجموعة تخريبية من الإرهابيين الأوكرانيين عبور النهر قرب قرية نوفايا تافوليانكا”، مضيفا “ضُرب العدو بالمدفعية وتفرقت صفوفه وتراجع”.

وفي وقت سابق، أعلن ما يطلق على نفسه اسم فيلق “حرية روسيا” تنفيذ هجمات تخللها دخول قوات إلى منطقة شيبيكينو في مقاطعة بيلغورود الروسية، في حين شنت موسكو سلسلة هجمات جوية بصواريخ أطلقت من قاذفات إستراتيجية من بحر قزوين.

وقال الفيلق الموالي لأوكرانيا إنه نفذ عمليات قصف في ضواحي المدينة، ودخل عدد من المسلحين بين المنازل، مؤكدا أنه ينفذ هجمات مشتركة مع ما يسمى بفيلق “المتطوعين الروس”، ويخوضون معارك مع القوات الروسية.

وطالب فيلق الحرية السكان المحليين بعدم الخروج من الملاجئ بسبب القصف المدفعي الروسي المتزامن مع عملياتهم الهجومية، وفق قولهم.

وقالت المجموعة إنها أسرت جنديين روسيين خلال القتال في بيلغورود، وعرضت صفقة تبادل خلال اجتماع مع حاكم المنطقة.

يأتي هذا فيما اتهم فياتشيسلاف غلادكوف حاكم بيلغورود القواتِ الأوكرانية بقصف منطقة تسوق في شيبيكينو التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود الأوكرانية دون وقوع إصابات، وذكر أن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت أهدافا جوية في سماء المدينة.

وأضاف غلادكوف أن القصف تسبب في اندلاع حرائق بالقرب من سوق المدينة ومنطقة خاصة ومخزن للحبوب، وكتب على تطبيق تليغرام “خدمات الطوارئ في الموقع”.

وتتعرض مقاطعة بيلغورود للاستهداف منذ الشهر الأول من الحرب الروسية على أوكرانيا، وزادت وتيرة الهجمات ونوعيتها في الأسابيع الماضية، وتعد المقاطعة خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية الموجودة داخل أوكرانيا.

من جهتها، لوّحت مجموعة فاغنر الروسية بتدخل عاجل في مقاطعة بيلغورود لتسوية ما سمته “حالة الفوضى” هناك، وقال يفغيني بريغوجين قائد “فاغنر” إن قواته ستتدخل لحماية السكان في مقاطعة بيلغورود في حال عدم قيام وزارة الدفاع بتسوية ما سماه “حالة الفوضى” هناك في القريب العاجل.

وأكد بريغوجين -في تسجيل صوتي- أن قواته لن تنتظر الحصول على إذن من أي جهة لاحتواء ما سماه الاستيلاء على الأراضي الروسية.

وكانت قوات فاغنر انسحبت قبل أيام من مدينة باخموت، وسلمتها للقوات الروسية بعد السيطرة عليها عقب معارك طاحنة مع القوات الأوكرانية استمرت شهورا.

هجمات كييف

وفي العاصمة الأوكرانية كييف، قال مسؤولون عسكريون إن روسيا شنّت سلسلة هجمات جوية بصواريخ أطلقت من قاذفات إستراتيجية من بحر قزوين، وإن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تصدت لمسيّرات لدى اقترابها من العاصمة.

وقال رئيس الإدارة العسكرية للمدينة سيرغي بوبكو -على تطبيق تليغرام في ساعة مبكرة اليوم الأحد- “وفقا للمعلومات الأولية، لم يصل أي هدف جوي إلى العاصمة.. الدفاعات الجوية دمرت كل ما كان متجها صوب المدينة بالفعل قبل وصوله”.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن روسيا هاجمت منطقة كييف فجرا بصواريخ أطلقت من بحر قزوين وبمسيّرات انتحارية.

وأعلنت كييف أيضا أن صواريخ روسية ضربت مطارا قرب مدينة كروبيفنيتسكي (وسط أوكرانيا)، وقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات لقناة تلفزيونية إن القوات الروسية أطلقت “6 صواريخ و5 مسيّرات هجومية”.

وأضاف “للأسف لم تُدمّر كلها. من بين 6 دمر سلاح الجو 4، في حين أصاب اثنان المطار قرب كروبيفنيتسكي”، ولم يقدّم تفاصيل إضافية.

وفي دنيبرو، قالت السلطات الأوكرانية إن قصفا جويا روسيا على بلدة بودجورو دنينسكايا أصاب مبنى سكنيا، وأدى إلى إصابة ما لا يقل عن 20 شخصا.

وفي القرم، أعلنت السلطات الموالية لروسيا -في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014- إسقاط مسيّرات أوكرانية كانت تشن هجمات على بلدات في شبه الجزيرة الليلة الماضية، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية.

وأعلن حاكم القرم الموالي لروسيا سيرغي أكسيونوف إسقاط 9 طائرات أوكرانية مسيّرة في دجانكوي، وأضاف أن الدفاعات الجوية أسقطت 5 مسيّرات أوكرانية، وقامت وسائل الحرب الإلكترونية بالسيطرة على 4 مسيرات أخرى، مشيرا إلى تضرر 3 منازل وسيارتين في دجانكوي نتيجة تحطم إحدى المسيّرات.

ملاجئ غير صالحة

وفي شأن ذي صلة، أبدى مسؤول كبير بالحكومة الأوكرانية -اليوم الأحد- اندهاشه و”عدم تصديقه” لما نما إلى علمه عن أن ما يقرب من نصف ملاجئ الحماية من القنابل التي جرى تفقدها خلال معاينة أولية في كييف، إما مغلقة أو لا تصلح للاستخدام.

وأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمعاينة جميع الملاجئ الأوكرانية يوم الجمعة، وذلك بعد يوم من مقتل طفلة وأمها وامرأة أخرى في كييف بعدما عجزن عن الدخول إلى أحد الملاجئ أثناء غارة جوية روسية.

وقال أولكسندر كاميشين وزير الصناعات الإستراتيجية في أوكرانيا إن من بين 1078 ملجأ عاينتها السلطات في اليوم الأول، تبين أن 359 منها غير مجهزة، و122 أخرى مغلقة، بينما تبين أن 597 منها صالحة للاستخدام.

وكتب عبر تطبيق تليغرام للتراسل “تلقيت بقدر من عدم التصديق حقيقة أن نصفها (فقط) كان مفتوحا ويعد جاهزا”، وأضاف “أمس، حينما تفقدنا ملاجئ مختارة في منطقة أوبولون مع حاكم المنطقة، كانت الأغلبية المطلقة من الملاجئ مغلقة”.

وقال كاميشين إن معاينة الملاجئ ستتواصل. وتجري هذه المعاينات في ظل استمرار الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا منذ 17 شهرا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

 

nexus slot

garansi kekalahan 100