تركيا : افتتاح أطول جسر معلق في العالم

بالتزامن مع الذكرى 107 لمعركة “جناق قلعة”، تستعد تركيا الجمعة 18 مارس/آذار الجاري، لافتتاح جسر “جناق قلعة 1915” الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا فوق مضيق الدردنيل. ليصبح فور تدشينه لقب أطول جسر معلَّق بالعالم.

مع مجيء حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا قبل عقدين، بدأت الحكومة التركية تبدي اهتماماً كبيراً بمشاريع النقل والبنى التحتية في شتى أنحاء الجمهورية، فقفز عدد مشاريع الأنفاق والجسور في البلاد من 50 مشروعاً عام 2003 ليصل اليوم إلى نحو 188.

خلال اجتماع حضره وزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية التركي السابق أحمد أرسلان يوم 16 مارس/آذار 2017، وبمشاركة وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل بكوريا الجنوبية هو أين كانج، وقّع عقد بناء جسر “جناق قلعة 1915” على مضيق الدردنيل، ليكون فور تدشينه أطول جسر معلق في العالم.

وانطلاقاً من اسمه ومكان بنائه، ووصولاً إلى طول عارضته المعلقة وتاريخ تدشينه، يحمل الجسر سواء بين تفاصيله الهندسية وأجندة بنائه وافتتاحه عديداً من الرموز المرتبطة بتاريخ تركيا ومستقبلها.

جسر يمزج التاريخ بالهندسة

فور تدشينه سيصبح جسر “جناق قلعة 1915” أطول جسر معلق متوسط الامتداد في العالم، إذ سيتخطى جسر “أكاشي كايكو” في اليابان الذي يحوز هذا اللقب حالياً بطول 1991متراً.

وسيربط الجسر، الذي يشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حفل افتتاحه، بين ضفتي بحر مرمرة من منطقة شكركايا بقضاء لاباسكي في الشطر الآسيوي لإسطنبول، ومنطقة سوتلوجا بقضاء غاليبولي في الشطر الأوروبي.

شُيّد الجسر، الذي يعد أول الجسور التي تربط قارَّتَي آسيا وأوروبا خارج إسطنبول، ليرتكز على قاعدتين بطول 333 متراً في كل ضفة.

وبينما يبلغ ارتفاع أبراجه 318 متراً، وهو الرقم الذي يرمز إلى تاريخ 18 مارس/آذار 1915 (يوم الانتصار في معركة جناق قلعة)، تمتدّ المسافة بين قاعدتيه 2023 متراً، بما يشير إلى مئوية الجمهورية التركية الحديثة التي أُسّسَت على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1923.

وكان من المتوقع أن يُفتتح الجسر عام 2023، حسب العقد المُبرَم مع الشركة الكورية الجنوبية المنفذة، لكنّ سرعة العمل أتاحت افتتاحه في 18 مارس/آذار 2022، التي تصادف مراسم الاحتفال بالذكرى 107 لمعركة “جناق قلعة”.

جسر يخلد المعركة

نجح المهندسون في تطويع الهندسة لتلائم تاريخ المعركة الحاسمة وتخليد ذكراها على شكل صرح هندسي عظيم يستذكر بطولات الأتراك في معركة “جناق قلعة”، وينظر أيضاً صوب المستقبل المزدهر الذي ينتظر الجمهورية التركية في مئويتها الجديدة.

وتُعتبر معركة “جناق قلعة” نقطة فارقة بالتاريخ التركي، إذ نجح الأتراك والمسلمون من شتى أنحاء الإمبراطورية العثمانية في صد الهجوم الفرنسي-البريطاني ومنع دخول سفنهم عبر مضيق الدردنيل لاحتلال العاصمة العثمانية إسطنبول.

وعلى الرغم من ضراوة الهجوم الذي شنّته السفن الإنجليزية والفرنسية، الذي بلغ ذروته في 18 مارس/آذار 1915، باءت جميع محاولاتهم لعبور المضيق بالفشل، وأجبر الجيش التركي بعد المعركة قوات التحالف على الخروج من شبه جزيرة غاليبولي نهاية عام 1915.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المعركة كانت شاهدة على بزوغ نجم مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك الذي انضمّ إلى القوات التي خاضت المعركة برتبة نقيب.

6 دقائق تفصل بين آسيا وأوروبا

قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، الذي سار الشهر الماضي من قارة آسيا إلى القارة الأوروبية على قدميه عبر جسر “جناق قلعة 1915″، “إن الجسر الجديد سوف يختصر المسافة بين طرفَي مضيق جناق قلعة (شمال غرب) إلى 6 دقائق فقط”.

مشيراً إلى أن العبور من المضيق باستخدام العبَّارة كان يستغرق في الأحوال العادية 60 دقيقة، لكن الأمر قد يستغرق عدة ساعات عند وجود ازدحام.

وأكّد قره إسماعيل أوغلو أن جسر “جناق قلعة 1915” من أهم مشاريع النقل في تاريخ الجمهورية التركية، لافتاً إلى مشاركة نحو 5 آلاف و100 موظف و740 آلية عمل في مشروع بناء الجسر الفريد من نوعه في العالم.

يُذكَر أن قيمة الاستثمار في مشروع الجسر والطريق السريع بلغت نحو 2.5 مليار يورو، وفقاً لتصريحات الرئيس التركي الذي شارك في مراسم وضع السطح الأخير للجسر منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

TRT عربي

nexus slot

garansi kekalahan 100