حظر دخول وسحب منح وحجب تأشيرات.. عقيدة انتقام وعقاب فرنسية ضد إفريقيا؟

مع تصاعد التوترات على صفحة العلاقة الدبلوماسية بين فرنسا وعدد من الدول الإفريقية، تسعى خارجية ماكرون لتطبيق سياسات انتقامية ضد رعايا تلك البلدان، بحرمانهم تأشيرة دخول أراضيها.

منعطف آخر، ذلك الذي اتخذته التوترات في العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وعدد من الدول الإفريقية، إذ أصبحت باريس تستغل بشكل متواتر إقبال رعايا هذه البلدان على طلب تأشيرات دخولها، ليصبحوا بذلك أداة ضغط ولي ذراع لحكوماتهم المحلية، ما رأى فيه مراقبون سياسات انتقامية تستهدف المدنيين.

طلبة مغاربة، فنانون ووزراء سابقون، أو حتى ناشطة من الكاميرون.. كلها أمثلة لضحايا هذه العقيدة الدبلوماسية الفرنسية الجديدة، التي لا تفرق بين مدني بسيط ومسؤول حكومي، ما يثير حولها سخطاً شعبياً أكبر ومطالب بالمعاملة بالمثل.

يامب ضد ماتينيون

بعد تسعة أشهر من حفظه سراً داخل ردهات قصر ماتينيون، أبلغت الداخلية الفرنسية الناشطة الكاميرونية السويسرية، ناتالي يامب، قرار منعها دخول أراضي البلاد. متهمة إياها بـ”التشجيع على استخدام العنف ضد رموز الوجود الفرنسي في إفريقيا”.

ووفق ما ذكرت إذاعة فرنسا الدولية RFI أن وزارة الداخلية الفرنسية وجهت رسمياً مرسوماً بمنع يامب دخول، “لتصريحاتها الخبيثة فيما يتعلق بالمواقف الفرنسية في القارة الإفريقية من شأنها أن تفضي إلى دخول قوى أجنبية معادية لفرنسا في إفريقيا وتُغذي تنامي شعور شعبي معادٍ لفرنسا في إفريقيا، وكذلك بين الشتات الإفريقي في فرنسا”.

هذا وردت يامب على قرار الداخلية الفرنسية بمقطع فيديو ساخر، يحمل تعليق “في مواجهة الغرب”، وترقص فيه بشكل كوميدي على أنغامي موسيقى إفريقية.

وتعرف عدد من الدول الإفريقية تنامي الإحساس المعادي للوجود الفرنسي على أراضيها وتبعية الحكومات المحلية له. مثال على ذلك ما شهدته النيجر مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، من مظاهرات حاشدة طالب فيها المحتجون بطرد القوات العسكرية الفرنسية من بلادهم، معتبرين ذلك شكلاً من أشكال الاستعمار.

دفعوا ثمن التوتر بين باريس والرباط

ولا تستهدف هذه الإجراءات الانتقامية الفرنسية فقط مواطني الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بل أصبحت تطول حتى مواطني دول المغرب. إذ قررت فرنسا، في سبتمبر/أيلول 2021، تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني هذه البلدان من أجل دخول أراضيها، ما نظر إليه كسياسة انتقامية تقودها فرنسا ضد المدنيين هناك.

هذه السياسة التي بلغت أوجها مع تصاعد الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين باريس والرباط، إذ لقي المغاربة حصة الأسد من قرارات الرفض تلك. وحسب مصادر قنصلية، رفضت فرنسا نحو 80% من طلبات التأشيرة التي تقدم بها المغاربة خلال 2022. ما ندد به المغاربة واعتبروه ممارسة تمييزية عنصرية ضدهم.

هذا وسمت الصحافة المغربية هذه القضية “حرب التأشيرات“، طال الرفض فيها عدداً من الوجوه العامة، من بينها مغني الراب المغربي “الكراندي طوطو”، ورئيس فيدرالية المقاولات (المؤسسة التي تجمع أرباب العمل والمستثمرين المغاربة) شكيب لعلج. هذا إضافة إلى عدد من الوزراء والدبلوماسيين السابقين.

ولم يقف انتقام فرنسا من المواطنين المغاربة عند هذا الحد، ليوجه أيضاً ضد الطلبة المغاربة هناك، الذين جرى إقصاءهم من منح الاستحقاق الدراسي التي تمنحها وزارة التعليم الفرنسية للطلبة المتفوقين.

ونقلاً عن موقع “هسبريس” المغربي، فإن حالة من الاستياء الكبير تسود وسط مجموعة من الطلبة المغاربة في المدارس والمعاهد العليا بفرنسا، بسبب “إقصائهم” من منحة الاستحقاق التي تمنح للطلبة المتفوقين. وذكر الموقع على لسان بعض من هؤلاء تأكيدهم نجاحهم بتفوق في امتحانات المعاهد العليا الفرنسية، ورغم ذلك حُرموا تحصيل المنحة.

TRT عربي

nexus slot

garansi kekalahan 100