سد النهضة.. سعيّد يدق المسمار الاخير في نعش الدبلوماسية التونسية الافريقية و هذه هي التبعات
تونس / اليو أنفو / محرز العماري
يبدو ان الجنرال عبد الفتاح السيسي قد تمكن من استغلال سذاجة قيس سعيد الدبلوماسية واقتلع منه دعما تونسيا لموقف مصر من سد النهضة .
و يبدو ان تونس ستجد نفسها في قادم الايام مجبرة في مجلس الامن الدولي على تقديم مشروع قرار يناصر الموقف المصرى. وهذا التمشي خطير للاسباب التالية:
1- حرصت دول شمال افريقيا العربية على تجنب تحويل قضية سد النهضة الى مواجهة عربية-افريقية لما قد يخلقه من تصدع افريقيا ويثيره من حساسيات.. والتزمت الجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا بهذا التوجه الرصين الى ان جاء قيس سعيد وكسر هذا الخط بما من شانه ان يؤجج الصراع العربي الافريقي.
2- هناك وساطة افريقية يقودها رئيس جنوب افريقيا باسم الاتحاد الافريقي وبدعم دولي واسع لتسوية الخلاف سلميا وبالتالي فان الاصطفاف الآن مع احد طرفي الصراع يعتبر غير بناء وكان الاحرى التعبير عن دعم الجهود الدبلوماسية للتسوية.
3- معاداة اثيوبيا الدولة المحورية والصاعدة بقوة في شرق افريقيا ستكون له كلفة باهضة على تونس في الاتحاد الافريقي باديس ابابا وسيزيد في عزلتنا افريقيا خاصة فى ظل مقاطعة قيس سعيد لكل المواعيد الافريقية وكان الاجدى الاتعاظ بما جرى سنة 1975 حين قطعت اثيوبيا علاقاتها الدبلوماسية مع تونس لمدة 15 سنة بسبب دعمها لانفصال ارتريا عنها.
4- فنيا اثيوبيا لا تستغل مياه السد للزراعة مطلقا بل ستستعملها فقط لتوليد الطاقة الكهربائية لها ولخمس دول افريقية مجاورة ومن ثم تصرفها في نهر النيل وهو ما يفسر دعم دول افريقيا للموقف الاثيوبي. وللتذكير فان مصر تحتكر اكثر من 70٪ من مياه النيل بمقتضي اتفاقية بريطانية قديمة 1920 وتترك الباقي للسودان واثيوبيا وهو تقسيم مجحف وظالم.
5- كان على قيس سعيد الاطلاع على ملف سد النهضة بتفاصيله والاستئناس بتقارير وزارة الخارجية قبل ان يتورط ويورطنا في موقف ارتجالي وساذج.