الضرب في النهضة و الوجع في الدولة
النهضة الآن تعيد حساباتها بعد قراءة واعية للتداعي السياسي الصريح و المخابراتي الفضيح ، على الثورات الوليدة قصد وأدها في مهدها وقد تجلّى ذلك محليّا بضخ أموال طائلة قصد إلهاء الشعب و إعادة صياغته في نسخ تتربّى على العمل الجمعياتي و أخرى على العمل الحزبي و أخرى على العمل النقابي و كلّها كلمات خير يراد بها في الغالب عكس ذلك …
وكلّها لافتات جالبة بكلماتها الطيبة التي يراد بها غير ما تعنيه في الغالب …
فإذا بالشعب يتحزبن و يتجمعن و يتفرّق كل خلّ مع خلّه ، و جرى المال الفاسد في الاعلام …
و جرت مياه فاسدة في نهر الثورة الهادر …
و اشترى الفاعلون من وراء الكواليس ذمم الكثير من رجال السياسة و الكثير من النوّاب و الكثير من رجال الاعلام ….
حتّى ملّ الناس الفرجة و كره الشعب حاله و وضعه …
و النهضة تعيد حساباتها بعد قراءة التداعي الخارجي من بعد ما عادت قبضة العسكر الى مصر بإسناد غريب من سياسيين من أهل اليسار و العلمانيين و حتّى القوميين وبصمت رهيب و سند عجيب من العالم الديمقراطي …
و بعد قراءة حالة ليبيا و مأساة سوريا و تململ الجزائر و حتّى حالة الحكم في المغرب و ما جرى و يجري في مالي و النهضة تقرأ التحوّل في قطر و التقدّم في الامارات والتطيّر من الثورة في أغلب العواصم العربية …
إنّ الداخل كما الخارج صار يحنّ الى العودة الى هدوء ما حتى مقابل الحرية …
النهضة باختصار تحاول و تناور و تعدّل أشرعتها مع اتجاهات الرياح ، للتقليل من خسائرها …
فلا تلوموها بل ساندوها بقدر شرعيّتها الانتخابية لأنّ مصيرها أصبح مؤثرا على مصير البلاد و أصبح الضرب في النهضة لكنّ الوجع في الدولة …
ساعدوها على حفر خندق في وجه أحزاب الانقلاب التي قبلت بالتعاون مع الازلام و مع جيوب النظام نكاية في النهضة …
و حتّى لا يسقط الوطن من بين أيدينا …
فلا أحد سيكترث بنا عندها ، تماما كما أنّ لا احد يكترث بالصومال او العراق أو سوريا أو غيرها من الدول …
يوسف السبوعي
youcefesboui@yahoo.fr
97113259