’’الفن العربي الإسلامي… عاش حملة قمع منذ تواجده’’

و أضاف أبو بكر ’’أن التمييز في مسألة التصوير أو النحت أو الرسم التشكيلي يكمن في مسألة ’’التجسيد’’ حيث  أن المذهب السني لم يحرّم التجسيد  باستثناء الأتراك الذين  تحفظوا حتى عن التصوير التجسيدي’’.

و أوضح باقادار أن ’’ ما قيل في وقت ما  أن مؤرخي الفن  التجئوا   للإبداع في الزخرفة والجمال القائم على الأشكال الهندسية  لأن الإسلام حرّم التصوير’’ هو قول لا أساس له في الواقع’’ حسب تعبيره.

وذكر أن ’’المذهب الشيعي لم يحرّم التصوير  فالفنان المسلم ابتعد فقط عن مضاهاة الذات الإلهية  في التصوير لا غيره’’.

فيما ’’تساءل  الباحث التونسي والعالم في الأنتروبولوجيا يوسف الصديق عن جدوى إقحام الدين في الفن من تصوير ورواية ومسرح’’.

 وأكد الصديق قائلا   ’’إننا لسنا في وضع لنحلل أو نحرم الفن حيث لم يحتوي القرآن عن أي تحريم واضح للفن مثل القول في القران الكريم ’’حرمت عليكم أمهاتكم…’’ أو ’’حرمت عليكم الميتة…’’

كما تطرق يوسف الصديق  إلى حادثة فتح مكة والتي لم تحلل في مسار الفن والدين ’’حيث نفذ الرسول صلى الله عليه وسلم حكم الإعدام في ’’الناظر ابن الحارث’’ لأنه كان يقلد القصص القرآني، ويقول أنا أغرب منه وأنا أهم منه اسمعوني فالقصص القرآني قصص بسيط بالنسبة لما أرويه لكم من قصص الماضين وأساطير الأولين’’ حسب قوله.

 وأضاف أن ’’الناظر ابن الحارث’’ نزلت فيه الآية القرآنية ’’ يقولون أساطير الأوّلين…’’

حيث لم تحلل مسألة تحريم الفن بطريقة مجدية فقضية المتخيل وقضية إفراز ’’اللا موجود’’ لا يتحكم فيها إلا المولى عز وجل..

وذكر الصدّيق ’’أن في سورة الكهف هناك أية تدين مسألة خلق المتخيل والذي تجلى في الرواية الأدبية  أهل الكهف’’ حيث جاء في أية قرآنية من سورة الكهف ’’ يقولون…ويقولون…رجما بالغيب’’ و عبارة رجما بالغيب أكدت تحريم القرآن لمسألة خلق المتخيل’’.    

وذكر الصدّيق حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: ’’ما كنت معهم إذ يلقوا بأقلامهم ليعلموا أيهم يكفل مريم’’ مما يعني لا بد من انتظار الوحي الإلهي حتى يقوم القصص عن الماضين والأوّلين.

 وأشار ’’أن الإشكالية لا تكمن في سرد المتخيل لكن الإشكال في أن تبنى القصص على ما توفر لنا من النص القرآني’’.

كما ’’تطرق الصدّيق أيضا لمسألة غياب المسرح في الحضارة العربية الإسلامية’’ وقال إن المسرح بمعنى تداخل النص القرآني في العرض أو الاستعراض هو غائب’’.

وأضاف ’’إنما إذا فصلنا النصّ عن ما هو مستعرض فان المجتمع العربي هو مجتمع مسرحي منذ القدم ولذلك أفرز ’’ألف ليلة’’ وأفرز تفسير الأحلام ’’ وهذا ما يؤكد أن إفراز المتخيل حلال’’.  

  فيما قالت أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس والمختصة في الإسلام المبكر حياة عمامو ’’إن الديانة  المسيحية رفضت تمثيل المقدسات وشجعت على تحطيم الصور الدينية واعتبرت تقديسها بمثابة عبادة الأصنام، وعلى خلاف الكتاب المقدس لا يوجد في القران ما يمنع تمثيل المقدس ما عدى ما يحيل على عبادة الأوثان’’ حسب تصريحها.

وأكدت  عمامو ’’أن الفقهاء أسسوا فتواتهم في الفن استنادا لتحطيم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه للأصنام بعد فتح مكة، من أجل تحريم كل تمثيل لأي كائن فيه روح سواء كان إنسانا أو حيوانا’’.

 و أضافت ’’بناء على ذلك حرم فن التصوير والنحت وفنون أخرى لأنها شرك بالله وأدّى هذا التحريم القاطع إلى توجيه خاص للفن والثقافة والمعمار نحو تزويق الحروف وأسلوب العمارة والذي طغت علية الأشكال الهندسية’’.

فيما صرح الفنان التشكيلي والباحث الحبيب بيدة قائلا ’’إن رؤيتنا للفن اليوم وخاصة الفن وعلاقته بالدين مثل موقف الإسلام من التصوير بصفة عامة و حسب بحوثي الأكاديمية فان الله طلب من الفنان أن يظاهيه ويحاكيه في خلقه’’.

وذكر بيدة أن الفقهاء التونسيين اعتمدوا على فتاوي المستشرقين وهو ما ولد مشاكل أخرى بعيدة عن الفن مثل ظاهرة ’’الإسلام المتشدد’’ و تحطيم ’’الأعمال الفنية كاللوحات التشكيلية’’  على حد قوله.

و قال ’’إن هذه الظواهر جاءت نتيجة لعدم الاطلاع عن التراث العربي الإسلامي  في حين أن الفن شامل حيث يستمد الإنسان إنسانيته من الأعمال الفنية فالفن وعي وثقافة وعقيدة لأن الدين هو نتيجة للملكة الإنسانية الواعية بقدراتها في الإبداع.

و أكد الحبيب بيدة ’’أن الدراسات التي وجدت بخصوص الفن العربي الإسلامي تقر بأن تراثنا الفكري محصور في نطاق الفكر الأدبي ثم إننا عندما نتحدث عن الفن العربي الإسلامي تبرز مسألة المنع الديني’’.

 وأشار أن ’’هذا الفن نتج أساسا عن المنع الديني للتصوير والتجسيد ،حيث عاش الفن العربي الإسلامي حالة قمع منذ تواجده أدت به إلى الجمود وغياب الإبداع لأنهم يعتمدون المقاييس الغربية في تقييم هذا الفن على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

nexus slot

garansi kekalahan 100