الممثلة المسرحية التونسية عايدة فارحي: ’’ المشهد الثقافي في تونس يبحث عن مساحة أوسع من الحرية’’

ماهي المدارس المسرحية التي تأثرت بها؟

أفضل المسرح الجماعي الساخر والفكاهي وأريد أن أقدم عملا مسرحيا سلسا وبسيطا يستوعبه المتقبل وهذا لا يمنع أنني أحبذ المسرح الذهني أيضا.

 وهناك جانب فني هام في المسرح  فإضافة إلى أدائي للنص وحضوري الركحي وتفاعلي مع الشخصية التي أؤديها أريد الاهتمام بجانب الإخراج من إضاءة وديكور فهذا الجانب الفني هو نصف العمل المسرحي ولا يمكن تهميشه.

ماهي أبرز التظاهرات المسرحية العربية التي شاركت فيها؟

لم أحضر تظاهرات عربية لكنني أديت بعض المسرحيات الجماعية بفرنسا وسويسرا صحبة نعيمة الجاني حيث قدمت مسرحية ’’طالبات’’ في جنيف ومسرحية ’’الماريشال’’ في نيس.

كيف تجلى الربيع العربي في أعمالك المسرحية؟

في الحقيقة استبشرنا بالربيع العربي لكن باستمرار تداعياته السياسية جعلتنا نتوه كمسرحيين لكننا ركزنا على تقديم عروض تروّح عن المشاهد الذي يعاني كثيرا من وضعية الاحتقان السياسي  اليوم في تونس ولطمأنة المواطن التونسي في وقت عجزت فيه الحكومة عن طمأنته حيث  برز المسرحي والمثقف عامة ليأخذ بيد المواطن في هذه الفترة.

على مدى مسيرتك  المسرحية ،ماهو الدور الذي تأثرت به وبقي في ذهنك؟

هناك مسرحيتين بقيتا في الذاكرة وهي مسرحية ’’فوندو’’ مع عبد العزيز المحرصي وهي مسرحية رائعة أديت بها دورين وإحداهما يرجعني دائما لزمن طفولتي المليء بالذكريات الجميلة وهي مسرحية شبيهة ’’بمدرسة المشاغبين’’ لكنها بطريقة مختلفة وأيضا مسرحية ’’اللي تعدى وفات زعمه يرجع’’ مع الممثلة عزيزة بولبيار وقدمت أثناءها جزء صغيرا من حياة الفنانة "عليّة" وأديت أغنيتها ’’قالو زيني عامل حاله’’

أيهما تفضلين المسرح التراجيدي أم المسرح الساخر والفكاهي؟

أفضل اللون الساخر والفكاهي لأنه يسمح للممثل بتمرير رسالة للمشاهد بأسلوب غير روتيني من خلال الفكاهة والضحك وفي نفس الوقت تبلّغ الرسالة المطلوبة.

لكن إن عُرضت عليّ مسرحية تراجيدية سأؤديها، لأن المسرح في دمي وأحبذ التمثيل في كل الألوان حيث قدمت أدورا في الدراما مثل فيلم ’’خشخاش’’ مع المخرجة سلمى بكار.

في مسرح شكسبير التراجيدي وتحديدا في مسرحية ’’ريتشارد الثالث’’ كانت كل الأدوار رجالية وعوض أدوار النساء بفتيان صغار حتى لا يقدم المرأة في صورة عنيفة فهل يخضع المسرح التونسي لهذه النظرية؟

يخضع المسرح التونسي لهذه النظرية أحيانا خدمة للدور أو للشخصية فالمخرج يتعامل مع العمل المسرحي بطريقة حرفية.

من المناهج المسرحية المعروفة هناك ’’المنهج النفسي أو منهج المعايشة’’ للمخرج الروسي ستانسلافسكي و منهج ’’التغريب’’ لدى المخرج الألماني بريخت أي منهج تحبذين في أدائك   المسرحي ؟

أحبذ كثيرا المنهج النفسي وهو قريب من روحي وأعتمده في حياتي اليومية أيضا والذي يبرز الجانب الإنساني بملاصقة الدور للواقع ويجعل الممثل مندمجا تماما مع الدور، فعندما تشاهده تجده قد تقمّصّ تماما الشخصية.

تقتضي بعض الأعمال المسرحية اعتماد المنهجين ’’المعايشة’’ و’’التغريب’’ فكيف توفقين في الجمع بينهما؟

نظرا لتجربتي المطوّلة مع المسرح حيث عملت مع عدة مخرجين وكل منهم له منهج خاص به فقد أتقنت كل المناهج ولذلك لا أجد صعوبة في التعامل مع منهجي المعايشة والتغريب في عمل مسرحي واحد لأن الممثل المسرحي المحترف يجد نفسه في أي شخصية يحددها له النص والمخرج.

في الإخراج أيهما تفضلين الإخراج الجماعي أم الإخراج الفردي؟ 

تعاملت مع مخرجين محترفين لدرجة أنهم أصبحوا يفهمون ما أريد إضافته للدور دون أن أوجه ملاحظة وبالتالي كان هناك انسجام بين الممثل والمخرج فلم أجد صعوبات وعملت أيضا مع مخرجين آخرين يقبلون الحوار والاقتراح فكنت موفقة معهم.

لماذا لم نر عايدة فارحي في لون ’’الوان مان شاو’’؟

لا أحبذ هذا اللون كثيرا وأديت المسرح الجماعي وممكن مستقبلا أن أؤدي هذا اللون.

من الممثل الذي يعجبك أداءه في مسرح ’’الوان مان شاو’’؟

هناك عدة مسرحيات ’’وان مان شاو’’ تعجبني، مثل مسرحية في ’’هاك السردوك نريشو’’ ومسرحية ريم الزريبي الأخيرة وخاصة أداءها الصادق على الخشبة.

كيف تريْن صورة المرأة في المسرح التونسي؟

المرأة التونسية في المسرح حرة وغير مقيدة لكن طبعا في حدود احترام المتقبل بإيصال المعلومة دون السقوط في الابتذال والعبارات الجارحة.

المسرح الفكاهي في تونس وصل حدود التهريج أحيانا ما تعليقك؟

هؤلاء الممثلون لن يضيفوا شيئا للمتقبل كما لا يتمتعوا بالموهبة ولا يدعموا تجاربهم بقراءة النصوص المسرحية فيكتبون النصوص رغم أنهم ليسوا في مستوى كتابة النص المسرحي والذي يتطلب دراسة ليكون نابضا بمعاناة المجتمع كما أن تونس تفتقر لورشات كتابة النصوص المسرحية.

كيف تريْن مكانة الممثل والفنان عامّة بعد الثورة؟

بعد الثورة انتظرنا كمسرحيين الارتقاء بالوضع الثقافي في تونس لكن لم نجد الكثير حيث أن هناك مساحة من الحرية لكننا نرغب في المزيد من التطوير على مستوى الحقوق والدعم و تفعيل بعض القرارات في هذا الإطار.

هل أن الجمهور التونسي أصبح مقبلا أكثر على المسرح بعد الثورة؟

الثورة خدمت المسرح في جانب كبير، وهو جعل الجمهور يلتجئ إليه أو إلى السينما للترويح عن النفس والخروج من بوتقة الخطاب السياسي ونتمنى أن يكون هناك تفاعل ايجابي بين رجل السياسة ورجل الثقافة من أجل المساهمة في تغيير عقلية العنف ورفض الأخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

nexus slot

garansi kekalahan 100