رحل مانديلا: العالم ينعى أيقونة النضال

وذكر زوما أن مانديلا رحل بسلام. وسط عائلته في حوالي الـ20:50 مساء بالتوقيت المحلي (18:50 بتوقيت غرينتش)، وأعلن بعد ذلك أن مراسم دفن رسمية ستقام للرئيس السابق الذي حكم البلاد خلال الفترة ما بين عامي 1994 و 1999.

وكان مانديلا قد واجه مشكلات صحية في الأشهر الأخيرة بما فيها عدوى في الرئة نتجت عن سجنه لفترة طويلة خلال فترة الأبرتايد (الفصل العنصري). وخرج من المستشفي في مطلع سبتمبر بعدما ظل مقيمها فيها لمدة 85 يوما وظل يعالج منذ ذلك الحين في المنزل.

وقال زوما "إنه يرقد الآن في سلام."، مضيفا "لقد خسرت أمتنا أعظم أبنائها. وفقد شعبنا أباه".

وذكر "رغم علمنا بأن هذا اليوم سيأتى، لكن شيئا لن يقلل شعورنا بخسارة عميقة ومستمرة".

ولد مانديلا في عام 1918 لأسرة ريفية في جنوب إفريقيا وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في مطلع أربعينات القرن الماضي. وقضى 27 عاما في السجن بدءا من عام 1962 بعدما أدين بالخيانة من قبل حكومة الأقلية البيض آنذاك في جنوب أفريقيا ووضع نهاية سلمية لحكم البيض عبر التفاوض مع آسريه عقب الإفراج عنه في عام 1990.

وقاد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي ظل لفترة طويلة حركة تحرير محظورة، ليحقق انتصارا في الانتخابات التي جرت في عام 1994.

وذكر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الآن في بيان عقب رحيل مانديلا "لقد أحب الحزب.. .وفقدت أمتنا قدوة عظيمة ونموذجا للتواضع والإنصاف والعدالة والسلام هنا وفي الخارج".

وأضاف أن "حياته منحتنا الشجاعة على المضى قدما من أجل تحقيق التنمية والتقدم تجاه وضع حد للجوع والفقر".

وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) عن حزنه العميق لرحيل مانديلا.

وفي رسالة تعازى بعث بها إلى نظيره الجنوب أفريقي زوما، قال شي إن الشعب الصيني سيتذكر دوما الاسهامات العظيمة التي قدمها مانديلا لتنمية العلاقات الثنائية وقضية تقدم البشرية.

وفي معرض وصفه زعيم جنوب أفريقيا الراحل بأنه "صديق قديم للشعب الصيني"، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في بيان صحفي مكتوب أن مانديلا قدم اسهامات تاريخية لإقامة وتطوير العلاقات بين الصين وجنوب أفريقيا.

وقال هونغ "نقدم أعمق التعازي في وفاة السيد مانديلا وخالص التعاطف لجنوب أفريقيا حكومة وشعبا وأسرة مانديلا".

ومن جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون مانديلا بأنه "عملاق في عمله من أجل العدالة ومصدر إلهام إنساني متواضع". وقال للصحفيين في نيويورك إنه حزين لرحيل أيقونة جنوب أفريقيا وقدم "أعمق تعازيه" لأسرة مانديلا وشعب جنوب أفريقيا وأفريقيا بأسرها.

ووقف جميع ممثلي الدول الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، الذين حضروا جلسة مفتوحة بعد ظهر الخميس، دقيقة حدادا على مانديلا.

وقال بان إن "نيلسون مانديلا كرس حياته لخدمة شعبه والإنسانية، وقد فعل ذلك بتضحية شخصية عظيمة"، مضيفا أن "قوته الأخلاقية كانت حاسمة في القضاء على نظام الفصل العنصري".

ونعى قادة الاتحاد الأوروبي وفاة مانديلا حيث وصفه رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي مانديلا بأنه "أحد أعظم الشخصيات السياسية في عصرنا"، فيما ذكر رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو أن "مانديلا غير مسار تاريخ شعبه وبلاده وقارته والعالم".

وقال فان رومبوي وباروسو في بيان مشترك إن "مانديلا علمنا جميعا درسا كبيرا في المصالحة والانتقال السياسي والتحول الاجتماعي ".

وأعربت كرستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي عن تعازيها لأسرة مانديلا وشعب جنوب أفريقيا.

وأشارت إلى أن "نيلسون مانديلا زعيم شجاع وصاحب رؤية مكن بلاده من مواجهة ماضيها وألهم شعبه لمجابهة مجموعة استثنائية من التحديات".

وأضافت لاجارد أن "وجود عشاق كثر لنيلسون مانديلا حول العالم دليل على إسهامه العميق في جعل جنوب أفريقيا والعالم مكانا أفضل".

ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن نيلسون مانديلا "حقق أكثر مما يمكن أن يتوقع من أي رجل".

واشاد بمانديلا ووصفه بأنه رجل حقق نموذجه "في مجتمع ديمقراطي وحر" يعيش فيه الجميع في تناغم وفي ظل فرص متساوية.

وذكر أوباما "لقد ذهب اليوم إلى مثواه الأخير. ونحن فقدنا أحد أكثر البشر تأثيرا وشجاعة ونقاء".

وأضاف أن "مانديلا لا ينتمي إلى عصرنا وإنما لكل العصور".

ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مانديلا بأنه "مناضل حارب الفصل العنصري بلا كلل وبكل شجاعة وإصرار ومثابرة".

وذكر أولاند "رسالة مانديلا لن تختفي وستظل تلهم المناضلين من أجل الحرية وتمنح الثقة للشعوب التي تدافع عن القضايا الحقة والحقوق العالمية".

كما نعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف رحيل الحائز على جائزة نوبل، قائلة إن القدوة التي قدمها مانديلا "سترشد كل من يناضلون من اجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم".

وفيما وصف مانديلا بأنه "رجل عظيم حقا"، قال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت اليوم الجمعة إنه "أحد الشخصيات العظيمة في القرن الماضي"و "سيظل في ذاكرتنا للأبد باعتباره أكثر من مجرد زعيم سياسي" وإنما "زعيم أخلاقي".

كما نعى رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر رحيل رجل دولة عظيم "يملؤه توق شديد للحقيقة والعدالة وللتفاهم بين جميع الشعوب".

ومن جانبها، أعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مانديلا "نموذجا مضيئا" حيث قالت إن ميراثه السياسي المتمثل في اللاعنف والتنديد بكافة أشكال العنصرية سيظل يلهم الشعوب حول العالم.