نيلسون مانديلا

عند بدئه لدراسات القانون في جامعة ويتواترسراند، كان مانديلا الأفريقي الأصل الوحيد في الكلية، فواجه العنصرية، وصادق الليبراليين والشيوعيين والأوروبيين واليهود والطلاب الهنود، وكان من بينهم جو سلوفو وهاري شفارتز وروث فيرست.

  عند انضمامه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، تزايد تأثر مانديلا بسيسولو، وأمضى الكثير من الوقت مع ناشطين آخرين في بيت سيسولو في أورلاندو، من بينهم صديقه القديم أوليفر تامبو.

في عام 1943، التقى مانديلا بالقومي الأفريقي أنطون لمبدي (Anton Lembede)، وهو معارض بشدة للجبهة العرقية المتحدة ضد الاستعمار والإمبريالية أو التحالف مع الشيوعيين.

  وعلى الرغم من صداقاته مع غير السود والشيوعيين، إلا أن مانديلا دعم آراء «لمبدي»، معتقدا بأنه يجب على الأفارقة السود أن يكون مستقلين تماما في كفاحهم من أجل تقرير المصير السياسي.

ظهرت الحاجة إلى جناح شباني لتعبئة شاملة للأفارقة في المعارضة، فكان مانديلا ضمن وفد زار رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألفرد بيتيني كسوما (Alfred Bitini Xuma) ، حول هذا الموضوع في منزله في صوفياتاون. وفي يوم الأحد الموافق لعيد الفصح من عام 1944، تأسست رابطة الشبيبة للمؤتمر الوطني الإفريقي (African National Congress Youth League : ANCYL) بمركز البانتو الاجتماعي الرجالي في شارع إلوف (Eloff)، مع لمبدي رئيسا ومانديلا عضوا في اللجنة التنفيذية.

في منزل سيسولو، التقى مانديلا بايفلين ماس، وهي ناشطة من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وممرضة من Engcobo، ترانسكاي. تزوجا في 5 أكتوبر 1944 وعاشا في البداية لفترة مع أهلها، قبل أن يستأجرا وينتقلا إلى البيت رقم 8115 في أورلاندو في وقت مبكر من عام 1946.

  ولد طفلهما الأول، ماديبا ثيمبكايل (Madiba "Thembi" Thembekile)، في فبراير 1946، ورزقا بنت اسمها مكازيوي (Makaziwe) في عام 1947، ولكنها ماتت بعد تسعة أشهر بالتهاب السحايا.

تمتع مانديلا بحياته المنزلية، ودعا والدته وشقيقته Leabie للإقامة معه.

في أوائل عام 1947، كان قد أمضى ثلاث سنوات كاتبا في شركة «Witkin, Sidelsky and Edelman»، وقرر أن يصبح طالبا بدوام كامل، والعيش على القروض من البانتو للرعاية الاستئمانية (بالإنجليزية: Bantu Welfare Trust) .

في يوليو 1947، هرع مانديلا برئيسه لمبدي إلى المستشفى، حيث توفي، فخلفه على رأس ANCYL رئيس أكثر اعتدالا هو «Peter Mda»، والذي وافق على التعاون مع الشيوعيين وغير السود، وعين مانديلا أمينا.

اختلف مانديلا مع نهج Peter Mda، وفي ديسمبر 1947 دعم إجراءا فاشلا لطرد الشيوعيين من ANCYL، معتبرا أيديولوجيتهم غير أفريقية.

  في عام 1947، تم انتخاب مانديلا لعضوية اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال، تحت قيادة الرئيس الإقليمي CS Ramohanoe. وعندما عمل Ramohanoe ضد رغبات اللجنة التنفيذية لترانسفال وتعاون مع الهنود والشيوعيين، كان مانديلا احد الذين دفعه إلى الاستقالة القسرية.

في انتخابات جنوب أفريقيا لعام 1948، والتي يصوت فيها فقط البيض، هيمن على السلطة حزب Nasionale Herenigde الأفريكاني تحت رئاسة دانيال مالان فرانسوا، والذي اتحد بعد فترة قصيرة مع حزب الأفريكاني لتشكيل الحزب الوطني. هذا الحزب، ذي النزعة العنصرية العلنية، قنن ووسع بتشريعات جديدة للفصل العنصري.

باكتسابه لتأثيرا أكثر في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدأ مانديلا وكوادره بدعوة لعمل مباشر ضد نظام الفصل العنصري : مثل المقاطعات والإضرابات، متأثرين بوسائل وتكتيكات الجالية الهندية في جنوب أفريقيا. لم يدعم Xuma هذه الأطروحة فأقيل من الرئاسة في تصويت بحجب الثقة، وعوض بـ جيمس موروكا ومكتب أكثر تشددا يتكون من سيسولو و Mda و تامبو وGodfrey Pitje، وذكر مانديلا في وقت لاحق : «قدنا الآن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى مسار أكثر راديكالية وثورية».

وبسبب تخصيص الكثير من وقته للسياسة، فقد فشل مانديلا في سنته النهائية في يتواترسراند ثلاث مرات، وحرم في نهاية المطاف من نيل الشهادة في ديسمبر عام 1949.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

nexus slot

garansi kekalahan 100