الشعب يريد الحلّ، حالاًّ
و الشعب ملَّ من البحث عن رئيس حكومة لحكومة لها رئيسها الذي جاء من صندوق الانتخاب ، لكنّه لا يعجب هذا الفصيل أو ذاك و صار على الشعب ان يُذعن لذلك الرأي القائل بضرورة تغيير هذه الحكومة المعلومة بحكومة اخرى مجهولة ينبغي أن يرضي عنها الجميع و لا يُلتَفَتُ في ذلك الى الشعب ، و لا يهمّ أن ترضى هي ، ذلك أن المهمة الموكولة اليها ، مسطرة مسبّقا من فرقاء متفرقين لم يتّفقوا على رئيس حكومة فكيف سيتفقون غدا على مهمّتها وهم يتّخذون من الآن أماكن في كراسي المراقبين الموجّهين المتدخّلين ، و هم قد تعوّدوا على التنظير و على ادعاء الزعامات المزيّفة ، و على رِؤية أنفسهم أنصاف أرباب اوصياء على البلاد و على العباد و يرون انفسهم أعلى من الشعب …
و الشعب يسأل سؤالا جريئا بريئا : إذا ما وجدنا حكومة برئيس فيه كل المواصفات الضرورية للنجاح في كل المجالات ، و كان قادرا على إخراج البلاد من عنق الزجاجة الذي طال و مال …و إذا ما كان على شخصية رئيس الحكومة موافقات كل التيارات و قبول من كل الأطياف السياسية …فلماذا نتركه بعد ذلك و نعود الى الاحزاب و الى رجال السياسة الذين اظهروا للشعب انّهم يعملون لفائدة أحزابهم التي تعمل لفائدتهم ،،، و الذين ساهموا بخصاماتهم و تناوشاتهم في إطفاء لهيب الثورة و في تحويل أنظار الناس من مشاكلهم الاساسية التي تستوجب الحلّ الى مشاكل ثانوية و هامشية …
الشعب ملّ ،،و الشعب يريد الحلّ ، و يريده الآن و حالاًّ،،،فهل تفهم النخب السياسية المتمادية في مناورات و محاورات و مناكفات،أنّ عليها الإذعان للواقع و الاصغاء للشعب ، و الكفّ عن نصرة الحزب على حساب الوطن …الشعب يُتابع و يفهم و يعلم و يعرف مَنْ ينْصُر منْ… و مَنْ يعمل لحساب مَنْ…و مَنْ يشُدُّ مِنْ الأزر و يسند الظهر ، و مَنْ يشُدّ الى الخلف ، و يقْصم الظَّهر …الشعب عنده وَعْــــــــيٌ بكل ذلك ، لكن ، ليس للشعب حيلة الا صندوق الانتخاب …و بعض السياسيين لا يريدون المرور من ذلك الطريق ،،،لأنهم يُدركون أنّ فرصتهم ضئيلة ، مهما تجمّعوا و مهما توحّدوا و مهما تكتّلوا .
و معلوم انّ طغاة الامس و من ساروا في ركبهم ، لا تفرحهم الثورة، و أنّهم لن يكفّوا عن الكيد لها ، و انّهم متى أحسّوا بتراخي الثائرين ، تقدموا خطوات يربحون بها المساحات التي أضاعوها،،و انّهم يحاولون بكل السبل إلهاء ثوّار الأمس بأمور ثانوية حتّى يتلهّوا بها عن الامور العظيمة … و ذلك بالعمل على تفريق الجهد و تشتيت القوى بين أحزاب و جمعيات و تحالفات و تيارات …ألخ …و لا يخفى على كلّ ملاحظ انّ المستحوذين على الفعل السياسي و المتحكمين فيه ، بعد ثورة قام بها الشباب ، هم من صنف الشيوخ المسنّين مع احترامنا لأشخاصهم …لذلك فالاعناق تشرئبّ الى القصبة مرّة رابعة ،،،و الشباب قادرون على استعادة المبادرة ما بين 17ديسمبر و 14 جانفي القادمين ، و ليس ذلك ببعيد و ليس ذلك على الشباب بعزيز …و الشعب كلّ الشعب يستشعر ضرورة ذلك ….فإمّا حلٌّ حالاًّ ، و إمّا عودة الى القصبة ، و الى الساحات و الشوارع …سلّم الله بلادنا من كيد أعدائها و تواطؤ بعض اولادها .
يوسف السبوعي
youcefesboui@yahoo.fr