نهاية محتومة لنتن.ياهو

بتصرف : محرز العماري

انه يُشبه عجلاً يُقاد إلى نهايته، فتارة يهرب من حظيرة، وأخرى يقفز من عربة، وثالثة يتمترس في مكانه، لكنه يُقاد إلى حتفه في نهاية المطاف. ما يفعله نتنياهو من مناورات وخِدع وتضليل لا يختلف في شيء، لكنه كلما أوغل في اندفاعه، كانت المصائب التي تنهال على رأسه ومن معه، أكبر وأشدُّ بأساً.

قبل عام كان المشهد مختلفاً كلياً .. نتنياهو يتجول بين العواصم، يبشر بالانفتاح والعلاقات، وعندما يُسأل يجيب: لا شيء اسمه فلسطين، يهدد ويتوعد من يتحداه، ويصادر الأرض وينشر الاستيطان، ويسلح المستوطنين، ويخطط للاستيلاء الكامل على الأقصى، ويعتقل ويُعذِّب، ويقتحم البلدات والمدن، ويقصف حيث شاء، وثمة إدارة في واشنطن تدعمه، ومعها حلفاء في الغرب، وعالم عربي وإسلامي صامتٌ أو متواطئ! .

6 أشهر كانت كافية لتقلب المشهد رأساً على عقب، وتحدث عالماً جديداً تتصدره فلسطين، ويرتفع فيه علمها في أصقاع الدنيا، وتندفع الشعوب لمناصرتها، وتتقاطر الدول لمحاكمة الاحتلال وداعميه، وينزوي من كان يتبارى في الحديث عن الانفتاح، ونتنياهو محاصر بين بيته ومكتبه، يخشى أن يقابل حتى من يزعم أنه يدافع عنهم، وجيشه منهكٌ ومنهار، والصراعات تنهش حكمه من كل صوب، والدول تنفضُّ عنه، ويرتفع الصوت عالياً للاعتراف بفلسطين دولة كاملة السيادة رغماً عن الاحتلال، وتضطر دول صمتت لأشهر أن تغيِّر موقفها، وتبدأ بمعاقبة إسرائيل، وتقييد التعامل معها، وهكذا انهارت سردية الاحتلال وصورته، من ديمقراطية وحيدة مزعومة إلى وحشية وهمجية وإبادة جماعية، وانكشفت الأطراف الإقليمية التي أنشأت حالة تخادم مع المحتل، وتكتفي بالصراخ في وجهه، وهي تعمل حارسة لحدوده!. كلُّ شيء تغير ..

لم يكن أحد يتوقع ذلك، لكنَّ غزة فعلتها بثمن من دماء خيرة أبنائها، وهي تدرك أن ثمن التغيير الجذري كبير، ولن يضيع ذلك في موازين الحق، وبعيداً عن التصريحات الهوجاء لأحمق تل أبيب، أقول إنه يترنح، وما عجز عن تحقيقه وهو يندفع بكامل قوته، لن يحصل عليه وقد تراجع وانزوى، وبات عليه أن يدفع الثمن المؤلم، الذي سيكون عنواناً لنهايته، ولكنْ معه ستنتهي حالات تخادمٍ بناها، وعلاقاتٌ مع مستبدين نكلوا بشعوبهم، ولْنتذكر ماذا عمل نتنياهو كي لا تتحرر شعوبنا وتبدأ مسار التنمية والازدهار!.

nexus slot

garansi kekalahan 100