وقد أخفت وزارة الدفاع “البنتاغون” عن الأميركيين والبيت الأبيض والكونغرس حقيقة مرض لويد أوستن طوال معظم الأسبوع الماضي، مما أثار انتقادات سياسية واسعة النطاق.

كما ظلت كاثلين هيكس نائبة أوستن تجهل الأمر عدة أيام، حتى بعد أن طُلب منها خلال إجازة في بورتوريكو أن تتولى بعض مهامه في الثاني من يناير.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي “لم يُبلغ الرئيس بايدن حتى (الخميس) الماضي بأن الوزير أوستن في المستشفى. ولم يُحط علما حتى هذا الصباح (الثلاثاء) بأن السبب الأساسي لدخوله المستشفى هو سرطان البروستاتا”.

 وأضاف “لم يكن أحد في البيت الأبيض يعلم أن الوزير أوستن مصاب بسرطان البروستاتا حتى هذا الصباح، وأُبلغ الرئيس فورا بعد ذلك”.

وتحدث أوستن وبايدن يوم السبت، ولم يتضح بعد سبب عدم معرفة بايدن حتى الثلاثاء بإصابة أوستن.

من شاطئ بورتوريكو

وهكذا بدأت سلسلة من الأحداث بشأن صحة وزير الدفاع الأميركي، حيث أجبر على الإقامة في المستشفى، واضطرت نائبته لتولي مهامه من شاطئ بورتوريكو.

خلال فترة إقامة أوستن في المستشفى، كان البيت الأبيض وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع غير مدركين من المسؤول فعلياً إدارة دفة البنتاغون، على ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وعند انتشار خبر إقامة وزير الدفاع الأميركي المستشفى، كانت هناك ردود فعل غاضبة من الجمهور. حيث أعرب العديد من أعضاء الكونغرس، بما في ذلك بعض الديمقراطيين، عن غضبهم إزاء عدم الإعلان عن الأمر في الوقت المناسب. وكان كبار مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الدفاع يشعرون بالغضب بصفة خاصة  من عدم الشفافية بشأن حالة أوستن، وفق الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار.

أسئلة بلا أجوبة

وبحسب الصحيفة، تبقى العديد من الأسئلة بشأن  الأحداث المتعلقة بإقامة أوستن في المستشفى، بما في ذلك من كان المسؤول فعلياً ومتى ولماذا لم يتم الكشف عن ذللك بشكل أفضل؟.

عندما تم إعلام الرئيس جو بايدن أخيرًا بتفاصيل حالة الوزير الدفاع الصحية، مرت أكثر من أسبوع منذ أن تم نقل أوستن (البالغ من العمر 70 عامًا) إلى المستشفى بسبب تعقيدات ناتجة عن عملية جراحية سابقة لعلاج سرطان البروستات، وأكثر من ثلاثة أسابيع منذ إقامته الأولى في المستشفى قبل عيد الميلاد.

دخل أوستن لأول مرة إلى مركز “والتر ريد” الطبي في 22 ديسمبر، لإجراء عملية جراحية لإزالة البروستات، الأمر الذي استدعى أن يخضع للتخدير العام.

وقال مسؤولون بالبنتاغون إن العديد من مساعدي أوستن الرئيسيين لم يكونوا على دراية بأنه كان يخضع لعملية طبية تتطلب منه البقاء في المستشفى ليلاً، لكن تم نقل السلطة إلى هيكس لتدير وزارة الدفاع أثناء الجراحة.

 في مساء يوم الاثنين 1 يناير، عانى أوستن من آلام  شديدة في البطن ونُقل على وجه السرعة عبر سيارة إسعاف إلى مركز “والتر ريد”، حيث تم وضعه في وحدة العناية المركزة، وذلك حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية.

وبمجرد وصوله هناك، تم تشخيص عدوى في المسالك البولية وتجمعات سائلة في منطقة البطن لدى أوستن، وظل في وحدة العناية المركزة لعدة أيام.

في اليوم التالي، 2 جانفي، أُبلغت هيكس، التي كانت في شاطئ بورتوريكو مع عائلتها، من قبل وزارة الدفاع أنها بحاجة إلى تولي بعض مهام أوستن. كان هذا الطلب مفاجئًا نظرًا لأن هيكس كانت قد خططت لعطلتها مسبقًا بعناية، وعادةً يجب أن تكون في واشنطن إذا كان من المفترض أن تتولى مهام وزير الدفاع.