برئاسة دولة قطر.. الدوحة تستضيف أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي

الدوحة في 25 سبتمبر /قنا/ انطلقت يوم الاثنين 25 سبتمبر ، أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وتستضيفه دولة قطر ممثلة بوزارة الثقافة، تحت شعار “نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي”، بحضور عدد كبير من وزراء الشؤون الثقافية ووفود الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وممثلي مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في المجالات الثقافية.

وتم خلال المؤتمر اعتماد تشكيل مكتب المؤتمر في دورته المقبلة التي تمتد على مدار عامي 2024 – 2025، حيث تسلمت قطر الرئاسة من تونس، التي ستتولى مقرر المجلس ودولة السنغال نائبا للرئيس.

وفي كلمته خلال الجلسة الأولى رحب الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة ورئيس المؤتمر، بالمشاركين، مشيرا إلى أن انعقاد هذا المؤتمر جاء بعد أن كانت الدوحة قبل سنتين عاصمة للثقافة الإسلامية، وقد ترجمت الدوحة آنذاك ما تزخر به من ثراء ثقافي باعتبارها أرضا للحوار وملتقى للثقافات، وساهمت فعالياتها الثقافية في التعريف بخصائص الثقافة الإسلامية على أرضها.

وأكد أن دولة قطر تولي أهمية كبرى للثقافة في تحقيق التنمية وبناء الإنسان، وأن الثقافة لم تغب عن كأس العالم FIFA قطر 2022، أبرز حدث عالمي نظمته قطر بنجاح كبير، فلم يكن كأس العالم مجرد مناسبة رياضية بل أثبت أن الثقافة تظل حجر أساس الفعاليات الدولية أيا كان نوعها، منوها بأن دولة قطر بثت كل الرسائل الثقافية العربية الإسلامية التي نالت احترام شعوب العالم وعرّفت بثراء قيمنا وقدرتها على بناء شخصية حضارية.

ودعا إلى الاهتمام بأولوية تجديد رؤية المسؤولين عن العمل الثقافي الذي ينبثق من فهم جديد لتحديات بناء الإنسان وتطلعات الأجيال القادمة.

كما شدد وزير الثقافة على أن فعل التجديد محفوف بالمخاطر إن لم تكن الثقافة الوطنية محصنة من الداخل وقادرة على أن تفرض خصوصيتها في الخارج، داعيا إلى الحفاظ على الهوية الثقافية وتحصين الأجيال الجديدة في مواجهة الأفكار الهدامة.

وكان الوزير قد أعرب في بداية كلمته عن خالص التعازي الصادقة لأسر الضحايا وللشعبين المغربي والليبي في المصاب الجلل بعد الزلزال الذي ضرب المغرب والإعصار الذي اجتاح مناطق من ليبيا في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال : “ثقافتنا المتجذرة في القيم الإسلامية تجعلنا مثل الجسد إذا اشتكى منه عضـو تـداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

وفي كلمته في بداية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أعرب الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، عن شكره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على استضافة هذا الحدث الثقافي الكبير في الدوحة، التي كانت منذ عامين عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي.

وقال إن قطر أبانت عن براعة كبيرة، ونهضت بتحديات استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث نالت الثقافة أوفر حظ لها في تاريخ البطولة العالمية.

وأكد أن منظمة الإيسيسكو تنهض بواجبها في العمل الثقافي، باعتبار الثقافة ليست مجرد هوية أو وسم تمييز اجتماعي، بقدر ما هي نبض للشعوب للإسهام في ركب الحضارة، مستعرضا جهود المنظمة في هذا السياق، وأبرز مبادراتها لتطوير وتجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، من خلال توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإدماج الشباب في جهود حفظ وتثمين التراث، وإنشاء عدد من المشاريع والبرامج، وابتكار مفاهيم جديدة من أجل خدمة الوصل الحضاري.

وفي كلمتها أكدت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ ضيف شرف المؤتمر، أن الإسلام دين سلام، وأن الحضارة الإسلامية لطالما كانت محركا للتقارب بين الثقافات وأن القيم الإسلامية تعزز العلم والثقافة والتفاعل الحضاري.

وأشادت بوكوفا باستضافة دولة قطر للحدث الرياضي الأبرز عالميا كأس العالم FIFA طر 2022، مؤكدة أن دولة قطر استطاعت أن تجعل من هذا الحدث حوارا بين ثقافات العالم، مثمنة في الوقت ذاته النهضة الثقافية التي تشهدها دولة قطر على المستوى الثقافي وتعاونها مع منظمة اليونسكو في مختلف المجالات، ومنها التراث حيث استضافت الدوحة الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي عام 2013.

كما أشادت بجهود الإيسيسكو في مجالات حماية التراث ودعم الشباب والنساء وبكونها شريكا لمنظمة اليونسكو في الكثير من الأهداف.

وشهد الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول ما تحقق خلال احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، تحت شعار /ثقافتنا نور/، بالإضافة إلى فيلم حول إنجازات ومبادرات /الإيسيسكو/.

وبعد ختام الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، قام الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة و الدكتور سالم بن محمد المالك المدير العام للإيسيسكو و وزراء الثقافة بجولة في المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي ضم فنونا تشكيلية وأعمالا فينة ومخطوطات ومعروضات لعدد من المراكز التابعة لوزارة الثقافة، إلى جانب جناح خاص للإيسيسكو، لعرض أهم إصدارات المنظمة في مجالات اختصاصها.

واستعرض المؤتمر التقرير الصادر عن المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي الذي عقد السبت الماضي وأهم المبادرات والبنود التي توصل إليها المجلس الاستشاري.

وقد اعتمد مؤتمر وزراء الثقافة الثاني عشر في العالم الإسلامي مجموعة من القرارات أهمها اعتماد مدينة لوسيل القطرية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2030، ووثائق تطوير برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، وسبل تطويرها وأهم الدول المرشحة لاستضافة عواصم الثقافة في العالم الإسلامي خلال الفترة القادمة.

كما تم خلال المؤتمر استعراض مجهودات المنظمة في دعم العمل الثقافي في ظل رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية، وكذلك تقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، ووثيقة المبادئ التوجيهية للسياسات الثقافية.

ويواصل المؤتمر جلسات عمله على مدى يومين لاعتماد التقارير والوثائق المعروضة على وزراء الثقافة ووفود الدول المشاركة.

nexus slot

garansi kekalahan 100