جهود قطر الإغاثية والدبلوماسية تتواصل لحماية المتضررين من القتال

الجسر الجوي القطري قدم 266 طنًا من المساعدات الغذائية والطبية

إجلاء 1784 من حَمَلَة الإقامة القطرية إلى الدوحة

تشييد المئات من المراكز الصحية في مختلف الولايات السودانية

المشاريع الإنسانية القطرية موجودة في السودان قبل الحرب الأخيرة

قطر تدعم 30% من برنامج علاج الكُلى في السودان

يأتِي إعلانُ دولة قطر أنَّها ستترأسُ بشكلٍ مُشتركٍ، يوم «‏الإثنين»‏، في جنيف، مؤتمرًا رفيعَ المُستوى لإعلان التعهُّدات لدعم الاستجابة الإنسانيَّة للسودان والمِنطقة، ليؤكد على أن قطر تقومُ بأدوارٍ إنسانيةٍ ودبلوماسيةٍ كبيرةٍ لإطفاء نار الحرب المُستعرة في السودان الشقيق، حيث فاقمت من مصاعب ومتاعب الشعب السودانيّ الذي يُعاني من ظروف مأساوية حتى قبل اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، وتُشاركُ قطر رئاسة المؤتمر، مع كل من المملكة العربيَّة السعوديَّة، وجمهوريَّة مصر العربيَّة، وجمهورية ألمانيا الاتحاديَّة، ومُنظمة الأمم المُتَّحدة، مُمثلةً بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانيَّة «أوتشا»‏، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

فقطرُ التي تبلسم جراح الأشقاء في السودان طالبت ومنذ اليوم الأوَّل للأزمة جميعَ الأطراف بتفعيل الحل السياسي والتوقُّف الفوري للقتال، وجلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار، كما دشَّنت بالتوازي مع ذلك جسرًا جويًا لإيصال المُساعدات الإنسانية، وكذلك إجلاء حَمَلَة الإقامة القطرية إلى الدوحة، حيث كشفت وزارةُ الخارجية، أنَّ دولة قطر قدمت منذ بداية القتال في السودان 266 طنًا من المُساعدات الغذائية والطبية، عبر جسر جوي، كما أجْلت 1784 من حَمَلَة الإقامة القطرية، وشدَّدت على أنَّ رئاستها المُشتركة لهذا المؤتمر تأتي في سياق دعمها المُستمرّ للشعب السوداني الشقيق، كما جدَّدت الوزارةُ في بيانها، التأكيد على موقف دولة قطر الداعي لوقف القتال في السودان فورًا، ومُمارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعاتِ القتال، كما أعربت عن تطلع دولة قطر إلى أن تنتهجَ جميع الأطراف الحوار والطرق السلميَّة لتجاوز الخلافات، وأكدت دعمها الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلٍّ للأزمة.

أوضاع كارثيَّة

وبيَّنت دولة قطر أنَّ أكثر ما يدعو للخطورة ويجعلنا ندق ناقوس الخطر ما أعلنته وكالات الأمم المُتحدة في جنيف أمس الجمعة من أنَّ حوالي 25 مليون شخص في حاجة إلى مُساعدات إنسانية عاجلة في السودان، وأن 4 ملايين طفل وأمهات حوامل أو مرضعات يُعانون من سوء تغذية حاد، في خضم الصراع الجاري بالبلاد. وقالَ مُتحدثٌ باسم برنامج الأغذية العالمي: إن البرنامج يهدف إلى توفير الغذاء إلى ما لا يقل عن 9ر5 مليون شخص على مدار الأشهر المُقبلة، لكنه في حاجة ماسَّة إلى تمويل. وعبَّرت الوكالة الأممية عن قلقها بشأن موسم الحصاد القادم. ويجب أن يبدأ موسم بذر الذرة الرفيعة في يونيو الجاري، والحبوب هي واحدة من أهم الزراعات التي تنمو في السودان. وبغض النظر على الصعوبات الناجمة عن الوضع الأمني، ترتفع أسعار البذور والأسمدة. كما قالت مُتحدّثة باسم منظمة الصحة العالمية: إن القتال شرَّد حوالي 2ر2 مليون شخص، 528 ألفًا منهم فرّوا إلى دول مُجاورة. ووصل أكثر من 200 ألفٍ إلى مصر، و150 ألفًا إلى تشاد، و110 آلاف إلى جنوب السودان. ويبلغ عدد النازحين داخليًا في السودان 3.7 مليون شخص حتى قبل اندلاع القتال الجاري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

  • الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر في السودان
  • 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
  • مقتل 1073 شخصًا وإصابة 11.704 أشخاص في الصراع

وقالت: إنَّ مُستشفى واحدًا فقط من كل خمسة مستشفيات ووحدة طبية يعمل بكامل طاقته. ويحول القتال دون وصول الكوادر الطبية والمرضى إلى المُستشفيات. وذكرت منظمة الصحة العالمية أنَّ نقص مياه الشرب النظيفة، وحصول الأفراد على المياه من الأنهار للشرب، يمكن أن يؤدي إلى تفشِّي الأمراض.

كما يُخشى من ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا وحمى الضنك، بعد أن توقفت حملات القضاء على البعوض. واستنادًا إلى الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة السودانية، لقي 1073 شخصًا حتفهم في القتال، وأصيب 11 ألفًا و704 أشخاص، لكن منظمة الصحة العالمية ترى أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

تفاعل قطري

لقد تفاعلت دولةُ قطر منذ اليوم الأول مع الأحداث المؤسفة في السودان الشقيق منذ مُنتصف أبريل الماضي، وقد جاءت الاستجابة الإغاثيَّة القطرية العاجلة للشعب السوداني الشقيق في محنته الحالية، كجزء لا يتجزأ من التزام دولة قطر الراسخ بإغاثة الملهوف ومد يد العون للمحتاج دون تأخير، فقطر لن تتوانى يومًا عن وقوفها مع السودان وشعبه الطيب لمواجهة آثار هذه الحرب العبثية التي فرضت على هذا الشعب، فالظروف الصعبة التي حلت على السودانيين كان لها صدى مسموع عند أهل قطر، فالمعونات القطرية العاجلة وصلت للأسر السودانية وقد كانت بمثابة بلسم وعلاج، وهي جاءت لتوصيل رسالة مفادها أن دولة قطر قيادةً وشعبًا ستقف دائمًا بجانب الشعب السوداني في كل أزماته، ففي كل المراحل التاريخية التي مرَّ بها السودان الشقيق كانت دولة قطر إلى جانب الأشقاء، إيمانًا منها بدور السودان الحيوي عربيًا وإقليميًا ودوليًا، فللسودان وأهله مكانةٌ خاصةٌ وتقديرٌ كبيرٌ لدى قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، انطلاقًا من أواصر الأخوَّة وعُرى الصداقة التاريخية والمصير المُشترك، فقطر تُعطي الأولوية للجانب الإنساني ووقف القتال هناك، كما تدعم بشكل كامل كافة الجهود الدولية من أجل حل الأزمة هناك، لأن القتال المُستمر يُعمّق أكثر من مُعاناة المواطن السوداني الذي ينشد الأمن والسلام، فكل ما يُريده أن يكونَ آمنًا مُطمئنًا في وطنه على نفسه وأسرته ومُقدرات دولته.

مشاريع إغاثيَّة

حتى قبل الحرب الأخيرة كانت دولة قطر تنفذ تدخلات إغاثية وإنسانية لصالح الشعب السوداني الشقيق، فالمشاريع الإغاثيَّة الإنسانية القطرية موجودة على أرض السودان بالفعل وكانت تُساهم في دعم جهود الأشقاء في مواجهة الأزمات والكوارث، كما أنَّها تُخفف الضغط على الحكومة السودانية في تقديم بعض الخدمات الأساسية، وهذا يؤكد أن يد قطر ممدودة بالخير دائمًا للشعب السوداني الشقيق، وتسعى دائمًا إلى بلسمة جراحه والوقوف إلى جانبه في أحلك الظروف ليبقى السودان قويًا وصامدًا في وجه المحن، فقطر تثق بقدرة السودانيين في الانتصار على ظروفهم من أجل بناء دولتهم، وتحقيق التنمية المُستدامة التي من شأنها أن ترتقيَ بحياة الأشقاء، فقطر الخير والعطاء لن تترك السودان وحده يواجه تبعات الحروب الكارثية لأن السودان وأهله لديهم مكانة خاصة في قلب قطر.

القطاع الصحي

حرصت دولةُ قطر ومنذ سنوات طويلة على توجيه مساعداتها التنموية في السودان الشقيق نحو القطاع الصحي والطبي بصفته من أكثر القطاعات التي تواجه تحديات كبيرة نتيجة الظروف التي تعاني منها البلاد، ولقد شيّدت قطر المئات من المراكز الصحية ولديها تدخلات صحية في كل ولايات السودان، كما أن هناك (11) مركزًا صحيًا جديدًا تنفذها قطر الخيرية بولايات السودان المُختلفة في هذه الفترة، منها (8) مراكز صحية بولايات دارفور، كما تدعم قطر 30% من برنامج علاج الكُلى من ناحية المُعدات وتأهيل المباني والكوادر، وهذا يؤكدُ أن يد قطر ممدودة بالخير دائمًا للشعب السوداني الشقيق، فقطر التي دعمت أمن واستقرار السودان وساهمت في جلب الأمن والسلام للشعب السوداني الشقيق عبر رعايتها الناجحة مفاوضات السلام في دارفور وقد تم تتويجها باتفاق الدوحة لسلام دارفور، تُواصل دعمَ الأشقاء في شتَّى النواحي التنموية والاقتصادية والصحية، دون أن يكون لها هدف سوى وجود سودان قوي مؤثر في المنطقة ويعود ليتبوأ مكانتَه المعهودة في مُقدمة الدول العربية والإفريقيَّة.

المصدر : الراية القطرية