يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مزيد من الجازر في حق الفلسطينيين بقطاع غزة لليوم الـ112 على التوالي من حربه المدمرة، وتركز القصف المدفعي والجوي الجمعة والذي استهدف النازحين والمنازل والمتشفيات في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

لليوم الـ112 توالياً، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، رافعاً حصيلة الضحايا حتى صباح الجمعة 26 ألفاً و83 شهيداً و64 ألفاً و487 مصاباً، وفق وزراة الصحة الفلسطينية بغزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان الجمعة أنها رصدت “ارتكاب الاحتلال 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيدا و377 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية”.

وأضافت أنه “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

قصف متواصل

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق مختلفة في القطاع، بينها خان يونس التي تتعرض لسلسلة عنيفة من الغارات والقصف المدفعي.

وقالت مراسلة TRT عربي إن 70 شهيداً وصلوا إلى مستشفيات جنوبي قطاع غزة خلال الساعات الماضية مع تواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي.

وأوضحت أن المروحيات الحربية استهدفت مناطق بجنوب القطاع في خان يونس، خاصة مستشفى ناصر ومستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر ومدرسة الأمل التي تأوي النازحين و”حاصرتها دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية واستهدفها بالطيران الحربي المسير”.

وتابعت مراسلة TRT عربي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ عمليات نسف لعدد كبير من المنازل في خان يونس، “وهي العمليات الممنهجة التي تمت إما بالقصف المدفعي أو بزرع المتفجرات اليدوية”.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الجمعة على منصة إكس إن “الدبابات الإسرائيلية تستهدف محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس وإطلاق نار كثيف وعدد من من الإصابات تعجز طواقمنا عن الوصول إليهم”.

واستشهد 14 فلسطينيا وأصيب آخرون، أغلبيتهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة في قصف إسرائيلي استهدف وسط قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفلة، في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة الزوايدة، فيما استشهد 11 مواطنا وأصيب آخرون جراء غارة على منزل غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع.

إخلاء وظروف كارثية

والجمعة، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان عدد من الأحياء غربي مدينة خان يونس إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى بلدة المواصي القريبة في جنوب القطاع.

ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي الإعلان وخارطة لمناطق يتعين إخلاؤها في مدينة خان يونس.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هذه المناطق تشمل حيي النصر والأمل.

وكرر جيش الاحتلال إصدار مثل هذا الإعلان خلال الأشهر الماضية، إلا أنه استهدف عدة مرات أفواج النازحين، مما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.

وقالت وزارة الصحة بغزة إن 150 موظفا و350 مريضا ومئات الأسر النازحة موجودون في مجمع ناصر الطبي بخان يونس وسط “ظروف كارثية”، وفق تعبيرها.

وركز الاحتلال قصفه على خان يونس خلال الأيام الماضية، كما استهدف المستشفيات فيها خاصة مجمع ناصر الطبي الذي يضم آلاف النازحين.

قتال مكثف

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة إن القتال المكثف يتواصل في خان يونس جنوبي قطاع غزة، موضحا أن: “قوات الفرقة 98 تواصل القتال المكثف في عمق خانيونس”.

وتابع في بيان صحفي: “نفذت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو طلعة هجومية واسعة استهدفت عشرات الأهداف شملت الشقق العملياتية، ومستودعات الوسائل القتالية، ومواقع الاستطلاع ونقاط تجمع المسلحين في منطقة خانيونس”.

وأشار إلى ان الجنود استعانوا بطائرات لمهاجمة مسلحين فلسطينيين “خلال معارك دارت في المنطقة”، كما ذكر أن الدبابات والقناصة الإسرائيليين أطلقوا النار على مسلحين فلسطينيين.

تجويع غزة

من جهتها، اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إسرائيل باستخدام “سلاح التجويع لتحقيق أرقام قياسية في جرائم الإبادة الجماعية”.

وقال متحدث الوزارة أشرف القدرة في بيان: “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بالقصف والتجويع ومنع العلاج”.

وفي وقت سابق الخميس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية تجمعا لفلسطينيين قرب دوار الكويت جنوبي مدينة غزة، كانوا ينتظرون حصولهم على المساعدات الإنسانية، ما أسفر عن سقوط 20 شهيدا وأكثر من 150 مصابا وفق وزارة الصحة.

وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين أثناء “انتظارهم دخول إمدادات إنسانية إلى مدينة غزة وشمالها”.

واعتبر المرصد هذا الاستهداف “إصرارا على نهج تجويع المدنيين، وفرض المزيد من التعقيدات على عملية دخول وتوزيع واستلام المساعدات الإنسانية المحد ودة أصلا في القطاع”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال تجمعات لمواطنين ينتظرون مساعدات إنسانية وإغاثية شحيحة نادرا ما تصل محافظة غزة وشمال القطاع.

وتدخل كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية لمحافظتي غزة والشمال، حيث سبق أن قالت أونروا إنها بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بإدخال نحو 7 شاحنات يوميا لأول مرة بعد انتهاء الهدنة الإنسانية مطلع الشهر ذاته.

وأغلقت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، المعابر الواصلة بين قطاع غزة والعالم الخار جي، فيما تم فتح معبر رفح البري مع مصر جزئيا لدخول مساعدات محدودة وخروج عشرات المرضى والمصابين وعدد من حاملي الجوازات الأجنبية.

وسمحت إسرائيل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، ضمن هدنة استمرت أسبوع بين الفصائل بغزة وإسرائيل.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت كارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

TRT عربي – وكالات