تونس وقضيّة فلس.طين…هكذا تفاعل التونسيون مع احداث غ.زة والعدوان الص.هيو ني الغاشم

اعداد : محمد ضيف الله

قضية فلسطين هي همّ فلسطيني، عربي، إنساني، بشري، تاريخي، حضاري، ولا يمكن لاي انسان حر إلاّ ان يقف الى جانبها ويدعمها ولو بالاعتراف بعدالتها وبحق شعبها في أسترجاع ارضه المسلوبة والمغتصبة من قبل كيان صهيو ني عبث فيها واجرم. هذه القضية هي قضية حية في عقول وقلوب وحراك التونسيين عبر تاريخها،

هي قضية وطن عندهم قضية أمة وقضية عقيدة لا يمكن التغافل عنها او اهمالها حتى في سائر الايام، فما بالك في احداث واعتداءات ومجازر كالتي يرتكبها العدو الصهيو ني الان في قطاع غزة. فتونس وباعتراف فلسطيني هي حاضنة للقضية وللفلسطنيين وداعمة ومناصرة دائمة لهم. كما ان تونس بمختلف مكوناتها وتياراتها الفكرية لا يمكن ابدا ان تتأخر على التفاعل مع اي حدث في الاراضي الفلسطينية، تفاعل يشمل مختلف الفئات، سياسية، مدنية، طلابية، حقوقية وثقافية وغيرها.
 التفاعل الطلابي والتلمذي لا يمكن ابدا ان تغيب قضية فلسطين عن الساحات الجامعية والمدرسية فهي قضية طلابية بامتياز على مر السنين بل امّ القضايا في باحات الجامعات والمعاهد وفي الحرك الطلابي والتلمذي. منذ اليوم الاول لعملية طوفان الاقصى وبداية العدوان الصهي وني على قطاع غزة خرج الطلبة والتلاميذ في مسيرات منتصرة لفلسطين، منتشية بما حققته المقا ومة في عمليتها النوعية، منددة بالعدوان الصهيو ني الغاشم على المدنيين العزل. في كامل الجمهورية من اقصى شمالها الى الأقصى الجنوب خرج طلبة الجامعات وتلاميذ المعاهد والاعداديات رافعين اعلام فلسطين والكوفية الفلسطينية وصور الأقصى، يلوحون بشعارات الدعم والنصرة للقضية ولحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن ارضه وطرد المحتل.
طالبة الحقوق زينب الضاوي اكدت في حديثها لموقع “اليوم ” ان كلية الحقوق بصفاقس،-حيث تدرس- كغيرها من الجامعات التونسية سارعت الى دعمها المطلق للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة بمختلف توجهاتها ..كما دعمت الكلية بجميع مكوناتها عملية طوفان الأقصى. واضافت زينب قائلة؛ منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة أعرب طلبة الكلية بطرق مختلفة عن تأييدهم للفلسطينيين وعن رفضهم القطعي لما يمارسه الكيان من جرائم حرب، منددين بمخالفته لجميع قواعد القانون الدولي التي بمقتضاها لا يجوز بأي حال من الأحوال المساس بالمدنيين، والتي من الواضح أن الكيان الإسرائيلي لا يأخذ أيا منها بعين الإعتبار، مستغلا الصمت الدولي والتواطئ الغربي مع جرائمه التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى إلى حد هذه اللحظة..كما قام طلبة الكلية بتقديم مطلب للإدارة لتغيير أسامي مدارج الكلية و أهم قاعاتها إلى أسامي مدن فلسطينية فوافقت الإدارة وثمنت المطلب وأطلقت إسم القدس على أكبر مدارجها وغزة وطبريا والخليل وغيرها على المدارج والقاعات الأخرى..
كما قاد طلبة كلية الحقوق بصفاقس أهم التحركات الإحتجاجية التي شهدتها مدينة صفاقس من مظاهرات وملتقيات علمية ومسرحيات ونظموا بالتشارك مع الهلال الأحمر يوم للتعريف بالقضية والتبرع ..ومازال طلبة الكلية وأساتذتها وإداريوها وجميع عملتها في الصفوف الأولى للدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في المقاومة والدفاع المشروع عن أرضهم بكل الطرق.
تفاعل المجتمع المدني من انجازات الثورة التونسية خلق مجتمع مدني حي وناشط ومتنوع بمختلف الوانه الفكرية، مجتمع مدني يتفاعل بشكل سريع وجدي مع الأوضاع والاحداث الداخلية والخارجية بمظاهر مختلفة حسب السياق والمجال. مجتمع مدني تفاعل بشكل سريع مع احداث 7 اكتوبر بغلاف غزة واحتفى بعملية طوفان الاقصى غير المسبوقة وباركها في غالبيته، لما تتميز به قضية فلسطين والمقاومة خاصة من مكانة. مسيرات، تظاهرات ومظاهرات سارعت بها عديد الجمعيات والمنظمات المدنية في تونس نصرة لفلسطين وللمقاومة وللغزاويين منددة وغاضبة من العدوان الصهيو ني على القطاع وقتل الاطفال والنساء العزل وهدم منازلهم وتهجيرهم من اراضيهم ومحاصرتهم من كل اتجاه ومنع دخول المساعادات من مياه شرب وغذاء وادوية.
مسيرات دعت اليها ونظمتها مختلف المكونات المدنية في تونس كاتحاد الشغل ونقابة الصحفيين وعمادة المحامين ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان وجمعية انصار فلسطين وغيرهم من الجمعيات والمنظمات الوطنية وشملت مختلف مناطق البلاد من شمالها الى جنوبها. مجتمع مدني تجند لجمع التبرعات ولاقامة الخيمات والمناشط اليومية الداعمة والمنتصرة لقضية فلسطين ولشعب غزة والمطالبة بضرورة وقف العدوان وادخال المساعدات والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والذود على حقه في تحرير ارضه والدفاع عنها.
وفي حديث لموقع “اليوم” قال الناشط جمال بحريني عضو اللجنة الدولية لكسر الحصار، إن الصورة تعانق احلام الشعوب العربية في معانقة حلم تحرير فلسطين واخراج هذا الكيان الصهيوني المحتل
واضاف جمال قائلا: كنت اتابع بكل فخر ان كل ما في سماء غزة العزة يحمل بصمة تونسية من الطائرات المسيرة للقائد الشهيد محمد الزواري والطائرات الشراعية من إبداع الشهيد البطل ميلود ناجح نومة في عملية قبية..كنت على يقين انها لحظة تاريخية ومعركة ليست ككل المعارك بل معركة تحرير فلسطين كل فلسطين وزوال الكيان فهي معركة كرامة للأمة.
وواصل بحريني قاىلا: عشنا على وقع عمليات المقاومة والمطالبة بتجريم التطبيع بالتضامن في مختلف أشكاله من مسيرات مطالبة بتحرير فلسطين وفتح الحدود على خطى الجدود لنصرة فلسطين ودعم للمقاومة. واكد جمل ان هذا التفاعل والمد المدني في تونس تجسد خاصة في جمع التبرعات من اموال وأغذية و مستلزمات طبية في مد شعبي فطري لفلسطين، الى جانب انشطة على صفحات التواصل الاجتماعي نصرة للمقاومة وتسويقا لقضية فلسطين رغم التضييقات والحظر المضروب..
فقد كانت ساعاتنا معدلة وستظل على وقع الاحداث في غزة رغم الدمار والمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني وحلفائه في صمت وتواطئء عربي مخزي عن جريمة إبادة وتطهير عرقي وامام حصار مصري لمعبر رفح مطالبين بفتح هذا المعبر وضرورة ادخال المواد الاغاثية تفاديا لحدوث كارثة انسانية وسط نفاق منظومة دولية سقطت عنها ورقة التوت في التعاطي مع حق المقاومة المشروع في حقها في الدفاع ونيل استقلالها على كل أرضه.
واكد جمال ان آخر هذا التفاعل كان بوقفات أمام البرلمان للمطالبة بسن قانون تجريم التطبيع باعتباره حصانة للسيادة الوطنية ووفاء لدماء الشهداء تجسيدا لموقف شعبي تونسب منتصرا للحق الفلسطيني.
وختم جمال بحريني قاىلا: اليوم المقاومة تعيد بوصلة الشرف للشعوب العربية في ظل خذلان الحكام متسائلا؛ فما هو دور الجيوش العربية ان لم يكن الذود عن السيادة الوطنية وبوصلتها فلسطين!؟
التفاعل الاعلامي لا نبالغ ابدا اذا قلنا ان الملف الفلسطيني واحداث غزة باتت العناوين الرسمية والاولى في اخبار ومنشورات واذاعات وتلفزات ومواقع الاعلام التونسية. فالتفاعل كان سريعا وحيث سارعت النقابة الوطنية للصحفيين منذ اليوم الاول الى اعلان دعم المقاومة ونصرتها ورفض العدوان الصهيو ني الغاشم على قطاع غزة.
ونظمت بالشراكة مع عدد من الجمعيات مسيرات ووقفات احتجاجية داعمة مناصرة للشعب الفلسطيني وغاضبة وروضة للاجرام الصهيو ني. ولعل اخر ما قامت به عقد اجتماع عاجل للهياكل المهنية في قطاع الإعلام الخميس 2 نوفمبر 2023 بحضور ممثلين عنها وعن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ومجلس الصحافة والنقابة العامة للإعلام بالاتحاد العام التونسي للشغل والغرفة النقابية لأصحاب التلفزات الخاصة والاتحاد التونسي للإعلام الجمعياتي وجمعية دعم مجلس الصحافة والجامعة التونسية لمديري الصحف وتداولوا في قضية الحرب الصهيونية على غزة بحثا عن موقف موحّد يجمعهم حول القضية الفلسطينية وآليات دعمها، وحول طبيعة التعاطي الإعلامي معها.
وفي حديث لموقع “اليوم” حول التفاعل والتعامل الاعلامي مع احداث غزة قال الصحفي ظافر بالطيبي إن التعاطي الإعلامي المحلي مع العدوان الصهيوني الدولي على إخواننا في عموم فلسطين وغزة خصوصا، كان مقبولا وإيجابيا رغم محاولة البعض منذ البداية أخذ مسار الأحداث في اتجاه آخر نحو إدانة عملية طوفان الأقصى وترديد نفس روايات وأكاذيب الكيان الإسرائيلي.
واضاف بالطيبي بالقول؛ إنه للمرة الأولى تستعمل بعض وسائل الإعلام مفردات جديدة من قبيل “العدو، والكيان الصهيوني، والعدوان..” ويبدو ان هذا التغيير في اللغة الإعلامية في تونس سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مكتوبة، كان تماهيا مع خطابات الرئيس قيس سعيد التي كانت قوية وحماسية مست من وجدان الشعب التونسي الذي يكن مكانة خاصة لفلسطين وقدسيتها. واشار بالطيبي الى ان هذا التماهي بين الخطابين الإعلامي والسياسي إيجابي وسلبي في نفس الوقت على اعتبار أن المسألة قد تكون غير راسخة ومبدئية وأنها قد تتغير بتغير الخطاب السياسي.
تفاعل الأدب الشعر لا يمكن ابدا ان يغفل الادب التونسي بشعره ونثره القضية الفلسطنية بمناسبات واحداث او دونها، فهي ملهمة الكتاب والشعراء لرفعتها وقيمتها وقدسيتها عند الشعوب العربية والاسلامية.

تناغم الموقف التونسي

وفي حديثه لموقع “اليوم” قال الشاعر عمر الشهباني؛ أن تكون فلسطينيا هذا يعني أن تكون مستعدا لدفع هذا المهر الغالي من الجهد العالي والتوجس الدائم والتأهب المستمر لبذل عرابين المواطنة والانتماء لوطن لا يمنحك من الطيبات إلا شرف الانتماء إليه لأن الانتماء على هذه الشاكلة إنما هو وجود صميم في عين عاصفة التي تصهرك لتكون طين المجد المقبل من تاريخ عظيم يقوده الأنبياء وجنوده من الشهداء والملائكة…أن تكون فلسطينيا هذا غير متاح ولا في متناول كل من تاق لأن يكون ولكن الانتماء إلى وطن غير متشكلة ملامحه بعد إنما هو كانتماء أب لطفل ما يزال بعدُ يتخلق في رحم الأم المنهكة المتعبة الجريحة..أن تكون فلسطينيا وهو أن تكون مستعدا لحمل وتحمل شرف غير متاح ولا هو لمن أراد تمنيا ولكن دربة ان تكونه وحدها لابد لها من معدان ربانية يصهرها الموت وتبنيها الحياة ..
لا يمكن أن ترهب الموت وتخاف فقدان الحياة وتحتج على العراء والجوع والعطش وفقدان الدواء وأنت تنعم بجودة الانتماء الفلسطيني كشاهد على العصر وشهيد على من حولك من الناس والشعوب والأمم تفضح ميزان العدالة المختل وتجفف دموع التماسيح الآدمية التي زاد من ملحا الطمع والانتماء للظلم والظلام العالمي المنحاز الأعمى. وهذه قصيدة نضمها الشاعر عمر الشهباني:
رياح عشق القدس .
أميلوا معـي ‘فالقدس’ بان صباحها
فلا قول فيهـــــا يوم طفلك يعــــدمُ .
على البيت والمحراب يصعد شـاهد
وفــــي كلّ قول إذ يقـــــوم ويرسمُ .
فيــا معشر القرّاض مدّوا قريضكم
فلا خيـــــر فيـــــه لو يسفّ ويكتمُ .
وقولـــوا لمن يفنـي الطّفولة مَهلكمُ
فهذي الطّفــولة فــي السّلام ستفهمُ .
فمن قــال “أنّ الحبّ يخلط جوهــرا
على المسقطات” فقد أضلّ لتعلمُـوا .
لنا’القدس’في قلب الصّراع وملحُها
في قدر أبطـــــال العروبـــــــة يؤدمُ .
فيــا كلّ ‘خلجان’ العواصم مشرقا
إلى أرض صحـــراء المغـارب تنعمُ .
أفيضوا على باقي البلاد دعـــــاءكم
لكي يستعدّ الطّهر فيــــــكم ويُحرمُ .
فـ’شنقيط’ أمّ و ‘الرّبــــاط’ شقيـــقة
كمَــــــا ‘القيرواني’ ‘لـلجزائر’ يَفهمُ .
فـ’بنْغازِ’ لـ’السّـــــــودان’ تدفع كفّها
رياح ‘اليمــــاني’ ‘للرّياض’ فتُضرمُ .
ممــــاليك عُرْبٍ والدّمشق’عروسها
ككلّ لديه مــــــا يقـــــــــول ويسهمُ
وفي حديث لموقع “اليوم“” مع الناشطة والشاعرة منية عمار اكدت ان طوفان الاقصى لحظة تاريخية فارقة تكشف معجزة المقاومة وثمرة الصمود وتجلو وجه الحقيقة انها ملحمة خالدة دمرت نفسية العدو الصهيوني وألحقت به خسائر مادية وبشربة فادحة رغم التعتيم الاعلامي، صحيح حال غزة مؤلم والمشاهد فظيعة لكن عند العدو خسائر أفظع واشنع لقد أذلتهم المقاومة على قلة عددها فما قصفت المدنيين وقتّلت الاطفال كالصهاينة الجبناء وانما واجهت الجنود فقط فقتلت ما قتلت وأسرت ما أسرت وعاملت الاسرى والاطفال بمنتهى الانسانية..انه درس يعلم العالم بأسره اداب الحرب وشرف المقاومة والبطولة لذلك تغنيت كثيرا بهذه الملاحم شعرا فصيحا وملحونا وهذه بعضمن الابيات:
✌سبعة اكتوبر 🇵🇸
يَا غَزَّة يَا رَمْزِ الفَخْرْ
وَطِّيتِي رَاسْ المُحْتَلْ
رَغْمِ الظُّلْمْ وَرَغْمِ القَهّرْ
لَا رْكَعْتِي لَا حْمِلْتِي الذِّلْ
بِيدِيكْ قْبَضْتِي عْلَى الجَّمْرْ
حَتَّى عَادَتْ نَارِكْ ظِلْ
يَا غَزَّة يَا رَمْزِ الصَّبْرْ
الْيُومْ ذِكْرِكْ فِي كُلْ مْحَلْ
سْلاَحِكْ إيمَانِكْ بِالنَّصْرْ
مَاضِي لَا يْصَدِّدْ لَا يْفِلْ
مْشَبًرْ ضِدْ جْيُوشْ الْغَدْرْ
ضِدْ الْمَعْتُوهِ الْمُخْتَلْ
أبْطَالِكْ بِسْوَاعِدْ سُمْرْ
لَا يْهَابُو صَحْرَا لَا جْبَلْ
عِزْمُوا بَعْدِ صْلاَةِ الفَجْرْ
وَقْتِ انْ سَبْعَة اكْتُوبِرْ هَلْ
وْدَخْلُو لِعْدُوهِمْ لِلْوَكْرْ
وْفِي يِدِيهِمْ شُفْنَاهْ حْصَلْ
دَخْلُو أرْضِ وْجَوْ وِبَحْرْ
ثَمّة وِينْ الصَّادِي شْعِلْ
خَلٌُوهُمْ فِي رُعْبْ وْذُعْرْ
بْلَاشْ دْلِيلْ بْلَاشْ عْقَلْ
بَعْدِ الْخُبْثْ وْبَعْدِ الْمَكْرْ
الْوَاقِفْ مِنْهُمْ طَاحْ تْشَلْ
الْمِتْجَبِّر مَقْصُومْ الظَّهْرْ
وْهَذَا وَعْدِ اللَّهْ نْزَلْ
يَا غَزَّة جْبَرْتِلْنَا الْكَسْرْ
فْرِحْنَا وْعَادِ الْمُرْ عْسَلْ
وْبَعْدِ الْعُسْرْ انْ شَااللّه يُسْرْ
تِتِحَرِّرْ الَاوْطَانِ الْكُلْ
وفي حديث لها مع موقع “اليوم” قالت الكاتبة والناقدة التونسية لامعة العقربي؛ إن الإنسان قبل كل شيء قضية ، هذا ما أؤمن به شخصيًا فحتى يكون لهذا الوجود معنى حقيقي وجب النظر للقضايا الإنسانية بالكثير من الحرص والحب والغضب أيضا ، لأن الغضب هو أساس كل شيء نحارب ضد الظلم ونغضب ننادي بالحرية لأنها لنا ونغضب نريد أرضنا – وبقوة نريدها- فنغضب نكتب لنعبر عن ذلك الغضب الغريب داخلنا الناتج عن عجز بعيد المدى، فكانت الكلمة سلاحا سواء قيلت أم كتبت هي أضعف الإيمان لذلك منذ بداية الأحداث في غزة استلم عدد لا حصر له من الأدباء والشعراء والمفكرين وغيرهم الكتابة عن فلسطين تعاطفا مرة وغضبا وحزنا مرة أخرى .وهو السبب الذي من أجله كنا مؤخرًا بعيد بداية طوفان الأقصى مع مجموعة كبيرة من شاعرات الوطن العربي كافة في ملتقى الإيسسكو للشاعرات الذي تديره الشاعرة العربية السودانية العظيمة روضة الحاج وبتنسيق من الشاعرة خديجة السعيدي- قمنا- بأمسية دامت أكثر من أربع ساعات لقراءات شعرية و فقرات نقدية أشرفتُ عليها مع مجموعة من الصديقات فكانت الكلمة هي الفيصل خاصة وأن من بين الشاعرات من كانت وسط قلب المعركة في غزة.
لذلك وأكثر دائما ما أقول ان دور المثقف مهم جدًا في مثل هذه القضايا إذ لابد من الوقوف لصف أحد الطرفين لا ثالث لهما ونحن مع فلسطين بكل ما نملك من لغة و مدى وقصد ومعنى .
التفاعل السياسي والرسمي: منذ يوم 7 اكتوبر وتزامنا مع عملية طوفان الاقصى ‏عبرت تونس عن وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني، فبمختلف مشاربها السياسية حكومة ومعارضة نددت بتصاعد العدوان الصهيوني واستنكرت المجازر والجرائم التي ارتكبها في حق الفلسطينيين. فتتابعت بيانات وبلاغات الاحزاب السياسية في اغلبها دعما للمقاومة ونصرة لفلسطين وغضبا من جرائم المحتل، هذا الى جانب ردود الافعال الرسمية من مؤسسات الدولة التي شددت على الوقوف مع القضية لفلسطينية. وشددت رئاسة جمهورية في بلاغ لها عقب عملية طوفان الاقصى على أن ما تصفه بعض وسائل الإعلام بغلاف غزة هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستعيدها وأن يستعيد كل أرض فلسطين، ومن حقه أيضا أن يقيم دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف. ودعت تونس من خلال بلاع الرئاسة كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني بل وفي حق الأمة كلها، مؤكدة على انه عليهم أن يعترفوا بحق المقاومة المشروعة للاحتلال ولا يعتبرون هذه المقاومة اعتداء وتصعيدا. كما دعت تونس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية لوضع حد للاحتلال الغاشم لكل فلسطين ولإمعان قوات الاحتلال الصهيوني في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في تحد كامل لكل الشرائع الدينية والقيم الإنسانية.
موقف وردة فعل عبر عنها رئيس الدولة في مواضع اخرى ايضا حيث اعتبر ان ما يحصل اليوم في فلسطين هو عملية عقاب جماعي وتهجير قسري، وهذا الوضع غير مقبول على أي مقياس من المقاييس فهو وضع مشين للانسانية كلها وعلى المجتمع الدولي بل وعلى الإنسانية كلها أن تضع حدا لهذه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ ما يناهز القرن من الزمن. ولعل اخر ما قاله قيس سعيد كان في خطابه مساء الجمعة 3 نوفمبر تفاعلا مع مناقشة مقترح قانون تجريم التطبيع في البرلمان حيث قال؛ إنّنا نعيش اليوم حرب تحرير لا حرب تجريم، مؤكّدا أنّ من يتعامل مع العدوّ الصهيوني لا يمكن ان يكون إلّا خائنا وخيانته عظمى.
واضاف قاىلا؛ “في الوقت الذي تتطاير فيه في فلسطين السليبة أشلاء الرضع والشيوخ والنساء وفي وقت تهدم فيه البيوت على رؤوس أصحابها بقصف صهيوني همجي وحشي وتنتهك فيه كل شرائع الأرض والسماء في وقت يقطع فيه البنزين على المشافي وأيضا الماء وتسوّى في الارض مدن بأكملها وتهجير قسريّ لمئات الالاف من الفلسطينيين.. يتحول الصراع الى صراع قانوني.
وقد اثار موضوع التصويت على مشروع قانون تجريم التطبيع جدلا كبيرا ي برلمان وفي الشارع السياسي الشعبي وفي مواقع التواصل الاجتماعي بين مناد ضرورة تمريره ومتريث تفاديا لتداعيات ذلك خاصة في ظل وضع متحرك في الاراضي الفلسطينية.

nexus slot

garansi kekalahan 100