حقيقة دولة الامارات .. دور رئيسي ومحوري في تأزيم المنطقة العربية واشعال الفتن

Image

بقلم الدكتور حسام سامي 

الناشر ورئيس تحرير نشرية امريكا والشأن الدولي د.

الإمارات العربية دولة عربية خليجيّة صغيرة المساحة، أهلها من خِيرة النّاس طيبون، تكونتْ من سبع إمارات، وهي بلد غنّي بالنفط كجيرانها من دول الخليج، ظهرتْ هذه الدولة الصغيرة الحجم مُؤخرًا كعامل رئيس ومحوري في تأزيم المنطقة العربية وإشعال الفتن فيها، فلا نكاد نودّع فتنة إلا ونستقبل طامّة أكبر منها، حتى باتتْ الإمارات أصلًا لمعظم البلايا التي أصابتْ عُمق دول المنطقة برمّتها، فقد عملتْ الإمارات على دعم الأنظمة المستبدّة الفاسدة في البلاد العربية بكلّ ما تستطيع، كنظام الأسد والسيسي، فحالتْ دون وقوعها، وحاربتْ ظهور أيّ ثورة ضدّ تلك الأنظمة المقيتة، فوقفتْ في وجه كلّ ثورات الربيع العربي، ثمّ قامتْ باحتضان رموز الأنظمة القديمة المستبدّة لدول الربيع العربي، فهي على تنسيق عالي المستوى معها في ضرب تلك الثورات بثورات وانقلابات مضادة.   وعلينا ألّا ننس أنّ الإمارات كانتْ أول من خطط في حِصار ومُحاربة وزرع الفتنّة بين البلاد العربية، حيث حرّضتْ السعوديةَ ومصرَ والبحرين على مقاطعة قطر ثمّ حِصارها، وبذلك نجحتْ في ضربِ وحدة مجلس التعاون الخليجي.   ولقد سدّتْ الإمارات الطريق في وجه المقاومة الفلسطينية التي كانت الشوكة الوحيدة المتبقيّة في حلق الكيان الصهيوني، فحرّضتْ ضدّ حقّ المقاومة في الدفاع عن أرضها، وَعدّتْ حركات المقاومة في فلسطين إرهابيّة، وكانت الإمارات داعمة لما يسمى صفقة القرن المشؤومة، التي اقترحها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وهي اتفاق (مزعوم) للسلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، تقضي بتقسيم فلسطين، وإماتة قضيتهم وإلغاء حقّ العودة، والاعتراف الكامل بدولة إسرائيل وعاصمتها القدس، يعني بالمختصر هي صفقة لبيع فلسطين، ثمّ وطّدت الشراكة مع “محمد دحلان” أسوء رجل عميل لفظته السلطة الفلسطينية، صاحب نظرية الثورات المضادة، ولعلها تنوي تلميعه ليأخذ مكان “محمود عباس”، وذلك بالتنسيق مع إسرائيل، وزاد تقارب الإمارات من “دحلان” المصاهرة الأخيرة بين أحد شيوخ الإمارات وابنة “محمد دحلان”. وعلى الطرف النقيض تقدمتْ العلاقات بين الإمارات وإسرائيل بشكل ملحوظ في عمليّة التطبيع، عِلمًا أنّها كانت من المطبّعين معها منذ فترة ليستْ بالقصيرة، ولكن بشكل غير علني. واليوم تقوم على تفعيل ورفع مستوى الزيارات بينها وبين إسرائيل، بل وقامت بتحريض بعض الدول العربية أيضًا للسير خلفها. إضافة إلى ذلك تلاعبتْ الإمارات مع المقدسيين، فقامتْ بشراء البيوت في أحياء القدس القديمة، ثمّ باعتها للمستوطنين اليهود، وما تلك اللعبة إلا حيلة مُبيّتة مع الصهاينة، لتسهيل نقل الملكيّة من الفلسطينيين إلى المحتل الصهيوني.   وفي اليمن قامتْ الإمارات في 29/8/2019 بضرب الجيش الوطني اليمني، الذي كانتْ حليفةً له في ضرب الحوثيين، ودعمتْ كيانات خارجة عن الشرعيّة، كدعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قاد الانقلاب على الشرعيّة، فضلًا عن تمويلها لميليشيات الحِزام الأمني الغير رسمية، وقد صرّح الرئيس “هادي” ببيانٍ فضح فيه تواطئ الإمارات في هذا الانقلاب، وظهرتْ حديثًا تسريبات أفادتْ بِنيّة الإمارات في تقسيم اليمن. ثمّ تَوّجتْ تحالفها بخيانة شريكتها السعودية، عندما تَخلتْ عنها وانسحبتْ من التحالف العربي ضدّ الحوثيين، بل وخانتْ كلّ الدول العربية بتحسين العلاقات مع إيران، فقد أعادتْ المياه إلى مجاريها. وعلى الصعيد الأمني القمعي فقد بنتْ الإمارات السجون في اليمن، وقد ظهرتْ فضائحها بانتهاكات لحقوق الإنسان في تلك المعتقلات. وقد عملتْ الإمارات على تأزيم العلاقة بين اليمن وعُمان، عقب الحرب على اليمن، وبشكل خاص على محافظة المهرة شرقي اليمن، الامتداد الجيوسياسي لمسقط (حسب قول عُمان). أمّا دور الإمارات في دول المغرب العربي وشمال إفريقيا فقد قامتْ بدعم “خليفة حفتر” في ليبيا، المنقلب على المجلس الوطني، مساهمة منها في بقاء النزاع الليبي الليبي، وعدم الخلوص إلى حلّ سياسي سلمي. كما تدخلتْ في القرن الإفريقي، فهددت الأمن والسلام فيه. وتوترتْ العلاقات المغربية الإماراتية، وذلك لوقوف المغرب على الحياد من حرب اليمن، وحِصار قطر، فجاء التوتر ردًّا على عدم استجابة المغرب لإملاءات الإمارات. وقد سعتْ الإمارات في زعزعة الأمن الداخلي في الصومال، قبل أن تلجأ الصومال إلى طردها من ميناء بربرة. ثمّ حاولتْ بعد ذلك التدخل في السودان عقب ثورته، للانقلاب على الثورة ودعم الجيش، وتحيّده عن أهداف الثورة، وإعادة تجربة السيسي في مصر، ولكنّها فشلتْ بوعي ويقظة أبناء السودان ولكنها نجحت فى تجنيد تاجر الإبل مجرم الحرب حميدتى لتفعيل حرب اهلية مع الجيش السودانى، ثمّ التدخل الإماراتي السافر في السياسة الموريتانية الداخلية، والتسبب في نُشوب العَداوة بين الحكومة والحركات الإسلاميّة فيها، هذا ماتفعله دويلة الإمارات مع العرب!!

nexus slot

garansi kekalahan 100