غ.زّة..وسط صمت دولي الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة شنيعة في ج.باليا ومئات بين شهيد وجريح.

محمد ضيف الله
عبث جديد..اجرام جديد…ارهاب متكرر…مجزرة مروعة جديدة يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل في حق الشعب الفلسطيني، في حق الغزاويين في حق المدنيين العزّل. مجزرة شنيعة هذه المرة كانت بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، مجزرة راح ضحيتها مئات الشهداء حسبما ذكرت مصادر اعلامية من عين المكان.
صور ومشاهد مروعة، جثث واشلاء متناثرة في مختلف ارجاء المكان الذي تحول الى بركة من دماء المدنيين الابرياء من اطفال ونساء وعجائز ومرضى. مجزرة جباليا وما سبقها من مجازر مروعة في المستشفى المعمداني وفي غيره من مناطق واحياء القطاع تم تنفيذها من قبل الكيان المحتل ببرودة دم وعلى مرأى ومسمع العالم، بل بمباركة امريكية وغربية تحت مسمى حق الدفاع عن النفس…..فاي دفاع عن النفس بسفك دماء اطفال ونساء مدنيين عزل وتقطيع اوصالهم وتكديس جثثهم المتقطعة والمتفحمة بعد قصف باسلحة محرمة دوليا ودون اي رحمة وشفقة ودون اي احترام للانسان وللانسانية…!!؟ مجزرة شنيعة تسببت في تكدّس جثث الشهداء أمام أحد المستشفيات، فقد اكدت وزارة الداخلية في غزة أن المخيم تعرض لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة منها طنا، حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة: ان الاحتلال دمر حيا سكنيا وسط مخيم جباليا بشكل كامل بعد قصفه بـ 6 قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، والعدد الأولي لضحايا المجزرة يقدر بـ 400 بين شهيد وجريح. مجازر واجرام وحشي متكرر وسط عالم صامت بيّضها بعضه، في حين اكتفى بعضه الٱخر بتنديد او استنكار او شجب او صمت تام، وهذا ما شجع الكيان الغاشم على المضي قدما في “ارها به” وقصفه لقطاع غزة بكل وحشية ودون اي تردد او اعتبار لاي مواثيق واتفافيات وحرمات ومحرّمات…وليس اوضح او اكثر صراحة من الموقف الامريكي الذي برز ٱخره في تصريح للخارجية التي قالت ان “وقف إطلاق النار سيمكن حماس من إعادة تسليح نفسها والإعداد لهجمات جديدة ضد إسرائيل”..!!؟.
اجرام صهيوني حصد بعد اكثر من 25 يوما من العدوان اكثر من 9 الاف شهيدا وخلف الاف الجرحى واكثر من مليون ونصف مهجّر عن منازلهم وارضهم في مشهد يعيد للذاكرة الفلسطينية والعربية نكبة ومجازر وجرائم الاحتلال في ال1948 .
ردود عربية دون المأمول..!! اكتفت الدول العربية على المستوى الرسمي ببعض التنديدات والاستنكارات والشجب سواء في تصريحات مسؤولين او بعض البيانات مع ان بعضها سوى بين الجلاد والضحية وتظاهر بالحياد في حين برز بعضها لاخر اقرب لدعم الصهاينة من اشقائه الفلسطنيين لو تلميحا وضمنيا. ردود افعال لم تكن في مستوى ما انتظره الفلسطيون او تأملته الشعوب العربية خاصة من الدول المجاورة كمصر، الاردن، سوريا ولبنان. اما الجامعة العربية فلم تقل ولم تفعل ما يرقى ابدا الى مستوى الحدث او الى فداحة وفظاعة الجرائم في حق شعب عربي محتلة ارضه، فقد اكتفت ببعض الكلمات المستهجنة والباردة التي كانت مصدر تندر وسخرية من الشعوب العربية بل رفضتها بعض الدول كتونس مثلا.
قضية حية في قلوب الشعوب قضية فلسطين هي ام القضايا بالنسبة للشعوب العربية فهي عندهم قضية هوية وقضية وطن كبير وقضية عقيدة ايضا فالمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين. قضية حية في قلب كل عربي، يناصرها، يتضامن معها، يدعمها ويدافع عنها وان بالشعارات والمسيرات والكتابات وغيرها. فمع كل احداث في المنطقة وبعد كل اعتداء صهيوني على الفلسطينيين تعج الشوارع العربية بالشعوب في مسيرات ومظاهرات متزينة باعلام فلسطين وبالكوفية وصور الاقصى ولعل اخر هذه الهبّة الشعبية كانت نصرة لغزة بعد عملية طوفان الاقصى، وهي متواصلة الى حد هذه البارحة واليوم، فقد خرج عدد من المناصرين ليلة البارحة بعد المجزرة المروعة في مخيم جباليا منها في تونس والعراق والمغرب وغيرهم.
كما ان الشعوب العربية المهاجرة والتي تعيش في امريكا ودول اوروبا وغيرها تخرج ايضا رغم التضييق والمنع والوعيد وتساهم بشكل كبير في صنع راي عام شعبي هناك مناصرا لفلسطين ولشعبها ولقضيتها العادلة وحقها في الاستقلال وتقرير المصير وطرد المحتل، فقد تحدوا المنع الفرنسي والبريطاني والالماني والامريكي وغيره وخرجوا مع عدد من احرار العالم المناصرين لشعب محتل يدافع عن ارضه وحقه في استرجاعها ومقاومة المحتل.
صمود المقاومة نوعي ومفاجئ للاحتلال الملفت خلال هذه الحرب والجديد هو صمود المقاومة الفلسطينية وفرض نفسها على أرض المعركة باساليب جديدة ومفاجئة للعدو ولكل العالم. اولى المفاجٱت كانت فجر يوم السبت 7 أكتوبر من خلال عمليّة طُوفان الأقصى النوعية التي اقدمت عليها فصائل المقاومة خاصة بزعامة حركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدّين القسام. يوم اعلن القائد العام محمد الضيف، بدء العملية وذلك ردًّا على انتهاكات الإحتلال في باحات المسجد الأقصى واعتداء المُستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل. عملية نوعية دكت حصون المحتل وتمكنت خلالها المقاومة من قتل واسر عدد كبير من الصهاينة غير مسبوق، الى جانب افتكاك ٱليات عسكرية واسلحة وتدمير عدد اخر منها.
مفاجٱت المقاومة لم تقتصر على سبت الطوفان، بل تواصلت مع تصعيد المحتل وقصفه العنيف ومجازره الوحشية في حق المدنيين الذين لم يسلموا حتى في المستشفيات والمخيمات التي هي حسب كل المواثيق والاعراف الدولية مناطق آمنة لا تطالها ايدي الحروب، لكن للاحتلال الصهيوني راي ومواثيق خاصة به تدوس على كل الاخلاق وتنتهك الانسانية وتمارس الوحشية والتي تنعت بها خصمها -حماس- فكم سمعنا مسؤوليهم يقولون انهم في حرب الحضارة ضد التوحش والبربرية..!! تواصلت مفاجٱت القسام وبقية الفصائل المقاومة وتنوعت من رشقات صاروخية للمستوطنات الى اقتحامات وعمليات انزال خلف نقاط تمركز العدو وقصف بالصواريخ والهاون لٱلياتهم العسكرية وجنودهم وتكبيدهم خسائر كبيرة.
ويمكن ان نشير الى اخر ظهور لأبو عبيد ة مساء اليوم والذي قال فيه: “نبشر نتنياهو وأركان حربه أنهم سيجثون على الركب في نهاية المعركة والحرب في غز ة ستكون نهايته السياسية. كما اضاف قائلا: أدخلنا في هذه المعركة للمرة الأولى عبوات تستخدم من المسافة صفر ضد الدبابات. كما ان صمود المقاومة عطل التدخل والاقتحام البري لقطاع غزة الذي هدد به المحتل منذ اليوم الاول للعدوان ولكنه الى حد للحظة عجز عن تنفيذه وكلما تكبد هزيمة وخسائرا رد الفعل بارتكاب مجازر في حق المدنيين كالتي ارتكبها البارحة في مخيم جباليا والتي خلفت قرابة 400 بين شهيد وجريح حسب مصادر من حكومة غزة.

nexus slot

garansi kekalahan 100