في ضواحي كييف وغيرها.. سكان قرى منسية يناشدون لإنقاذ حياتهم

بسبب الحرب، تعيش عشرات البلدات والقرى خطرا داهما لوقوعها في نقاط المواجهة بضواحي العاصمة الأوكرانية، ومدن الشمال والشرق الأكثر سخونة، كخاركيف، وماريوبول، وسومي، وتشيرنيهيف.

كييف- في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك مع القوات الروسية على المحور الشمالي الغربي للعاصمة الأوكرانية كييف، وتحديدا في مطار هوستوميل، ثمة قرى منسية في الجوار، باتت منذ أيام الحرب الأولى تحت السيطرة الروسية، ويعيش سكانها ظروفا مأساوية.

تقع هذه القرى على الطريق الذي سلكته القوات الروسية من الحدود البيلاروسية إلى المطار الذي تحاول السيطرة عليه وعلى محيطه منذ أيام الحرب الأولى، وقد تعرضت لعمليات قصف، قبل أن تنقطع عنها الكهرباء والاتصالات وإمدادات الغاز والمياه، منذ أكثر من 8 أيام.

صورة بالأقمار الصناعية لمطار هوستوميل شمالي كييف، حيث تواجه القرى والبلدات المحيطة خطرا داهما (الفرنسية)

ممنوعون من الخروج

من هذه المناطق، قرية “هافريلوفكا” التي يعيش فيها نحو 3 آلاف نسمة، وتبعد نحو 36 كيلومترا عن كييف، إلى الشمال من المطار، والتي وجهت نداء استغاثة للجزيرة نت، بعد أن فشلت محاولات الأهالي النزوح، ولم يستطع فرع الصليب الأحمر في أوكرانيا التدخل للمساعدة.

حول وضع هذه القرية، حدثنا أوليغ كيسيليفسكي، المسؤول السابق في الرئاسة الأوكرانية، والناشط حاليا في مجال حقوق الإنسان، والذي قال إن الأهالي حاولوا الخروج، فتم إطلاق النار على سياراتهم، وأُجبروا على العودة والتزام البيوت.

وتابع “لا يوجد انتشار للجنود الروس في القرية، لكنها محاصرة من قبلهم، وقبل أيام جاء جنود وأحصوا عدد الأطفال فيها. الأهالي خائفون من أن يتم نقل أبنائهم إلى روسيا، ويتوسلون من أجل المساعدة للخروج بسرعة قبل حدوث ذلك”.

وأضاف “وجهنا نداء استغاثة إلى فرع منظمة الصليب الأحمر في أوكرانيا، لكنه لا يستطيع الوصول إلى تلك المناطق والمساعدة مع الأسف”.

معزولون عن العالم

بصعوبة بالغة يستطيع سكان القرية التواصل مع العالم الخارجي، إذا حالفهم الحظ بالتقاط إشارة الشبكة، لشدة ضعفها.

حاولت ابنة القرية أوليكساندرا أوميلتشوك عدة مرات الاتصال بالجزيرة نت؛ ثم وجدت في خدمة “الرسائل القصيرة” (SMS) سبيلا للحديث عن معاناتها، فكتبت “أعيش في منزل أحد الأقرباء مع طفلتي وشقيقتي الصغرى وابنتها. تعرضنا للقصف، ودُمرت المدرسة وروضة الأطفال في القرية. كل المحلات مغلقة، وبدأ الطعام ينفد”.

وأضافت “انقطعت الكهرباء وإمدادات الغاز، فتوقف التدفئة. نجمع مياه الشرب للسكان اعتمادا على مضخات الديزل، لكنه سينفد في غضون يومين. نتوسل إلى كل من يستطيع المساعدة لإخراجنا عبر ممرات آمنة”.

ووفق رسالة أوميلتشوك، يلاحظ الأهالي بين الحين والآخر تحركات عسكرية روسية في جوار القرية. وقالت أوميلتشوك “نحن في خطر دائم، يشمل تبادلا لإطلاق النار بين الحين والآخر”.

القوات الروسية دخلت مدينة خاركيف
القوات الروسية خلال دخولها مدينة خاركيف (مواقع التواصل الاجتماعي)

عشرات القرى في ظروف مشابهة

وبسبب الحرب، تعيش عشرات البلدات والقرى ظروفا مشابهة في المناطق الأكثر توترا، بضواحي العاصمة الأوكرانية، ومدن الشمال والشرق الأكثر سخونة، كخاركيف وماريوبول وسومي وتشيرنيهيف.

ومن خلال مواقع التواصل، يرسل الأهالي نداءات استغاثة بين الحين والآخر، تطالب بأن تشملهم عمليات الإجلاء المعلنة عبر الممرات الآمنة، وألا تقتصر على سكان المدن فقط.

المصدر : الجزيرة

nexus slot

garansi kekalahan 100