قاض أمريكي قد ينهي مسيرة دونالد ترامب السياسية.. من هو؟
تُسلط الأضواء خلال هذه الأسابيع في الولايات المتحدة على المدعي العام المخضرم جاك سميث، الذي يُنظر إليه حاليا على أنه القاضي الذي قد ينهي المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويشرف سميث حالياً على تحقيقين جنائيين منفصلين مع الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، لكن القضايا عالية المخاطر ليست جديدة على المستشار القانوني الذي لاحق مسؤولين حكوميين سابقاً داخل الولايات المتحدة وخارجها على مدى العقدين الماضيين.وعند إعلانه اختيار سميث لهذا المنصب، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فقد وصفه المدعي العام ميريك غارلاند، بأنه “الاختيار الصحيح لإتمام هذه المسائل بطريقة عادلة وعاجلة”.
في غضون ذلك، وصف ترامب، سميث، بأنه رجل “مختل عقلياً” وأنه يأتي في المقدمة من حيث تشويهه لسمعة السياسيين المعارضين له.
ووجه المستشار الخاص البالغ من العمر 54 عاما، لائحة اتهام إلى ترامب مكونة من 40 تهمة جنائية متعلقة بسوء تعامله المزعوم مع وثائق سرية، واتهام آخر بشكل منفصل حول جهود مزعومة لترامب لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
وكان سميث أيضاً من بين أولئك الذين حققوا في الاعتداء الشائن على المهاجر الهايتي أبنير لويما، باستخدام عصا مكنسة من قبل شرطة نيويورك. فيما أدى عمله في الفريق جزئياً إلى التوصية به كمستشار خاص في قضايا ترامب، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي عام 2008، سافر سميث إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي بهولندا، وأشرف على التحقيقات في جرائم الحرب كمحقق مبتدئ في المحكمة هناك.
وعاد إلى وزارة العدل بعد عامين كرئيس لوحدة النزاهة العامة في الوزارة، والتي تقاضي على الجرائم الفيدرالية مثل الرشوة العامة وتزوير الانتخابات.
وفي مقابلة له مع وكالة أسوشييتد برس في عام 2010، تحدث عن انتقاله الوظيفي واصفاً ذلك بأنه ترك “وظيفة الأحلام من أجل وظيفة أفضل”.
لكن عندما تولى المنصب، كانت الوحدة لا تزال تتعافى من كارثة الادعاء العام التي شهدت إدانة جنائية لافتة من قبل القاضي.
وبدأت الفترة التي قضاها سميث بإغلاق بعض التحقيقات الطويلة الأمد مع أعضاء الكونغرس دون توجيه اتهامات، لكنه مضى قدماً في جهود أخرى.
وحاكمت الوحدة، المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس، جون إدواردز، لكن هيئة المحلفين برّأت إدواردز من إحدى التهم ووصلت إلى طريق مسدود في قضايا أخرى، ولم تتم محاكمته مرة أخرى.
واستغل ترامب هذه الأمثلة ليجادل في أن سميث “حطم حياة الكثيرين”، ونوه أيضاً إلى تورطه في فضيحة ضريبية لجماعات محافظة مستهدفة مزعومة.
وقال ترامب، لموقع بريتبارت الإخباري: “ما فعله كان مروعاً”. “إساءة استخدام السلطة، سوء سلوك من جانب الادعاء”.
حقق سميث العديد من الانتصارات البارزة، بما في ذلك سجن رئيس مجلس ولاية نيويورك السابق شيلدون سيلفر، بتهم الفساد.
وكذلك أدان عضو الكونغرس السابق عن ولاية أريزونا ريك رينزي- وهو جمهوري- بالفساد، لكن الأخير حصل على عفو رئاسي من ترامب لاحقاً.
في عام 2015، قبل سميث منصباً في مكتب المدعي العام الفيدرالي في ناشفيل بولاية تينيسي، ليصبح أقرب إلى العائلة.
وغادر في عام 2017 ليعمل لصالح شركة رعاية صحية خاصة بعد أن تم تجاوزه للحصول على منصب دائم، في ظل إدارة ترامب.
وبحلول عام 2018، عاد إلى لاهاي، حيث تولى منصب رئيس الادعاء بالمحكمة حول مزاعم جرائم الحرب في نزاع كوسوفو الذي حدث في التسعينيات من القرن الماضي.
وذكرت الصحيفة أنه عندما عرض غارلاند، على سميث وظيفة المستشار الخاص في واشنطن، كان فريقه يستعد لمحاكمة رئيس كوسوفو السابق هاشم تاتشي.
على الرغم من حرصه على العودة إلى وزارة العدل، كان سميث في ذلك الوقت يتعافى من العملية الجراحية التي أجراها في ساقه اليسرى بعد تعرضه لحادث دراجة ولم يعد إلى الولايات المتحدة حتى كانون الثاني/ يناير 2021.
كانت على الأقل ثاني إصابة كبيرة يتعرض لها أثناء ركوب الدراجات. ففي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصيب بكسر في حوضه بعد أن صدمته شاحنة، وهو الحادث الذي قال في مقابلة له إنه أدى به إلى عدة زيارات للعلاج الطبيعي.