قصف لنازحين في غ.زة.. غارات متواصلة منذ الصباح تقتل العشرات خلال ساعات

تستمرّ الطائرات الإسرائيلية في قصف مواقع متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات منذ فجر الثلاثاء.

واستُشهد منذ فجر الثلاثاء قرابة 79 فلسطينياً وأُصيب المئات، بينهم نساء وأطفال، نتيجة غارات إسرائيلية استهدفت عدداً من المنازل في مدينتَي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما لا يزال البحث جارياً عن مفقودين تحت ركام المنازل، وسط عدم وجود معدّات ثقيلة تساعد في الإنقاذ.

وأفادت مصادر طبية بأن “25 شهيداً بينهم أطفال ونساء وعشرات الجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في رفح جنوبي قطاع غزة”. وقالت المصادر إنّ “قصفاً استهدف منزلاً في دير البلح وسط قطاع غزة أسفر عن سقوط 7 شهداء بينهم أطفال و12 إصابة، كما وصلت إصابات إلى مجمع ناصر إثر غارات استهدفت خان يونس”. وتعرض مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف.

وقد أغارت الطائرات الحربية على منزل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصفها للمناطق الشرقية للمدينة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأعلنت حركة حماس، الثلاثاء، استشهاد تيسير إبراهيم رئيس القضاء في الحركة بقصف إسرائيلي على غزة. وأشارت إلى أن إبراهيم “استُشهد وعائلته في قصف إسرائيلي استهدف منزله في قطاع غزة”.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بتضرر أجزاء من مستشفى غزة الأوروبي والمستشفى الميداني الإماراتي بداخله جرّاء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدخل المستشفى على طريق صلاح الدين. وأضافت أن أضراراً بالغة لحقت بمستشفى الكرامة شمالي القطاع أدت إلى خروجه عن الخدمة جرّاء قصف المباني المجاورة.

وقال مدير مستشفى الصداقة التركي صبحي سكيك إنّ “أجزاء كبيرة من المشفى الوحيد للأورام في قطاع غزة ستتوقف خدماتها بسبب نقص الوقود، وسيتوقف الجزء المتبقي خلال 48 ساعة بحد أقصى، مما يجعل جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ 115 هجوماً طالت المرافق الصحية في غزة.

استهداف الصحفيين

ومساء الاثنين استُشهد صحفي وحماته في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وأُصيب عدد من أفراد أسرته بجروح ما بين حرجة ومتوسطة. وفي حي الرمال غرب مدينة غزة استُشهد 8 فلسطينيين في قصف أحد المنازل.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إنّ خسائر العدوان الإسرائيلي الحالي تجاوزت كل الحروب التي تعرَّض لها القطاع في السنوات السابقة.

وبيّن المكتب أن حصر الأضرار يشمل أعداد الشهداء والجرحى والدمار في الوحدات السكنية والمنشآت، مشيراً إلى أن الواقع الإنساني الكارثي في غزة لم يسبق له مثيل خلال الحروب السابقة.

في السياق ذاته تسببت الغارات الإسرائيلية بقتل صحفي فلسطيني، فجر الثلاثاء، في قصف نفذته طائرات حربية إسرائيلية على بناية سكنية شمال قطاع غزة، وفقاً لمصادر طبية وشهود عيان.

وأفادت المصادر لمراسل الأناضول بأن الصحفي في قناة فلسطين اليوم المحلية محمد بعلوشة استُشهد في قصف استهدف منزله بحي الصفطاوي شمال غزة. وتسبب القصف بإصابة عدد آخر من المواطنين، حسب الشهود.

كما استُشهد الصحفي عصام بهار، الاثنين، الذي يعمل في قناة الأقصى الفضائية، بصحبة زوجته جرّاء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، وجرح عدد آخر من أفراد عائلته. وبهذا ترتفع حصيلة الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي إلى 15 خلال العدوان على قطاع غزة.

قصف مناطق النازحين والتحذير من الأوبئة

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قصف إسرائيل لمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي المناطق التي طلبت من سكان شمال القطاع التوجه إليها.

جاء ذلك في بيان للأونروا الثلاثاء بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من أهالي شمال غزة المغادرة باتجاه جنوب غزة بحجة “الحفاظ على سلامتهم”.

وحذر بيان الأونروا من خطورة انقطاع مياه الشرب في غزة على حياة المدنيين، وأكد ارتفاع مخاطر الجفاف والأمراض المعدية نظراً إلى انهيار خدمات الصرف الصحي مع إغلاق آخر محطة لتحلية مياه البحر.

وحسب الأونروا يكفي احتياطي الوقود المستشفيات في غزة لمدة 24 ساعة فقط. وفي وقت سابق الاثنين نفت الأونروا التقارير التي تتحدث عن دخول الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

وقالت مديرة الإعلام بالأونروا جولييت توما: “لم تدخل أي إمدادات على الإطلاق إلى غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. لا وقود ولا طعام ولا ماء ولا أي نوع آخر من المساعدات”.

من جهتها حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، من ظهور “أوبئة خطيرة” داخل القطاع بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في سياق متصل قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إنها بحاجة إلى الوصول بشكل عاجل إلى غزة لتوصيل المساعدات والإمدادات الطبية، فيما حذّرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية طويلة الأمد في القطاع الفلسطيني.

وفي كلمة لوسائل الإعلام قال ريتشارد برينان مدير الطوارئ الإقليمية بمكتب شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية إنّ المنظمة عقدت اجتماعات مع “صناع القرار” اليوم الثلاثاء لإتاحة الوصول إلى غزة في أقرب وقت ممكن. وأضاف قائلاً: “لدينا مساعدات في جنوب رفح وننتظر السماح بالدخول إلى غزة”، في إشارة إلى معبر رفح الذي كان شرياناً حيوياً قبل القتال وبات الآن طريقاً رئيسياً لإدخال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها بشدة إلى غزة.

وفي ما يخص الغذاء أكد برنامج الأغذية العالمي أن مخزون الغذاء في متاجر غزة يكفي لأربعة أو خمسة أيام فقط.

أما مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فأكد الثلاثاء أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وأمر الإخلاء هناك يمكن أن يرقيا إلى مستوى الجريمة الدولية المتمثلة في النقل القسري للمدنيين.

وقالت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني: “نشعر بالقلق من أن هذا الأمر المقترن بفرض حصار كامل على غزة قد لا يعتبر إجلاءً قانونياً طارئاً، وبالتالي قد يصل إلى مستوى الترحيل القسري للمدنيين بالمخالفة للقانون الدولي”. ويصف مصطلح “الترحيل القسري” النقل القسري للسكان المدنيين، وهو جريمة ضد الإنسانية تعاقب عليها المحكمة الجنائية الدولية.

ولليوم الحادي عشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق، ما أسفر حتى مساء الاثنين عن 2837 شهيداً وأكثر من 12 ألف شهيد، وأكثر من 1200 مفقود بينهم 500 طفل، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن القطاع.

وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول أطلقت حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.

وخلال العملية أسرت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى “عشرات الإسرائيليين، بينهم جنود وضباط”، خلال عملية تسلل واسعة النطاق لمستوطنات غلاف غزة، وفق ما أعلنته الحركة حينها.

TRT عربي – وكالات

nexus slot

garansi kekalahan 100