قوات فاغنر بين الولاء لروسيا والطعنة في الظهر

اعداد : الماجدة ودرنايز

 

 فاغنر وصفها البعض بانها شركة عسكرية خاصة ويرى البعض الآخر انها مجموعة روسية عسكرية شبه رسمية فهي وحدة تتمتع حسب الصحيفة “نيويورك تايمز ” باستقلالية وتتبع وزارة الدفاع الروسية ،ويشار إلى ان مؤسسها هو دفتري اوتكين وهو ظابط روسي سابق في القوات الخاصة وحملت اسمه السري فاغنر لكنها الآن مملوكة لرجل الأعمال يفيغيني بريغوجين الملقب باسم “طباخ بوتن” بإدارته شركة كونكورد المنظمة لحفلات الاستقبال بالكرمنيل وتضم مزيجا من المقاتلين يقدمون خدماتهم مقابل المال.
بدأت العمل لأول مرة مع ظم روسيا لشبه جزيرة القرم سنة 2014 ونفذت هجمات في شرق أوكرانيا يقول مسؤولون برطانيون ان عدد مقاتلي فاغنر ارتفع من نحو الف إلى ما يقرب 20 الف مقاتل في اكرانيا، اي نحو 10 % من اجمالي القوات الروسية على الأرض.
افتتح بريغوجين اول مقر لفاغنر في مدينة سان بطرسبورغ الروسية ، وقال في بيان أن مهمة مركز فاغنر هي توفير بيئة مريحة لتوريد افكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا وتحسين القدرة الدفاعية لروسيا لا يمكنه إخفاء حقيقة الاتهامات لفاغنر بإرسال مسلحيها لعدة دول في أمريكا اللاتينية وافريقيا وتنفيذ ما يوصف بالعمليات القذرة في مناطق النازعات المختلفة.
و نظرا كون فاغنر تعد سلاح بوتن المفضل، فهي مجموعة مكلفة بآداء مهام عسكرية وأمنية في انحاء العالم تضم قادة عسكريين سابقين ومرتزقة ، ففي سوريا انتشرت فاغنر لدعم النظام السوري منذ 2016 خصوصا حول حقول النفط في دير الزور ، وخطفت الانظار أكثر بعد مقتل عدد من افرادها في غارة أمريكية عام 2018 وتنشط فاغنر في ليبيا منذ 2016 وتدعم القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر ، وكشف تقرير سري للأمم المتحدة وجود أكثر من 1000 من عناصرها لكن تقارير أخرى تقدرهم بالآلاف . كما تنتشر قوات فاغنر في جمهورية افريقيا الوسطى لحراسة مناجم الذهب والألماس وتشير تقارير إلى وجود الذهب في مدغشقر والموزمبيق والسودان ،
وكان آخر انتشار لها في مالي بعد انسحاب القوات الفرنسية من هناك يعني حيث ما تكون مصالح روسيا تكون فاغنر الا ان صعود مجموعة فاغنر وهيمنتها في المعركة باكرانيا أصبح يشكل مصدر ازعاج للكرمنل في ظل تشكل جناحين عسكريين متمثلين في الجيش الروسي بقيادة وزير دفاعه سيرغي شويغو وفي مجموعة فاغنر بقيادة يفيغيني بريغوجين ظهر الخلاف واضحا في جانفي حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على بلدة سوليدار الأوكرانية دون أي إشارة إلى قوات فاغنر في إعلانها، وفي المقابل اعلن يفيغيني بريغوجين النصر بطريقته ونسب الفضل إلى مجموعته لتضطر وزارة الدفاع إلى تعديل بيانها والاعتراف بفضل فاغنر في الإنجاز .
الخلاف الذي ظهر في العلن لم يكن الأول و ليس الاعنف، إذ تطاول زعيم فاغنر في تصريحات سابقة على مسؤولي وزارة الدفاع في جرأة غير مسبوقة بلغت حد اتهامهم بالخيانة و وصفهم بعدم الكفائة، وقد شملت انتقادات بريغوجين وزير الدفاع شويغو نفسه إضافة إلى رئيس الأركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف الذي عين لاحقا قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا بدلا من سيرغي سوروفيكين الذي يعد المفضل لدى بريغوجين في خطوة يرى الكثيرون انها محاولة من بوتن لتقليص حجمه والحد من نفوذه،
ففي كل الأحوال لا يجب أن تتجاوز فاغنر حدودها في محاولة التحول من موقع التنفيذ إلى إتخاذ القرار وربما تحولها لاحقا إلى خصم سياسي محتمل، فوجود فاغنر في اكرانيا لا يعدو كونه محاولة من موسكو للتمويه والتقليل من شأن خسائرها اما دوليا فرغم أهمية وجود فاغنر لخدمة أجندة الكرملين الخارجية فإن الحفاظ على وجود مسافة بينها وبين الدولة ظروري لنأي بنفسها عن اي تجاوزات وفضائع قد يرتكبها مقاتلوها خصوصا بعد تصنيفها منظمة اجرامية دولية في لوائح البيت الأبيض، فضلا عن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بريغوجين لدوره في فاغنر، وقبل ذلك فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية لدور إحدى شركاته التي تعرف باسم ” وكالة الابحاث على الإنترنت ” في التأثير على الانتخابات الأمريكية عام 2016 .
القوة المتزايدة لهذه المجموعة يبدو أنها بعثرت أوراق القيادة الروسية لاسيما بعد إعلان فاغنر عن ان لديها طموحاتها لتحويل شركته العسكرية الخاصة إلى جيش ” اديولوجي ” ، فضلا عن خلافات الرجل مع القادة العسكريين الروس وفي ظل تحذيرات عالمية من حظر هذا النوع من المجموعات العسكرية مستقبلا فهل تشكل فاغنر تهديدات لبوتن مستقبلا ؟
هذا السؤال يمكن الإجابة عنه من خلال الأحداث الأخيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية في جوان 2023، حيث قامت قوات فاغنر بتمرد داخل روسيا حيث كشفت تقارير إعلامية محلية، أن جنودا من الجيش الروسي نصبوا موقعا للمدافع الرشاشة على الطرف الجنوبي الغربي للعاصمة موسكو، في خضم تمرد قوات “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة.
وقالت صحيفة “فيدوموستي” الروسية إن الجنود الروس نصبوا موقعا للمدافع الرشاشة وعززوا من الإجراءات الأمنية على طرق المدينة. وكان قد أعلن قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، التمرد المسلح ضد الدولة الروسية، مشيرا إلى أن موسكو سيكون لها رئيس جديد.
وقال بريغوجين إنه وعناصره البالغ عددهم 25 ألفا “مستعدون للموت” من أجل “تحرير الشعب الروسي”. وفي أعقاب ذلك، بدأ الجيش الروسي عملية عسكرية للتصدي لتمرد فاغنر، الذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه “طعنة في الظهر”.
يقول المحلل السياسي الروسي،فلاديمير ماتوزوف ان التاريخ الروسي يحفل بنماذج لأبطال اختاروا في البداية التضحية من أجل الوطن، لكنهم ارتكبوا أفعالا صنفتهم ضمن الخائنين وهذا ينطبق على وحدات فاغنر. مشيرا إلى أن تمرد قائد فاغنر كاد أن يؤدي إلى انهيار الدولة الروسية لو وجدت حركته استجابة لدى الشارع، وكانت روسيا ستدخل في حرب أهلية الا ان تصريحات وزير الخارجية الروسي بدت نافية لاي مخاوف من خلال تصريحه أن تمرد فاغنر سيجعل بلاده أقوى وأكثر صلابة اذ اعتبر وزير خارجية روسيا وأكثر صلابة اذ اعتبر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الجمعة بأن التمرد الذي نفذته قبل أيام مجموعة فاغنر شبه العسكرية بقيادة يفغيني بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية، سيجعل بلاده “أقوى وأكثر صلابة”. لكن وفيما تسعى موسكو إثر الأحداث التي تسببت بأسوأ أزمة منذ وصول بوتين إلى السلطة عام 1999 أن تظهر أن الوضع عاد لطبيعته، اعتبر مراقبون بأن عدم ملاحقة المتمردين ما هو إلا دليل على “ضعف الكرملين”.

nexus slot

garansi kekalahan 100