كأس آسيا قطر 2023.. ملاعب مونديالية تحتضن منافسات البطولة

وستلعب منافسات البطولة، التي تشهد مشاركة 24 منتخبا، خلال الفترة من 12 جانفي إلى 10 فبفري 2024 على ملاعب “الجنوب والمدينة التعليمية والبيت والثمامة واستاد خليفة الدولي وأحمد بن علي”، المونديالية، إضافة إلى استاد جاسم بن حمد واستاد عبدالله بن خليفة.

وتعد 6 من ملاعب كأس آسيا في قطر 2023 من إرث مونديال قطر 2022، التي تميزت بتفردها في تاريخ بطولة كأس العالم لما تتميز به من مواصفات فريدة أبرزها خاصية التبريد التي أذهلت كل العالم عندما طوعت قطر التكنولوجيا المتطورة في مجال التبريد لصالح رياضة كرة القدم بجعل الملاعب صالحة للتنافس في كل فصول السنة، وفي أكثر أيام فصل

الصيف سخونة كانت ملاعب قطر مهيأة لاستضافة مباريات كرة القدم، مما جعل قطر محط أنظار كل العالم والمنقذ للاتحاد الآسيوي في أشد الأوقات حرجا، حيث نجحت ملاعب قطر في استضافة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم وتصفيات الملحق المؤهل إلى كأس العالم ودوري المجموعات في كأس دوري أبطال آسيا في الوقت الذي عجز العالم عن تسيير نشاطه الرياضي إبان جائحة كورونا “كوفيد-19”.

وبفضل المميزات الهائلة التي تتمتع بها الملاعب القطرية نجحت قطر في الفوز بشرف استضافة منافسات كأس آسيا 2023 بعد أشهر قليلة من تقدمها بملف الاستضافة بعد اعتذار الصين عن استضافة البطولة.

ومن أبرز الملاعب التي ستستضيف عددا من مباريات كأس آسيا 2023 استاد المدينة التعليمية، وهو أنشئ خصيصا لاستضافة مباريات مونديال قطر 2022، وقد استضاف 8 مباريات خلال نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، وقد تخطى إجمالي عدد المشجعين من أنحاء العالم الذين استقبلهم الاستاد خلال المباريات الثماني 350 ألف مشجع.

وفي هذه النسخة من البطولة التي تميزت بالشمولية على نحو استثنائي، استمتع المشجعون من مختلف القدرات بحضور المباريات في استاد المدينة التعليمية بفضل خدمات الوصول الميسر التي أتيحت لهم، بما في ذلك “غرف المساعدة الحسية” التي استقبلت ما يقرب من 35 مشجعا خلال المباريات الثماني، والعروض الترفيهية التي قدمها فنانون من مختلف

القارات للمشجعين في طريقهم للاستاد، ومتطوعو تسهيل الوصول الذين ساهموا في أن يحظى كافة المشجعين بتجربة سلسة وممتعة أثناء حضورهم المباريات.

وبعد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 استمر استاد المدينة التعليمية، في خدمة أعضاء المجتمع المحلي والإقليمي والدولي في مرحلة إرث ما بعد البطولة، حيث يمثل الاستاد وجهة طلابية مع نقل مقري مدرستين تابعتين لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إلى محيط مجمع الاستاد، كما يمثل وجهة مركزية للرياضات النسائية، ومساحة للتعلم لكافة الأفراد من جميع الأعمار.

أما استاد أحمد بن علي، الذي استضاف 7 مباريات في دور المجموعات من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فسيكون مسرحا لاستضافة عدد من مباريات كأس آسيا قطر 2023.

ويتسع استاد أحمد بن علي لأكثر من 45 ألف مشجع ويقع في منطقة أم الأفاعي، على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب من وسط الدوحة، وافتتح استاد أحمد بن علي يوم 18 ديسمبر 2020 عندما استضاف نهائي كأس الأمير بين السد والعربي.

وتتمثل أهم سمات الاستاد في واجهة خارجية مذهلة تتجمل بعناصر تعرض جوانب الثقافة القطرية مثل القيم العائلية وجمال الصحراء والحياة النباتية والحيوانية إلى جانب التجارة المحلية والدولية، وتتجمع كل هذه العناصر في تصميم على شكل درع يرمز إلى القوة والوحدة المرتبطتين ارتباطا خاصا بمدينة الريان.

واستاد أحمد بن علي من الملاعب التي أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أنها ستدخل ضمن “الإرث والاستدامة”، حيث أصبح بعد كأس العالم FIFA قطر 2022 مقرا لنادي الريان الرياضي.

وبني استاد أحمد بن علي في موقع الملعب القديم لنادي الريان، وتتزين واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية بكل روعة. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي البلاد.

وحصل الاستاد على ثلاث شهادات مرموقة من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” التي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد”، في استدامة التصميم والبناء من فئة الأربع نجوم، وإدارة التشييد من الفئة الأولى، ونسبة كفاءة الطاقة الموسمية.

ويستخدم الاستاد تقنية تبريد صديقة للبيئة (DC) عبر محطة مركزية بسعة تبريد تبلغ 16000 طن، وتقوم المحطة بتزويد الاستاد بالمياه المبردة من خلال محطة توليد الكهرباء ومن هناك لعدد كبير من وحدات معالجة الهواء المنتشرة في الموقع لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لمنطقة المدرجات والملعب. في الوقت نفسه، يكون المبنى أكثر كفاءة في استخدام

الطاقة بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالمباني الأخرى من هذا النوع، كما أنه يستخدم مياها أقل بنسبة 20 بالمئة.

من ناحيته سيمثل استاد الجنوب بمدينة الوكرة، محطة جديدة لعشاق كرة القدم من خلال استضافته لعدد من مباريات كأس آسيا قطر 2023، حيث يتميز الاستاد بطابعه الخاص وتصميمه الفريد ومنطقته العريقة التي تمثل جزءا من تراث دولة قطر، وهي مدينة الوكرة ذات الطابع القطري المتميز، التي امتهن أهلها حرفة اصطياد اللؤلؤ والغوص في عمق البحار،

كما أنهم يعتزون بها كجزء مهم من تاريخ بلادهم الذي تعتز وتفتخر به الأجيال.

وشهد الاستاد المونديالي العديد من المباريات الحاسمة ببطولة كأس العالم، حيث استضاف 6 مباريات بدور المجموعات، وفي دور الستة عشر استضاف استاد الجنوب المباراة التي جمعت بين منتخبي اليابان وكرواتيا وانتهت بالتعادل الإيجابي 1 – 1، قبل أن يحسمها المنتخب الكرواتي بركلات الترجيح بنتيجة 3 – 1.

وسيفتح استاد خليفة الدولي الذي استضاف 8 مباريات في المونديال من مرحلة المجموعات حتى دور الستة عشر، إضافة إلى مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث، أبوابه لاستضافة عدد من مباريات كأس آسيا قطر 2023. فهو أحد أقدم الملاعب في منطقة الخليج، وقطر بصفة خاصة، ويجسد العراقة القطرية في كرة القدم من خلال احتضانه لأغلب الأحداث

الرياضية التي جرت على مر العقود الخمسة الماضية.

ويعد استاد خليفة الدولي، الذي أنشئ عام 1976، أحد أبرز معالم كرة القدم في المنطقة، ولطالما عرفت مدرجاته أهازيج المشجعين من أبناء الخليج العربي على مر السنين وهم يتابعون فيه مباريات بطولات كأس الخليج لكرة القدم “خليجي”، ودورات الألعاب الرياضية، العربية والآسيوية، والعديد من المباريات الدولية الودية في مناسبات مختلفة. وسيكون استاد

خليفة الدولي، على موعد من جديد مع التميز، وذلك عندما يستضيف مباريات بطولة كأس آسيا 2023.

ويتسع الملعب لأربعين ألف مشجع، وتم فرش أرضيته بعشب طبيعي يلائم طبيعة الأجواء القطرية، كما أنه أكثر جاهزية وسلاسة في بوابات الدخول والخروج، بالإضافة إلى زوايا الجلوس فيه، حيث يستمتع فيه الجميع برؤية تفاصيل الملعب واللاعبين من جميع الزوايا.

أما استاد الثمامة الذي احتضن ثماني مباريات في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فهو من الملاعب التي ستستضيف عددا من مباريات كأس آسيا 2023، والملعب ذو التصميم الفريد يعد واحدا من الملاعب التي خلدت إرثا باقيا لأجيال قادمة، حيث تميز بتصميمه الفريد في جذب أنظار العالم إليه من خلال تصميم الاستاد الدائري على شكل (القحفية)،

ويعتبر هذا الاستاد مشروعا وإرثا للأجيال القادمة من خلال متانته وتقنياته الحديثة والمواد المستخدمة في تشييده.

افتتح الاستاد على مستوى الحضور الجماهيري وتشغيل المنشأة بمباراة نهائي كأس الأمير بين فريقي السد والريان في أكتوبر 2021.

وحصل استاد الثمامة على شهادة الاستدامة من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء، ومن فئة التميز في إدارة البناء، والتي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد” تقديرا للالتزام بمعايير الاستدامة خلال مراحل التصميم والبناء، وهو ملعب صديق للبيئة.

أما ملعب استاد البيت أحد ملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فسيجذب الأنظار إليه من جديد من خلال احتضانه لعدد من المباريات الهامة في بطولة كأس آسيا 2023، فهو من أكثر الملاعب تميزا، حيث يجسد التصميم المميز والفريد للملعب جزءا مهما من ماضي دولة قطر ويحاكي حاضرها، كما أنه الملعب الذي استضاف المباراة الافتتاحية

للمونديال بين قطر والإكوادور.

ويعد استاد البيت، نموذجا يحتذى في عالم إنشاء الاستادات مستقبلا، كونه صرحا عالمي المستوى يجمع بين تحقيق أهداف الإرث والاستدامة والتنمية الصديقة للبيئة، واضعا في الحسبان المتطلبات المجتمعية المستقبلية.

واستوحي تصميم الاستاد من بيت الشعر “الخيمة” الذي سكنه أهل البادية الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثا عن الكلأ والماء منذ آلاف السنين.

ويقع استاد البيت في مدينة الخور، على بعد 35 كيلومترا شمال العاصمة الدوحة، ويتميز بأنه يقع على طريق الخور الساحلي مباشرة ما يسهل الوصول إليه عبر عدة منافذ لتسهيل الدخول والخروج منه.

وتبلغ سعة مدرجات الملعب 60 ألف متفرج، واستضاف 9 مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022، منها 6 مباريات في دور المجموعات، ومباراة واحدة في كل دور من أدوار ثمن النهائي وربعه ونصفه.

وتم افتتاح استاد البيت رسميا بمهرجان فني وكروي ضخم في 30 نوفمبر 2021 بمباراة افتتاح بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 بين منتخبي قطر والبحرين، وفاز بلقبها منتخب الجزائر.

ولقد حصل استاد البيت على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس”، وقد تم اعتماد منظومة “جي ساس” من الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وتضمن تلبية البنية التحتية الخاصة بالبطولة لمجموعة من المعايير البيئية الصارمة.