مسن فلسطيني ترك ابنته مصابة دون أن يعرف مصيرها لكنه فضّل أن يُنقذ بقية أفراد الأسرة وأن يضحي بابنة واحدة على أن يُضحي بكل أفراد أسرته

وطن- بكت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة، بحرقة وهي تروي جانبا من مآسي الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وكانت هبة عكيلة تروي تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين والمصابين في غزة، واستعرضت حالة سيدة بترت يدها وكانت الناجية الوحيدة من أسرتها ومعها طفلتها.

وأضافت أن هذه السيدة خرجت من مستشفى الشفاء بيد مبتورة، واليد الأخرى تحمل طفلتها، وعندما وصلت لمحافظة خانيونس كانت في وضع صعب.

أوضاع مأساوية للنازحين

وأشارت هبة عكيلة -وهي تبكي- إلى رصد إصابات شديدة جدا وأوضاع مأساوية بين النازحين، مؤكدة أن الأوضاع تتفاقم بطريقة لا يمكن وصفها.

وتابعت، بينما كان بكاؤها يزداد حرقة: “نتحدث عن آلاف الشهداء نعم، لكننا نتحدث أيضا عن حالات إنسانية وأسر بأكملها وصلت إلى جنوب قطاع غزة وهم يحملون أطفالهم المصابين والمبتورين”.

واستكملت: “شاهدنا حالات لا يمكن وصفها.. الأطباء تحدثوا عن إصابات بالغة، وعن أوضاع إنسانية لأسر لا يمكن أن تُحتمل”.

وشددت هبة عكيلة على أن إفراغ المستشفيات بهذه الطريقة من قِبل جيش الاحتلال من المصابين وأهالي الشهداء كان أمرا مأساويا.

مسن يضحي بابنتها لإنقاذ بقية أفراد أسرته

وتحدثت عن حالة مسن، ترك ابنته مصابة دون أن يعرف إن كانت ظلت على قيد الحياة من عدمه، لكنه فضّل أن يُنقذ بقية أفراد الأسرة ويخرج وأن يضحي بابنة واحدة على أن يُضحي بكل أفراد أسرته.

وقالت هبة عكيلة: “هكذا أصبح الوضع الإنساني هنا في غزة.. هكذا أصبحت الصورة، هكذا يُشاهد كل العالم ما يحدث في غزة”.

قصف إسرائيلي مكثف على المستشفيات

ودخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يومها الـ36، وسط تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للمستشفيات، فيما كسرت حصيلة الشهداء حاجز الـ11 ألفا.

وتسببت الغارات الإسرائيلية التي طالت كل مستشفيات شمال قطاع غزة، في نزوح قسري للآلاف الذين كانوا يتخذون منها مآوى لهم.

وارتقى عدد من الشهداء وسُجِّلت بعض الإصابات إثر غارات استهدفت مبنى العيادات في مجمع الشفاء الطبي.

جاء ذلك في وقت تستمر فيه الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدة محاور ومناطق بالقطاع.