وزير خارجية قطر: التصريحات الإس.رائيلية تقوّض جهود الإفراج عن الأسرى

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، تعاون قطر مع تركيا لإيجاد حلّ للأزمة في قطاع غزة، ضمن قرارات الشرعية الدولية، معرباً عن استنكاره للتصريحات الإسرائيلية المستفزة التي تقوّض جهود الإفراج عن الأسرى.

وجدّد، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة، إدانة قطر استهداف المدنيين وسياسة العقاب الجماعي، ورفضها التعامل مع أزمة غزة بازدواجية المعايير. وقال: “لا نجد أصواتاً كافية لرفع الظلم عن أهل غزة، ونشدد على ضرورة إيصال المساعدات، ووقف سياسة التهجير القسري.

وإذ شدد على أنّ حلّ الأزمة يتطلب تواصلاً مستمراً، والعمل على خفض تدهور الأوضاع، وحشد الجهود الدولية، أشار إلى أن المباحثات بشأن إطلاق سراح الأسرى في غزة مستمرّة، آملاً الوصول إلى نتائج.

وأكد الوزير القطري أن الحلّ الوحيد هو السلام المستدام والشامل الذي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وفق القرارات الدولية.

بدوره، قال وزير الخارجية التركي: “نولي أهمية لدور قطر، والجهود التي بُذلت لإطلاق الرهائن تستحق الإعجاب”، مؤكداً دعم الجهود القطرية في موضوع تبادل الأسرى.

وحذر فيدان من أن أي عملية برية في غزة من شأنها تحويل الوحشية إلى مذبحة كاملة، مؤكداً بذل أنقرة جهوداً دبلوماسية مكثفة لوقف التصعيد وضمان عدم تكراره.

ولفت فيدان إلى أنّ إسرائيل تستهدف المدنيين في غزة حتى في المدارس، والجوامع، والكنائس، وعلى العالم وضع حدّ لهذه الوحشية، مضيفاً: “لا نقبل سياسة العقاب الجماعي في غزة أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم”.

واتفق وزير الخارجية التركي مع نظيره القطري بشأن ازدواجية المعايير، مشدداً على وجوب إيجاد حلّ لما يحصل في غزة، واصفاً منع دخول المساعدات إلى القطاع بـ”كارثة”.

أمير قطر: لفتح ممرات آمنة في غزة وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليمياً

إلى ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمكتبه في الديوان الأميري، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، والوفد المرافق.

وجرى خلال المقابلة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية “قنا”، استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها، وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية، ولا سيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، أكد أمير قطر موقف بلاده الثابت من إدانة جميع أشكال استهداف المدنيين، وضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، مشدداً على ضرورة فتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليمياً.

وتنشط الدبلوماسية القطرية منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، على رأسها “كتائب القسام”، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته، واحتجزوا خلالها نحو 220 رهينة وأسيراً من إسرائيليين وأجانب، وحمَلة جنسية مزدوجة.

ونجحت الوساطة القطرية إلى الآن في الإفراج عن أربع محتجزات: أميركيتين الجمعة، وإسرائيليتين الاثنين.

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي، إنّ قطر تركز جهود الوساطة على إطلاق سراح المحتجزين في غزة، وهو أمر منفصل عن المناقشات الأوسع نطاقاً لخفض التصعيد.

وحذر الأنصاري من أنّ أي اجتياح بري إسرائيلي لغزة سيعقّد جهود إعادة المحتجزين، والقدرة على إعادتهم سالمين.

وطالب الأنصاري، الذي رفض الكشف عن تفاصيل الوساطة التي تقوم بها الدوحة للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، لحساسية وتعقيد هذا الملف، إسرائيل بخفض التصعيد ووقف إطلاق النار للسماح بإخراج المحتجزين، داعياً المجتمع الدولي والشركاء في المنطقة والعالم، إلى العمل على وقف إطلاق النار، ووقف سياسة العقاب الجماعي، وقتل المدنيين، والنساء، والأطفال، وفتح الممرات الإنسانية من أجل وصول المساعدات الإنسانية.

كذلك تحدث الأنصاري عن محاولات من بعض الأطراف لإفساد جهود الوساطة وكيل الاتهامات لدولة قطر.

وأعرب الأنصاري عن تفاؤله بإحراز تقدم بملف المحتجزين، مؤكداً أن الإفراج عن المحتجزات الأربع أثبت أن الدور القطري يمكن البناء عليه، وأن الجهود القطرية ستستمر في هذا الموضوع، مؤكداً ضرورة الدعم الدولي لجهود الوساطة بهذا الصدد.

وثمّن الأنصاري موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ودعوته إلى وقف العنف، مجدداً التأكيد أن قطر تعمل من أجل إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة.

وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قد صرّح، اليوم الأربعاء، بأنّ قطر تحوّلت إلى جهة أساسية، ولها تأثير في تسهيل الحلول الإنسانية.

وتعليقاً على ذلك، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق نفتالي بينت، إنّ “حكومة إسرائيل تخطئ على المستوى الأخلاقي والعلمي”، باعتبار قطر وسيطاً بالتحركات الإنسانية، في ظل الحرب على غزة، على حد زعمه.

وكتب بينت عبر حسابه على منصة إكس، أنّ قطر “ليست شريكاً أساسياً في العمليات الإنسانية والعمليات الدبلوماسية، قطر هي العدو نفسه”، زاعماً أنّ “قطر تموّل وتساعد وتقوي تنظيم حماس (..). هدف إسرائيل المعلن إبادة حماس. هدف قطر على العكس تماماً: إنقاذ حماس”.

nexus slot

garansi kekalahan 100