4 شهداء وجرح جنود إس.رائيليين.. الاحتلال يقتحم جنين ومروحيات تقصف الضفة لأول مرة منذ 20 عاما

أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل وإصابة 62 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية صباح اليوم الاثنين، في حين أصيب 7 جنود إسرائيليين بجروح.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجنود الإسرائيليين أصيبوا في كمين لمسلحين فلسطينيين في جنين، وإن بعضهم في حالة خطيرة، فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن جميع الجنود المصابين هم من جنود حرس الحدود وجروحهم بين طفيفة ومتوسطة.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن طائرات قصفت أهدافا في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية قبل 20 عاما.

كما أفاد مراسل الجزيرة بقصف مروحية عسكرية إسرائيلية هدفا في حي الجابريات بمخيم جنين.

وقال جيش الاحتلال إن هدف العملية العسكرية في جنين هو اعتقال مطلوبين فلسطينيين.

وأكد مراسل الجزيرة أن طائرات الأباتشي والمسيّرات الإسرائيلية ما زالت تحلق في سماء جنين، مع سماع أصوات اشتباكات متقطعة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال.

كما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه يواصل تنفيذ “نشاط عسكري” في المخيم، مشيرا إلى أن عمليته العسكرية يتم تأمينها برا وجوا، وأن سحب آلياته العسكرية من هناك سيستمر عدة ساعات.

كما أعلن أنه يحقق بشأن العبوة الناسفة التي وضعت أمام مركباته في جنين ونوعيتها.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مقاتلات من طراز إف-16 تحلق فوق المدينة ضمن نشاط الجيش الإسرائيلي فيها.

تفجير مدرعة

من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الجنود الإسرائيليين أصيبوا بجروح بين طفيفة ومتوسطة إثر تفجير مدرعة أقلتهم خلال الانسحاب من أحد المواقع في مدينة جنين.

وأفاد مراسل الجزيرة بإعطاب الآلية العسكرية الإسرائيلية خلال تفجير مقاومين فلسطينيين عبوات في أطراف المدينة.

وأكد الجيش الإسرائيلي انفجار قنبلة في المركبة وإصابتها بأضرار أثناء انسحاب قوات الاحتلال من جنين.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العبوة المتفجرة في جنين بلغ وزنها 40 كيلوغراما، وتمكنت من إخراج مركبة عسكرية متطورة من الخدمة.

وأفاد شهود عيان بأن مروحيات عسكرية شوهدت تنقل الجنود المصابين إلى مستشفيات داخل إسرائيل.

وقالت وسائل إعلام -نقلا عن مصادر عسكرية- إن قذيفة أطلقها مقاومون اخترقت إحدى المركبات المصفحة وانفجرت داخلها وأصابت كافة الجنود بإصابات مختلفة، وإن عملية إخراج الجنود المصابين والمركبات الخمس المحاصرة من موقع التفجير استمرت أكثر من ساعة.

واستدعت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية لمساندة عناصرها.

وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنين إنها تمكنت من إيقاع قوة صهيونية تابعة لقوات الاحتلال في مخيم جنين بكمين محكم، وإنها أمطرتها بوابل من العبوات المتفجرة تلته زخات كثيفة من الرصاص.

وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي إن عناصرها اشتبكوا مع قوات خاصة للاحتلال تم اكتشافها في منطقة الجابريات بمخيم جنين.

وذكرت أنها فجرت عبوات شديدة الانفجار لأول مرة في قوات الاحتلال بشكل مباشر، وأن اثنين من مقاتليها استشهدا خلال التصدي لجيش الاحتلال.

كما حذرت حركة الجهاد الإسلامي جيش الاحتلال من أن اللجوء إلى الغارات الجوية سيدفع المقاومين لاستخدام وسائل ستفاجئه، وفق تعبيرها.

من ناحية أخرى، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تعرقل وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين في جنين، مشيرا إلى أن مركبة إسرائيلية عسكرية صدمت سيارة إسعاف فلسطينية بشكل متعمد لمنع وصولها لإنقاذ المصابين.

كما قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال استهدفت الصحفيين خلال تغطيتهم لاقتحام جنين ومخيمها، وإن صحفيا أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال استهداف الطواقم الإعلامية في العملية العسكرية.

ردود فعل

وتعليقا على العملية، قالت حركة حماس إن الاحتلال الإسرائيلي أبعد ما يكون عن حسم المعركة في جنين.

بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية “عدوان الاحتلال” على جنين “تصعيدا خطيرا في ساحة الصراع”، مطالبة بموقف أميركي حازم يرتقي إلى مستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من استعمار استيطاني وجرائم اضطهاد من قبل إسرائيل، وفق تعبيرها.

وقالت الوزارة -في بيان لها- إن استخدام الجيش الإسرائيلي المروحيات الحربية في الضفة الغربية “تصعيد خطير واستخفاف بالموقف الأميركي الداعي لوقف جميع الإجراءات أحادية الجانب”.

كما أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عملية الجيش الإسرائيلي، وقال في كلمة له “صباح دامٍ في جنين نتيجة اقتحام جيش الاحتلال للمدينة والمستمر، إن الصمت الدولي والمعايير المزدوجة تشجع هذه الحكومة المتطرفة على ممارسة المزيد من القتل والهدم والترويع”.

وقررت السلطة الفلسطينية عقد اجتماع طارئ اليوم الاثنين ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين.

كما أدانت مصر “الاعتداء” الإسرائيلي على جنين وما واكب ذلك من عمليات قصف جوي وإطلاق نار ضد المدنيين، وفق ما جاء في بيان للخارجية المصرية.

وأضاف البيان أن “مثل هذه الاعتداءات لا تؤدي إلا إلى تأجيج الأوضاع وتنذر بخروجها عن السيطرة وتقويض مساعي خفض التوتر في الأراضي المحتلة”.

ذات الموقف عبرت عنه الأردن حيث أدانت “العدوان” الإسرائيلي على جنين داعية إلى تحرك دولي “فوري وفاعل” لوقفه، وفق بيان للخارجية الأردنية.

وأدانت الخارجية التركية بدورها “بشدة” مقتل الفلسطينيين الأربعة، وبينهم طفل، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية جنين.

وأردفت -في بيان لها- “نجدد دعوتنا للحكومة الإسرائيلية إلى وضع حد فوري لهذه الأعمال غير المقبولة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والتي من شأنها أن تؤدي إلى دوامة عنف”.

ونقلت وكالة رويترز عن مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك أنه “قلق للغاية حيال الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك إعدامات على ما يبدو من جانب القوات الإسرائيلية”.

عملية واسعة

في المقابل، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن الوقت قد حان لشن عملية واسعة شمالي الضفة الغربية وإدخال القوات الجوية والمدرعة، وإنه سيطلب عقد اجتماع طارئ للمجلس الأمني والسياسي المصغر.

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه “لا ملاذ للإرهاب ولن يكون موجودا في أي مكان سواء في جنين أو نابلس أو غزة”، مشيرا إلى أن إسرائيل “ستصل لكل مخرب وسيكون القتال بلا هوادة بنهج هجومي واستباقي”.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي قولها إن “قواعد اللعبة تغيرت” بعد عملية جنين.

حملة اعتقالات

وتأتي العملية الإسرائيلية بعد ساعات من اعتقال قوات الاحتلال 5 فلسطينيين خلال حملة اعتقالات ودهم شملت مناطق عدة في الضفة الغربية.

وقال جيش الاحتلال في بيان إن قواته اعتقلت 3 مواطنين من بلدة حوسان بقضاء بيت لحم، كما اعتقلت مواطنا من بلدة حوارة جنوبي نابلس، بالإضافة إلى فتى من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين.

وأضاف أن قواته تعرضت لإطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة أثناء حملة الاعتقالات وردّت بإطلاق النار، مشيرا إلى أنه لم تقع إصابات في صفوف قواته، وقال إنه نقل المعتقلين الفلسطينيين إلى مراكز التوقيف للتحقيق معهم بتهمة مقاومة الاحتلال.

المصدر : الجزيرة

nexus slot

garansi kekalahan 100