“إكسبو الدوحة 2023” يحصد أكبر مشاركة دولية في تاريخه
يحظى معرض “إكسبو 2023 الدوحة للبستنة“، الذي انطلقت فعالياته اليوم الاثنين ويتواصل لغاية 28 مارس 2024، بأكبر مشاركة دولية في تاريخ النسخ السابقة من معارض الإكسبو الخاصة بالبستنة، وذلك بمشاركة 82 دولة ومنظمة دولية، بينها 16 دولة عربية و27 دولة أفريقية، و17 دولة أوروبية و22 دولة آسيوية، و3 دول من قارة أميركا اللاتينية، إضافة إلى 7 منظمات دولية.
المعرض الذي افتتح برعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يجسد شعار “صحراء خضراء، بيئة أفضل”، إذ يدعم موضوع مكافحة التصحر بأربعة مواضيع فرعية هي: الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا والابتكار، والوعي البيئي، والاستدامة.
وافتتح أمير قطر المعرض في حديقة البدع بالدوحة، وسط حضور رسمي مميز من عدد من رؤساء الدول والحكومات، فيما من المتوقع أن يستقبل المعرض 3 ملايين زائر من حول العالم على مدى 6 أشهر.
ويُعتبر المعرض، الذي يقام لأول مرة في منطقة ذات مناخ صحراوي، فرصة مهمة، لا سيما للبلدان الصحراوية الحارة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة التحديات التي تواجهها في مجال التصحر والاستدامة، وذلك من خلال اقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في الصحراء وإرساء بيئة من التعاون والشراكة في أفق هذا الحدث العالمي، علماً أن قطر لديها العديد من المبادرات المهمة في الزراعة والعمل على زيادة المساحات الخضراء والأمن الغذائي.
وفي كلمة له خلال حفل افتتاح المعرض، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن “إكسبو الدوحة 2023” يضع في أولوياته الحفاظ على البيئة في المستقبل، مضيفاً: “نؤمن أن المهام العظيمة لا تنجز إلا بتبادل الخبرات الدولية، ونجدد الدعوة لمزيد من الحلول الصديقة للبيئة في مختلف نواحي الحياة”.
بدوره، قال المفوض العام للمعرض بدر بن عمر الدفع: “سيكون إكسبو 2023 الدوحة منصة تجمع أطرافاً متعددة من أجل مناقشة الحلول والتحديات البيئية”، مشيراً إلى أن قطر ستحقق عوائد كثيرة من تنظيم الحدث الدولي، منها على سبيل المثال، تعزيز مشاريع الدولة في مجال الاستدامة الوطنية بالاطِّلاع على آخر التقنيات، والأبحاث ذات الصلة بالزراعة والأمن الغذائي والوعي البيئي.
ويتوقع المنظمون أن ينعكس استقبال المعرض نحو 3 ملايين زائر، على مدى 6 أشهر، إيجاباً على قطاع الضيافة والفندقة والزراعة ومختلف المرافق السياحية في قطر، كما سيمنح رجال الأعمال والقطاع الخاص فرصة للتعرف إلى شركاء جدد وإبرام صفقات واتفاقيات، سواء من داخل قطر أو من الدول المشاركة.
ويسلط المعرض الضوء على موقف قطر كدولة تسهم في التنمية المستدامة والعمل لمجابهة التغير المناخي، انطلاقاً من رؤيتها الوطنية في تعزيز التنمية الحضرية الشاملة، التي تدمج بسلاسة الاعتبارات المتعلقة بالتوسع الحضري وتوزيع السكان.
تجدر الإشارة إلى أن افتتاح المعرض جرى وسط حضور رسمي مميز، وهو أول معرض دولي للبستنة من فئة “إيه 1” (A1) في قطر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ودخل المبنى الرئيسي لمعرض “إكسبو 2023 الدوحة للبستنة”، الذي نفّذته هيئة الأشغال العامة (أشغال)، موسوعة “غينيس” العالمية للأرقام القياسية لامتلاكه أكبر سطح أخضر في العالم، والذي يمتدّ على مساحة تقدّر بنحو 4031 متراً مربعاً.
ويُعد معرض إكسبو قطر للبستنة أحد أبرز الأحداث العالمية في مجال البستنة والزراعة؛ حيث يجمع بين الابتكارات في مجال البستنة والتصميم المستدام والحفاظ على البيئة، كما يسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة وتعزيز الاستدامة في مجال البستنة والزراعة.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الماضي، كشف المفوض العام لإكسبو 2023 الدوحة، أن المعرض سيشهد أكبر مشاركة دولية في تاريخ جميع النسخ السابقة من معارض الإكسبو الخاصة بالبستنة، متوقعاً أن تزيد المشاركات الدولية عن 80 دولة ومنظمة دولية.
من جهته، قال الأمين العام للمعرض محمد علي الخوري، لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن “إكسبو قطر 2023” يهدف إلى تعزيز الوعي بالزراعة وحماية البيئة، وتوسيع التعاون مع الشركاء بقضايا الاستدامة ومشاكل المياه والري. ولفت الخوري إلى سعي قطر لتكون دولة مستدامة من خلال زيادة الرقعة الخضراء، واستخدام أساليب الري الحديثة.
وأفاد رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة المعرض ووزير البلدية عبد الله بن عبد العزيز السبيعي بأن إكسبو قطر 2023 سيعمل على إشراك المجتمع الدولي من أجل تحقيق مستقبل مستدام، لافتاً إلى أن قطر تسعى من خلاله إلى تعزيز مفهوم المدن الخضراء في منطقة الشرق الأوسط.
وأقيم المعرض الدولي للبستنة لأول مرة عام 1960 في هولندا، بهدف تحقيق الانسجام بين البشر والطبيعة.
مشاركة تركية وازنة في “إكسبو الدوحة للبستنة”
وصرح وزير التجارة التركي عمر بولات بأن بلاده ستقدم أنجح النماذج في مجال الطاقة المتجددة وحماية البيئة والتجارب الزراعية في المعرض، موضحاً في تصريح صحافي، اليوم الاثنين، أن بلاده ستشارك في المعرض بجناح على مساحة 1024 متراً مربعاً، وبوفد تجاري مكون من 150 شخصاً.
وأضاف الوزير: “نُظم منتدى تجاري بين رجال الأعمال الأتراك والقطريين، على أن تعقد اجتماعات ثنائية بين رجال الأعمال من البلدين”، حسب ما نقلت “الأناضول”.
وأكد بولات أن معارض إكسبو تعد من أرقى المشاريع في العالم، وأن تركيا شاركت 37 مرة واستضافت واحداً من المعارض في أنطاليا عام 2016.
وأضاف أنهم يولون أهمية كبيرة لتطوير العلاقات التجارية الثنائية والتعاون الاقتصادي مع قطر، التي تربطها علاقات صداقة متجذرة بتركيا.
ولفت أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 2.3 مليار دولار العام الماضي، وأن الجانبين يبذلان جهودا كبيرة لزيادة هذا الرقم.
وأشار بولات إلى أن 727 شركة تركية استثمرت في قطر، وفي المقابل، استثمرت الشركات القطرية بأكثر من 10 مليارات دولار في تركيا.
