وذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى تسريح ما يصل إلى 250 من الجنود الذين شاركوا في الحرب على غزة من الخدمة.

وأظهرت البيانات التي حصل عليها الموقع مدى تأثر الصحة العقلية والنفسية للجنود منذ بداية العملية البرية على غزة، التي أتت في أعقاب الهجوم الذي نفذته حركة حماس في مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

ويقول الموقع إن 76% من الجنود عادوا إلى ساحة المعركة بعد العلاج الأولي في الميدان، لكن “حالة ما يقرب من 1000 عنصر منهم لم تتحسن حتى الآن وكانوا بحاجة إلى مزيد من التأهيل”.

ولفت الموقع إلى أن الجنود الذين ما زالوا يعانون من الأعراض سيعانون في مرحلة لاحقة من “اضطرابات ما بعد الصدمة“.

وبحسب الموقع، ظهرت أعراض صدمة المعركة على ما لا يقل عن 1600 جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة قبل شهرين.

ووفقا للبيانات التي عرضها الموقع لأول مرة، فقد عاد 76% من الجنود إلى القتال بعد العلاج الأولي من قبل الجنود في الميدان، أو من قبل ضباط الصحة العقلية الملحقين بالوحدات والمتواجدين باستمرار بالقرب من جبهات القتال.

الأعراض والعلاج

ويمكن أن تظهر أعراض الصدمة القتالية أثناء أو بالقرب من نشاط ما، وقد يشعر الجندي الذي يعاني منها، من بين أمور أخرى، بتسارع النبض، وزيادة التعرق، وزيادة مفاجئة في ضغط الدم، واهتزاز الجسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، والارتباك وعدم القدرة على التحكم والارتباك في التركيز.

وتحمل صدمة المعركة أيضًا تأثيرات عقلية بعيدة المدى، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والأرق ونوبات الغضب المفاجئة وضعف القدرة العاطفية.

هناك علاج أولي لصدمة المعركة، يعيد للجندي وظائفه ويخلصه من الشعور بالعجز الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، بحسب الموقع، ومع ذلك، إذا استمرت أكثر من 4 أسابيع، فقد تتدهور حالة الجندي إلى اضطراب شديد بعد الصدمة، الأمر الذي يتطلب تدخلاً علاجيًا أكثر تعمقًا.

وبالفعل، وبحسب المعطيات التي حصل عليها موقع “والا”، فقد تم تسريح نحو 250 جنديا من الخدمة بسبب استمرار أعراض صدمة المعركة في الحرب على غزة.

بالإضافة إلى ذلك، تظهر البيانات أنه خلال الحرب وصل إلى مركز تأهيل الجبهة الداخلية “ملشا” ما بين 900 إلى 1000 جندي، وهم جنود لم تتحسن مساعدتهم النفسية في الميدان حالتهم ويحتاجون إلى علاج إضافي، فضلاً عن جنود يعانون من أعراض ليست ناجمة عن القتال نفسه، بل عن تبعات يوم السابع من أكتوبر الماضي.

يتم إجراء العلاجات الفردية والجماعية، فضلاً عن التدريب البدني، في الملشا، بهدف تخفيف أعراض صدمة المعركة والتمكين من العودة إلى الوظيفة الكاملة في أقرب وقت ممكن.

وقد عاد 75% من المرضى في الملشا إلى النشاط، ولكن تم تخفيض عددهم من قبل الجيش، فعادوا إلى الخدمة في دور الخطوط الأمامية.

 وبحسب الموقع، يتم نقل الجنود الذين يحتاجون إلى مساعدة جسدية أو عقلية أو مالية بعد انتهاء خدمتهم إلى قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع.

ومنذ بداية القتال وحتى اليوم، يعالج في جناح إعادة التأهيل حوالي 3475 جريحاً من الجنود، الرجال والنساء، بدرجات مختلفة من الإصابة.

بالإضافة إلى ذلك، فمنذ بداية الحرب، تم تقديم حوالي 760 طلبًا للمساعدة لأسباب عقلية، ولكن لن يتم بالضرورة الاعتراف بجميع المتقدمين على أنهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وذلك نظراً لقصر الفترة الزمنية التي مرت بين حادثة الإصابة وتاريخ تقديم الطلب، حيث أن التشخيص المهني قد يتغير لاحقاً.

يشار إلى أن جناح إعادة التأهيل يعالج أكثر من 64,000 معاق في الجيش الإسرائيلي من جميع الفترات، ومن بين هؤلاء، تم التعرف على 8,640 شخصًا على أنهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

واعتبارًا من بداية عام 2023، تم التعرف على 2,301 طلبًا لأسباب نفسية، 1,911 منهم لعلاج ما بعد الصدمة والإجهاد الناتج عن الصدمة، والباقي للإصابات العقلية الأخرى.