الشكندالي : العجز التجاري لتونس مع الجزائر بلغ أرقاما مفزعة

تعليقا على انعقاد اللجنة التونسية الجزائرية المشتركة الكبرى بالعاصمة الجزائرية يوم الاربعاء 5 اكتوبر 2023 قال استاذ الاقتصاد رضا الشكندالي ان معطيات المعهد الوطن للإحصاء تشير الى أن العجز التجاري لتونس مع الجزائر بلغ أرقاما مفزعة،أي  حوالي 3 مليار دينار خلال الثمانية أشهر الأولى لهذه السنة أي ضعف ما كان عليه في نفس الفترة من السنة الماضية و4 أضعاف ما كان عليه في نفس الفترة من السنة التي قبلها، وهو ما يفسر التبعية التكنولوجية للاقتصاد التونسي للجزائر من حيث الطاقة، المادة اللازمة لدوران العجلة الاقتصادية في تونس. ويعتبر العجز التجاري مع الجزائر الثالث بعد الصين (5،5 مليار دينار) وروسيا (4،4 مليار دينار) وقد فاق حتى العجز التجاري مع تركيا (1،9 مليار دينار)
-وأضاف الشكندالي في تدوينة على صفحته الفايسبوك ” فقد صدرت تونس الى الجزائر مبلغا محتشما حوالي 731 مليون دينار أي 1،7% من الصادرات الجملية والبالغة 40،6 مليار دينار، لكنها وردت من الجزائر 3،7 مليار دينار أي 7% من الواردات الجملية والتي بلغت في ال8 أشهر الأولى لهذه السنة 52،8 مليار دينار”
 وتتشكل الصّادرات التونسيّة نحو السّوق الجزائريّة،أساسا من الصّناعات التحويليّة (36%) والصناعات الميكانيكيّة (32%) والمواد الإلكترونيّة (13%) والمواد المنجميّة (8%) والمنتجات الغذائيّة والفلاحيّة (6%)
لكن العلاقات الاقتصادية بين تونس والجزائر تتجاوز هذه الأرقام، ففي فترات حرجة قدمت الجزائر دعما ماليا لتونس وضخت كميات من الغاز في في الوقت المناسب لمنع انقطاع التيار الكهربائي عن التونسيين في فترات الذروة في الصيف ودعت السياح الجزائريين للإقبال بكثافة على الفنادق التونسية لدعم الموسم السياحي في تونس
واضاف قائلا ” أعتقد أن البعثة التونسية، من خلال هذه الزيارة، تبحث عن بديل مالي يمكن أن يعوض خيبة الأمل التي عاشتها الحكومة التونسية من الجانب الأوروبي بعد المبلغ الهزيل الذي اقترحه في إطار تفعيل مذكرة التفاهم وانسداد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وإصرار رئيس الدولة على عدم التعامل معه على الأقل بالنسبة لهذه السنة”
وقال الشكندالي ” كما يمكن للبعثة التونسية أن تناقش مع الجزائر إمكانية إدارة موضوع الهجرة غير المنظمة القادمة من الحدود الجزائرية بدون تدخل الجانب الأوروبي.”
واضاف ” ويمكن كذلك أن يكون موضوع الانضمام للبريكس موضوع نقاش بين الحكومتين من أجل التنسيق المشترك حول هذا الموضوع خاصة بعد أزمة الخبز وصعوبة توفر المادة الأساسية لصنعه وهي الحبوب خاصة بعد استعداد الجانب الروسي توفيره لبعض البلدان بعد التراجع عن إيقاف اتفاقية الحبوب لهذه البلدان.
وختم استاذ الاقتصاد رضا الشكندالي بالقول ” الجزائر من ناحيتها تريد أن تستفيد من الجانب التونسي حول إمكانية تطوير الاقتصاد الجزائري وتنوعه بعد خيبة الأمل الذي لحقته من جراء رفض ملفه من طرف البريكس من أجل هذه النقطة بالذات خاصة وأن تونس ذهبت أشواطا كبيرة على مستوى الانفتاح الاقتصادي حيث يعتبر الاقتصاد التونسي بالرغم من هناته الاقتصاد الأكثر تنوعا في المنطقة مع الاقتصاد المغربي. وسيحظى تحسين مناخ الأعمال في الجزائر بالاهتمام، لكن كذلك أيضا في تونس بما أن هذا الملف هو موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

nexus slot

garansi kekalahan 100