وطن – سادت مواقع التواصل الاجتماعي موجة جدل واسعة بشأن الملياردير ورجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، الذي بات اسمه يتردد كثيرا مؤخرا وتكبدت شركتيه “أمريكانا” و”نون” للتسويق الإلكتروني، وغيرهما من مجموعة شركاته الكبيرة خسائر فادحة جراء حملة المقاطعة بسبب دعمه للاحتلال الإسرائيلي في حربه الوحشية على غزة.

وكانت حملة عربية قد انطلقت الشهر الماضي ولاقت تفاعلا كبيرا، لمقاطعة الإمارات ومنتجاتها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأس تلك الشركات “شركة أمريكانا” الأشهر عربياً والتي تمت مقاطعتها رفضاً للموقف الإماراتي المتساوق مع الاحتلال الإسرائيلي.

واستدعت المقاطعة مجلس إدارة “أمريكانا” الذي يرأسه رجل الأعمال الإماراتي محمد العبّار، إلى نشر بيان يُوضّح من خلاله “تأثر الشركة بالتطورات الجيوسياسية بالمنطقة على المدى القصير”.

وفي ظل حملات المقاطعة التي كبدت شركات رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار خسائر فادحة يدور التساؤل عن هذه الشخصية وما إذا كانت محبة للاحتلال الإسرائيلي ودور استثماراته في التطبيع مع إسرائيل.

من هو محمد العبار؟

وحسبما نقل موقع “الإمارات71” في تقرير له فإن محمد العبار من مواليد دولة الإمارات في 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1956.

ويحمل العبار شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال من “جامعة سياتل” بالولايات المتحدة الأمريكية.

ومنحت جامعة سياتل محمد العبار درجة الدكتوراه الفخرية.

مؤسسات أدارها محمد العبار تثير الكثير من الشكوك

وتحدث التقرير عن الكثير من المؤسسات التي أسسها ويديرها محمد العبار أو كان عضوا في إدارتها وهو أمر لافت للغاية وغريب أن يكون له إدارة ورئاسة هذا الكم الهائل من المؤسسات:

-رئيس مجلس إدارة كل من “مجموعة شركات أمريكانا” و”تريد ويندز”

– مؤسس “منصة نون” للتسويق التي تلقت خسائر فادحة بعد حملات مقاطعتها.

-مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة إعمار العقارية”

-رئيس مجلس إدارة كل من “شركة إعمار للتطوير”،

-رئيس مجلس إدارة “شركة إعمار المدينة الاقتصادية”.

-مدير شركة “نمشي” القابضة.

-إداري في شركة “إيه إن آتش” القابضة.

-إداري في شركة “”ANH HOLDINGS LIMITED في مركز دبي المالي العالمي.

– عضو مجلس إدارة “مجموعة نور الاستثمارية” التابعة لـ”مجموعة دبي”.

-عضو اللجنة التحضيرية لـ”معرض إكسبو دبي الدولي 2020″.

-عضو مجلس إدارة “صندوق الوطن”.

-المدير العام المؤسِّس لـ”دائرة التنمية الاقتصادية في دبي”.

-عضو “المجلس التنفيذي لإمارة دبي” و”مجلس دبي الاقتصادي”.

– عضو مجلس إدارة “هيئة الأوراق المالية والسلع”، و”بنك دبي التجاري”.

-رئيس مجلس إدارة “شركة أملاك للتمويل” بين 2004 و2007.

-رئيس مجلس إدارة “شركة دبي للكابلات” بين 1993 و2007.

-نائب رئيس مجلس إدارة “شركة دبي للألمنيوم” بين 1992 و2003.

-نائب رئيس مجلس إدارة “مركز دبي التجاري العالمي” بين 1992 و2002.

رئيس “اتحاد الإمارات للغولف” منذ 1995 وحتى 2007.

-رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمار والتطوير العقاري (إيجل هيلز).

و تتخذ شركة هيلز من أبوظبي مقراً لها، وتتولى تمويل وتطوير مشاريع واسعة النطاق في عدد من الأسواق العالمية.

ومحمد العبار هو أيضاً مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة موارد أفريقيا الشرق الأوسط” وأحد كبار المؤسسين والمساهمين في “شركة آر إس إتش” في سنغافورة.

محمد العبار
محمد العبار أسس ويدير العديد من الشركات والمؤسسات

رجل الأعمال الإماراتي المحب لإسرائيل!

وأكد التقرير أن مواقف عديدة تثبت أن رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار من داعمي الاحتلال وعشاق التطبيع ومن المحبين لإسرائيل.

واستدل الموقع بما تحدث به العبار على هامش مؤتمرات التطبيع عام 2019 حين تحدث في “ورشة المنامة الاقتصادية” عن أهمية ما سمي “صفقة القرن” اقتصادياً.

وركّز العبار بشكل مكثف على “أهمية الاستثمار والدخول بالمشاريع الموعودة في خطة السلام الأمريكية أي في (صفقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي)”.

وسبق أن أشاد مهندس خطة السلام الأمريكية جاريد كوشنر بمحمد العبار خلال “مؤتمر البحرين” ووصفه بأنه “محب للشعب اليهودي” وفق ما نقلته صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية.

المؤسس الفعلي لأول كنيس يهودي في الخليج

ويُعد العبّار المؤسس الفعلي لأول كنيس يهودي في الخليج العربي ، الذي أقامه في إمارة دبي ولهذا بحسب موقع “الإمارات 71” لم يأتي مديح كوشنر من فراغ.

وحظي أول كنيس يهودي في مدينة دبي بمباركة وتشجيع من رئيس مجلس إدارة شركة “إعمار” العقارية محمد العبار، وفق ما أكدته وكالة بلومبيرغ الأمريكية.

وتلقى محمد العبار هدية من اليهودي إيلي إبشتاين وهي عبارة عن لفافة التوراة قبل ثلاث سنوات، أمر بتغليفها بغطاء مخملي ومطرزة بالذهب ومنقوش عليها إهداء باللغة العربية.

حلقة وصل بين أبوظبي والاحتلال

وبذلك يعد العبار أحد حلقات الوصل بين سلطات أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي للتطبيع وبدأت جهوده من أجل “صفقة القرن” في عام 2005.

وفي ذلك الوقت زار العبار الأراضي الفلسطينية المحتلة (إسرائيل) لعقد اجتماع سري مع أرييل شارون (رئيس حكومة الاحتلال في ذلك الوقت) وشمعون بيريز.

وجرى اللقاء بتنسيق من إفرايم سنيه وزير النقل في عهد شارون. وعرض العبار خطته لشراء أراضي قطاع غزة من الاحتلال قبل بضعة أشهر من خروج آخر المستوطنين اليهود من القطاع.

والتقى سنيه العبّار قبل ذلك عام 2001 في الإمارات وهو أول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة سرية ورسمية إلى الإمارات ووصف رجل الأعمال الإماراتي بصديقه العزيز.

متبرع سخي للإسرائيليين

وفي تلك الفترة كان العبّار يتبرع بسخاء طوال 18 عاماً لما يسمى “المبادرة الوطنية للأمن الغذائي في تل أبيب” وهي أحد مشاريع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وقدم محمد العبار “المساعدات لآلاف الأسر الإسرائيلية” حسبما أعلنته وسائل إعلام عبرية بعد توقيع اتفاقية التطبيع في 2020.

ويقول رجل الأعمال الإسرائيلي والبروفيسور يتسحاق كريس بأنه التقى “العبّار” خلال مؤتمر “السلام من أجل الازدهار” الذي عقده الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البحرين عام 2019م، والذي وضع الأساس لـ”اتفاقيات ابراهام”.

محمد العبار ورجل الأعمال الإسرائيلي يتسحاق كريس
محمد العبار ورجل الأعمال الإسرائيلي يتسحاق كريس

وعزز العبار وكريس تعاونهما من أجل تقديم خدمات الرعاية الصحية المبتكرة من مركز “شيبا” المملوك لكريس إلى دولة الإمارات وخارجها، وعقب إعلان اتفاقية التطبيع زاد التعاون وارتباط العبّار بالاحتلال الإسرائيلي ورجال الأعمال القريبين من المتطرفين الصهاينة.

وبعد التطبيع اتخذ “محمد العبار” من فكرة كريس حول تعارف العائلات والاعتناء بها مبدأً لجهوده؛ وشجع الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم على “القدوم للإمارات واستكشاف شذراتها الثقافية والتاريخية الغنية والرائعة”.

كما وجه العبار الدعوات إلى الإسرائيليين “لزيارة السوق القديم في دبي والتعرف على السكان المحليين المليئين بالحب والفرح، وتناول القهوة معهم ليعرف بعضهم البعض”.

  • اقرأ أيضا:
خسائر فادحة لـ”نون” الإماراتية.. ما علاقة مالكها محمد العبار بإسرائيل؟

كما كرر فكرته لإدماج الاسرائيليين وسط الإماراتيين وأثار جدلا في كلمته خلال المؤتمر الاقتصادي الإماراتي الإسرائيلي الذي عقد على هامش مؤتمر جيتكس في ديسمبر2020.

وفي ذلك الوقت تحدث العبار عن أنه يبحث عن العلاقات الأسرية قبل العلاقات الاقتصادية مع “إسرائيل” وبأن “العمل مع إسرائيل سيأتي لا محالة.

“زيارتك لأمي وزيارتي لأمك الإسرائيلية”

ومن جملته التي لا تنسى في مدى الانبطاح للاحتلال الإسرائيلي قال محمد العبار: “أتحدث عن زيارتك لأمي وزيارتي لأمك الإسرائيلية.. أنا حريص جدًا على لم شمل العائلة هذا وأن يعرف الناس بعضهم البعض”.

وعبر العبار في ذلك الوقت عن حرصه: “أن يتعرف أطفالنا على أصدقائنا من أطفال إسرائيل وأن يخلقوا تلك الوحدة”.

لكن أي تطبيع شعبي لم يكن مرحباً به وسط الإماراتيين حسبما أكد موقع الإمارات71.

 

وأكد الموقع الإماراتي المعارض فشل التطبيع الشعبي، وأضاف أن تلك الحملة اصطدمت بوعي المواطنين الإماراتيين والمقيمين العرب والمسلمين في الدولة.

  • اقرأ أيضا:
الإماراتي محمد العبار لقناة إسرائيلية نحن جميعاً نعيش في كوكب صغير

ومنذ بدء التطبيع كان المواطنون حذرون وحريصون على عدم الاحتكاك بالإسرائيليين اليهود.

وبعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر 2023، في قطاع غزة أصبح مستحيلاً تحقيق هذا التطبيع وغيره، وفق ما أكده موقع الإمارات71.

وحتى فجر الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 لم يصدر عن “العبّار” موقف محدد مما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الفلسطينيين في قطاع غزة؛ وهو أمرٌ يأخذه المواطنون الإماراتيون والخليجيون والعرب بجدية كبيرة.

وختم موقع الإمارات71 بتساؤل عن محمد العبار: “هل يحب أصدقاءه الأعزاء الإسرائيليين لدرجة تضحيته بترك إرث سيئ الصورة بين أهله وعائلته؟”.