يأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه “مجلس السلم والأمن الإفريقي“، في التوصل لاتفاق بشأن الانقلاب في النيجر، وقرر عقد اجتماع آخر دون تحديد موعده.

وقال دبلوماسيون ومحللون في الشأن الإفريقي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الانقلاب العسكري في النيجر يحصد أرضًا جديدة كل يوم، لتتبدد الآمال الدولية في إنهاء سيطرته على نيامي وعودة السلطات الدستورية، بالنظر للتضامن الشعبي داخلياً، وتضامن عدد من دول الجوار مع القادة العسكريين الجدد، فضلًا عن فشل الاتفاق على تدخل عسكري حاسم لإنهاء الأزمة.

أحداث متسارعة

  • فاجئ المجلس العسكري في النيجر، العالم أجمع بإعلان عزمه محاكمة الرئيس محمد بازوم بتهمة “الخيانة العظمى” و”تقويض أمن” البلاد.
  • وفق مجلة تايم الأميركية، فإنه إذا ثبتت إدانته، فقد يواجه بازوم عقوبة الإعدام، وفقا لقانون العقوبات في النيجر.
  • قال المجلس العسكري إنهم منفتحون على الحوار مع دول غرب إفريقيا لحل الأزمة المتصاعدة.
  • ندد النظام الحاكم بعقوبات إيكواس “غير القانونية واللاإنسانية والمهينة”.
  • يتزايد الضغط الدولي على المجلس العسكري لإطلاق سراح بازوم وإعادته للحكم.
  • أعطت مجموعة “إيكواس” النظام مهلة 7 أيام لإعادة بازوم وهددت بالقوة العسكرية إذا لم يحدث ذلك، لكن مرّ الموعد النهائي دون أي إجراء من أي من الجانبين.
  • في مذكرة لقوات الأمن السنغالية، اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، أمرت “بإعادة التجميع” من القواعد في السنغال كجزء من مساهمتها في مهمة الإيكواس في النيجر، لكن ليس من الواضح ما الذي أمر بالتحرك، أو وجهة تلك القوات.
  • يوم الأحد، تعرضت قوات الأمن النيجيرية لكمين من قبل مقاتلين يعتقد أنهم مع تنظيم داعش الإرهابي الذين هاجموهم على عشرات الدراجات النارية.

موقف واشنطن

من جانبه، حدد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، صامويل وربيرغ، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، موقف بلاده من تطورات الأوضاع في النيجر بالقول:

  • القائمة بأعمال نائبة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند، التقت مؤخرًا مع أعضاء من “المجلس الوطني لحماية الوطن” في النيجر ووضحت أن هناك مسارًا دبلوماسيًا يمكن أن يؤدي إلى استعادة النظام الدستوري، وأشارت إلى وجود عواقب إذا لم يختاروا هذا المسار.
  • مساعداتنا الخارجية التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات معرضة للتهديد.
  • نجري محادثات مستمرة مع مجموعة واسعة من الشركاء الدوليين وفي النيجر، بما في ذلك الرئيس محمد بازوم وأعضاء آخرين من حكومته.
  • قام وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالتواصل بشكل متكرر مع بازوم لنقل دعم الولايات المتحدة غير القابل للتزعزع له وديمقراطية النيجر.

مستقبل الأزمة

بيد أن مدير مركز رصد الصراعات في الساحل الإفريقي، محمد علي كيلاني، يرى في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الانقلاب العسكري في النيجر أصبح واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه، نظرًا لعدد من الأسباب، تشمل:

  • التضامن الشعبي الكبير في الداخل.
  • تضامن دول الجوار حيث لوحت عدة دول بدعم المجلس العسكري ومنها بوركينا فاسو ومالي، اللتان تعارضان أي تدخل عسكري محتمل، بالإضافة الى عدد من القيادات الدينية والاجتماعية لدول نيجيريا التي يتزعم رئيسها الحملة العسكرية ضد الانقلابيين في نيامي.
  • تتحدث السلطات الجديدة على اعتزام محاكمة بازوم في جريمة الخيانة العظمى وتعريض البلاد للتدخل الخارجي.
  • كل ذلك يدفع إلى أن الأمر أصبح معقدًا للغاية أمام طموح عودة حكم بازوم.

وبشأن رد فعل الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا إزاء تلك الخطوات، أشار “كيلاني” إلى أن “تلك الدول سيكون عليها تقبل سياسة الأمر الواقع، أو مواجهة تحديات حرب إقليمية انتهت بخروجها من باقي الدول الأفريقية”.

وشدد على أن الاستعداد للتدخل العسكري يحتاج عمليا لـ 6 أشهر؛ لأن جيوش هذه الدول غير مستعدة للحرب في الصحراء، في مواجهة جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو.