تلفزيون قطر.. ثلاثة وخمسون عاما من العطاء والتألق والنجاح

الدوحة – قنا
 أشعل تلفزيون قطر، اليوم شمعة جديدة في مسيرته المباركة، احتفالا بالذكرى السنوية الثالثة والخمسين لانطلاق بثه الرسمي، في الخامس عشر من أغسطس عام 1970، وذلك بعد عامين تقريبا من انطلاق بث إذاعة قطر عام 1968.

وظل ذلك اليوم محفورا وخالدا في ذاكرة المشاهدين القطريين والعرب، فقد كانوا على موعد مع ميلاد شاشة عربية جديدة تنضم إلى قائمة الشاشات وقنوات البث التلفزيوني العربي والدولي لتنقل للمشاهدين صورة متكاملة وصادقة عن دولة قطر الواقعة على ضفاف الخليج في شرق الوطن العربي، وعن تطلعات أبنائها وحاضرهم وماضيهم وطموحاتهم وعطائهم وإنتاجهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وثرات آبائهم وأجدادهم.

ويشكل هذا التاريخ ذكرى يفتخر بها كل مواطن وكل إعلامي على أرض الوطن، وهي أيضا مناسبة عزيزة وغالية على قلوب كل من سكن هذه الأرض الطيبة، وخصوصا أولئك الذين عاصروا انطلاقة الشاشة القطرية ومخاطبتها للمشاهد العربي لأول مرة، في مسيرة يزيد عمرها اليوم عن خمسة عقود، اتسمت وتميزت على الدوام بالتفوق والعطاء والوفاء والتألق والنجاح.

جاء ميلاد تلفزيون الدولة الرسمي وانطلاق بثه وبرامجه المتنوعة ونشراته الإخبارية، في وقت تزايدت فيه أهمية الإعلام، وبروزه كوسيلة حديثة للتواصل ومخاطبة الجماهير، ودوره في الرقي بالمجتمعات والنهوض بها عبر ربطها بالصوت والصورة والكلمة الصادقة بمختلف الأحداث والتطورات والمستجدات في جميع أرجاء المعمورة.

ومنذ ذلك اليوم قبل ثلاثة وخمسين عاما، أصبح تلفزيون قطر ضيفا حاضرا في كل منزل عبر مختلف الأرجاء والبقاع والمؤسسات في هذا الوطن، من خلال نشراته الإخبارية وبرامجه السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والرياضية والعلمية والفنية والطبية، فضلا عن المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية وغيرها، متألقا ومتميزا في إبداعاته وعطائه وريادته بين شاشات المنطقة الخليجية خصوصا والوطن العربي بشكل عام، وقد نالت برامجه وإنتاجه الكثير من الجوائز في ساحات المنافسة الإعلامية العربية.

وقد أسهم التلفزيون، عبر برامجه وفعالياته المختلفة، في تعزيز الولاء والانتماء والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقيم الاجتماعية والثقافية للشعب القطري، كما شكل محطة لطلبة الإعلام والصحافة الراغبين في دخول ساحات البث المرئي وتزويدهم بالخبرات والتدريبات اللازمة التي تزيد كفاءاتهم المهنية، ومثل ساحة ومنصة إعلامية نشطة لتشجيع الكوادر الوطنية وإنتاج الأعمال الدرامية والفنية والبرامج المتنوعة.

وكانت بداية بث تلفزيون قطر عام 1970 بالأبيض والأسود، وفي عام 1974 بدأ بثه بالإرسال الملون، وفي عام 1982 انطلق بث القناة الثانية 37 باللغة الإنجليزية، وعرض من خلالها المسلسلات والأفلام الأمريكية والهندية، وكذلك البرامج الوثائقية والفكاهية.

كما كانت تنقل المباريات الرياضية والمناسبات الهامة على الهواء، علما أنه تم إيقاف بث هذه القناة في 27 / 7 / 2014، وفي عام 1981 افتتح في تلفزيون قطر استديو للأعمال التلفزيونية (استديو 4)، الذي تم إغلاقه بعد 20 سنة من افتتاحه وأصبح جزءا من مبنى “بي إن سبورت”، الجزيرة الرياضية سابقا. وفي عام 1998 بدأ البث الفضائي للقناة الأولى عبر الأقمار الصناعية، مثل عرب سات، ونايل سات، وهوت بيرد.

وقد حظي تلفزيون قطر، كغيره من وسائل الإعلام الوطنية، برعاية كاملة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكافة المسؤولين القائمين على المؤسسة القطرية للإعلام، كي يؤدي رسالته بكفاءة وتألق، ويواصل مسيرته وتطوير برامجه وخدماته المقدمة لجمهور المشاهدين.

وقد مر تلفزيون قطر بالعديد من المراحل والمحطات التطويرية، وجاء التطوير الأول عام 2001، حيث تغير شكل التلفزيون من حيث الشعار ونمط البرامج والفواصل والإعلانات وغيرها، ليواكب البث الفضائي الذي انتقل إليه، وأصبح ينتج الأعمال الدرامية التاريخية سنويا في شهر رمضان المبارك، كمسلسل “عمر”، وفي منتصف عام 2011 تم الإعلان عن إنشاء استوديو جديد للبرامج بالقرب من مبنى التلفزيون، وكان أول برنامج يبث منه قبل افتتاحه رسميا هو برنامج المسابقات “الليوان” عام 2011 في شهر رمضان المبارك، وبعدها تم إيقاف العمل فيه لحين تجهيزه بالكامل وافتتاحه رسميا، وقد تم تسليمه للجنة دعم وتطوير العمل التلفزيوني.

وجاء التطوير الثاني لتلفزيون قطر منتصف عام 2011، حيث تم الإعلان عن خطة تطوير جديدة وشاملة له تحت إشراف لجنة دعم وتطوير العمل التلفزيوني، وتم إنشاء مبنى جديد له ملاصق لاستوديو البرامج الذي تم بناؤه آنذاك، وجرى تزويده بأحدث أجهزة البث العالمية.

ويعتبر تلفزيون قطر من أوائل القنوات العربية التي تضم تلك الأجهزة والمعدات الحديثة بالكامل، كما تم بناء استوديو آخر بداخل المبنى الجديد، وهو مخصص لبث نشرات الأخبار.

وكانت الانطلاقة الجديدة لتلفزيون قطر في الثالثة والنصف بتوقيت الدوحة من يوم الأحد الموافق 16 / 12 / 2012، بعد أن توقف بثه من المبنى القديم عقب نشرة الأخبار، وعند الساعة السابعة والنصف من اليوم ذاته انطلق تلفزيون قطر بشكل ومضمون جديدين، حيث تغير شعار القناة، الذي يعتبر الثالث من نوعه بعد شعاري الصقر والدانة، كما ظهرت وجوه جديدة شابة على الشاشة من مذيعي برامج وأخبار، وتم بث القناة بنظام FULL HD 1080i، ما جعلها أول قناه خليجية وعربية تبث بهذا النظام من غير تشفير

ولتلفزيون قطر ثلاثة شعارات حتى الآن، وكان الصقر هو أولها وصممه مهندس الديكور بتلفزيون قطر في ذلك الوقت المصري فؤاد محمد أحمد الشبيني الذي صمم شعار دولة قطر واستخدم الشعار في بدايات افتتاح تلفزيون قطر وحتى نهاية عام 2000، حيث تميز الشعار بعدة أمور مركبة هي: الصقر وهو الجزء الأبرز فيه ويعبر عن الأصالة العربية، ثم برج الإرسال الأرضي ويقع في الجزء الأوسط من الشعار، ويستخدم البرج في البث الأرضي ولا يزال موجودا حتى الآن ويمكن للمار بالقرب من مبنى التلفزيون مشاهدته، ثم البكرات وتقع بالجزء السفلي من الشعار، والتي كانت تستخدم قديما في التلفزيونات قبل الاعتماد على الأشرطة الرقمية لبث مواد الفيديو.

أما الدانة، فكانت الشعار الثاني لتلفزيون قطر وهي من تصميم الفنان التشكيلي القطري محمد علي عبدالله، وقد استخدم الشعار منذ مطلع عام 2001 وحتى 16 / 12 / 2012، وكان ذلك مع التطوير الأول والشكل الجديد الذي ظهر عليه التلفزيون آنذاك، وقد مرت عليه عدة تغييرات من حيث الحجم والإضاءة وتغيير موقعه من على الشاشة، وهي أمور طفيفة ربما لم تلاحظها الغالبية من المشاهدين.

وتميز تصميم الشعار بدمج عناصر ببعضها بشكل متناسق إبداعي، هي: الهيكل الرئيسي للشعار: وهو الشكل الدائري المقوس، المستوحى من الزخارف التراثية المستخدمة في تزيين الأبواب والنوافذ، ثم الدانة (وهي أكبر أنواع اللآلئ وأغلاها ثمنا) الموجودة في وسط الشعار، ويرمز الشعار إلى مهنة الغوص التي كان يعمل بها الآباء والأجداد في قطر والخليج عامة، ثم المثلثات التسعة وهي الموجودة بداخل الشكل الدائري المقوس، والمحيطة بالدانة، وهي ترمز إلى عدد المثلثات الموجودة في العلم القطري، ثم حرف القاف، فعند أخذ الفراغ الموجود في وسط الشعار – ما بين الزخرفة الدائرية والدانة – مع أخذ مثلثين من المثلثات التسعة الموجودة في الأعلى، ينتج عن ذلك حرف (ق) وهو الحرف الأول من اسم قطر.

أما الشعار الثالث لتلفزيون قطر فهو الشعار الحالي الذي اعتمد في 16 / 12 / 2012 مع الانطلاقة الجديدة للتلفزيون، وتميز ببساطته الشديدة، حيث يضم اسم قطر باللغة العربية وبخط عريض وتحته اسم قطر باللغة الإنجليزية بخط صغير.

ويواصل تلفزيون قطر مسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع ومواكبة التطور التقني من أجل تقديم الأفضل والأجمل والأروع والأسرع والأحدث للمشاهد العربي في كل مكان.

ويحرص القائمون على المؤسسة القطرية للإعلام على إبقاء شعلة الحماس متقدة بتلفزيون قطر وكوادره المختلفة كي يواصل مسيرته مخلصا لرسالته، وفيا لمشاهديه ومتابعيه، متطلعا للمزيد من التطور والتحديث في مضمونه ومحتواه وبرامجه وتواصله مع المشاهدين العرب أينما كانوا خدمة للأهداف الوطنية والعربية والتطلعات الإنسانية.

وقد بات التلفزيون عموما وفي شتى الأصقاع رمزا لرقي الاتصالات وانتشار العولمة عبر العالم المعاصر، ويزداد متابعوه ومشاهدوه يوما بعد يوم في مؤشر على أهمية هذا الجهاز الإعلامي ودوره في توجيه وتشكيل الرأي العام ونقل الحدث وزيادة ثقافة المشاهدين على مختلف فئاتهم العمرية وزيادة الوعي بالقضايا المهمة والتحديات المختلفة التي تواجه مجتمعاتنا وكوكبنا.

nexus slot

garansi kekalahan 100