على طريقة أفلام هوليود.. هروب “إل تشابو” إمبراطور المخدرات من سجنه في المكسيك
تمكن إمبراطور تهريب المخدرات المكسيكي خواكين غوزمان لويرا الملقب بـ”إل تشابو” من الهرب لأول مرة من سجنه في 19 يناير 2001 إذا خرج من البوابة الرئيسة داخل سيارة تحمل الغسيل المتسخ، وفق موقع “روسيا اليوم”.
ويلقب إمبراطور المخدرات بـ”إل تشابو” وتعني “القزم”، ويعد زعيما لكارتل سينالوا، أقوى منظمات تهريب المخدرات في العالم، والتي تتاجر بهذه السموم في الولايات المتحدة والأمريكية و50 دولة أوروبية وقارة آسيا
كان إل تشابو قد دخل السجن بعد أن سلمته غواتيمالا إلى المكسيك في عام 1993، وهناك أدين بتهمة الاتجار بالمخدرات والقتل، وحكم عليه بالسجن لأكثر من 20 عاما.
لكن أجهزة الأمن المكسيكية تقول إن “القزم” استمر في التحكم وإدارة أعمال تهريب المخدرات في كارتل “سينالوا” من وراء القضبان.
وكان ملك تهريب المخدرات، تمكن من الفرار من سجنه عام 2001 بعد أن رشى العديد من المتنفذين، ما مكنه من الاختباء في عربة للسجن كانت تحمل الغسيل المتسخ.
يذكر أن تجارة المخدرات تمثل ربع الحجم الإجمالي للمخدرات التي تدخل الولايات المتحدة من المكسيك، في حين أن الإيرادات السنوية م تصل إلى ثلاثة مليارات دولار، ولذلك كرس “إل تشابو”، أو القزم في عام 2013، باعتباره “العدو رقم واحد” في شيكاغو، وهذه “المكانة” لم تمنح من قبل إلا إلى زعيم المافيا الشهير “آل كابوني”.
ولم تتمكن السلطات المكسيكية من إعادته إلى السجن إلا في 22 فبراير عام 2014، حين تمكنت قوات خاصة من القبض عليه في أحد المنتجعات الساحلية في ولاية سينالوا، غير بعيد عن ممتلكاته الضخمة. تم ذلك بعد عمليات مداهمة واعتقالات استمرت شهورا بمشاركة عملاء مكسيكيين وأمريكيين.
في هذه المرة زُج به في زنزانة انفرادية في سجن “ألتيبلانو” شديد الحراسة والواقع بولاية مكسيكو، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا، حيث اختفى من الزنزانة دون أي أثر ليلة 12 يوليو عام 2015.
طريقة هروب الامبراطور “القزم” في المرة الثانية تشبه سيناريوهات الأفلام البوليسية، بل وتتفوق عليها في الإثارة، حيث تم حفر نفق على عمق 20 مترا تقريبا في ذلك السجن الحصين المجهز بـ 750 كاميرا أمنية.
والنفق كان بطول كيلومتر ونصف وارتفاعه مترين وعرضه حوالي 80 سنتمتر، وكان مزودا بالإضاءة وبمنظومة تهوية.
خبراء ذكروا أن التخطيط وحفر مثل ذلك النفق يستغرق أكثر من عام، وهو مستحيل من دون مساعدة من داخل السجن، الأمر الذي اعترف به حينها وزير الداخلية المكسيكي ميغيل أنخيل أوسوريو، حيث أعلن فصل ثلاثة مسؤولين بما في ذلك مدير السجن.
عقب ذلك الهروب المدوي للإمبراطور “القزم” والذي قدرت تكلفته بحوالي 50 مليون دولار، وعدت الحكومة المكسيكية بأربعة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات من شأنها أن تؤدي إلى القبض على السجين الفار.
بنهاية المطاف، تمكنت قوات مكسيكية خاصة، بعد معركة حامية جرت في 8 يناير عام 2016، من القبض مجددا على “إل تشابو”، وأعيد بعدها إلى نفس السجن مع فرض المزيد من إجراءات الرقابة والرصد على مجار الساعة.
