قادة الانقلاب في النيجر يوطدون سلطتهم وواشنطن تهدد بفض الشراكة

أعلن قادة الانقلاب في النيجر -اليوم الجمعة- قرارات جديدة لتوطيد سلطتهم، وحذروا من أي تدخل عسكري أجنبي، في حين هددت واشنطن بوقف شراكتها مع نيامي عقب الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.

فقد أعلن العقيد أمادو عبد الرحمن عبر التلفزيون الرسمي تعليق العمل بدستور 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، وحل المؤسسات المنبثقة عنه، وتعليق أنشطة الأحزاب السياسية حتى إشعار آخر.

كما أعلن أن المجلس الوطني لحماية البلاد، الذي تم تشكيله بعيد الانقلاب، سيتولى المهام التشريعية والتنفيذية كاملة إلى حين العودة للنظام الدستوري المعلّق.

وبموجب القرارات التي أعلنها قادة الانقلاب، يتولى رئيس المجلس الوطني لحماية البلاد منصب رئيس الدولة، ويمثل البلاد في العلاقات الدولية، حسب ما جاء في أحد القرارات التي أصدرها القادة العسكريون.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن التلفزيون الرسمي في النيجر تعيين قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني رئيسا للمجلس العسكري الجديد.

This video frame grab image obtained by AFP from ORTN - Télé Sahel on July 28, 2023 shows General Abdourahamane Tchiani, Niger’s new strongman, speaking on national television and reads a statement as "President of the National Council for the Safeguarding of the Fatherland", after the ouster of President-elect Mohamed Bazoum. - The chief of the Presidential Guard justifies the coup by evoking "the continued deterioration of the security situation" in the country, as well as "poor economic and social governance". (Photo by - / ORTN - Télé Sahel / AFP)
الجنرال عبد الرحمن تياني بات رئيسا للدولة (الفرنسية)

مبررات الانقلاب

وفي كلمة عبر التلفزيون الرسمي، ساق تياني مبررات الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، مشيرا بالخصوص إلى تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية والاجتماعية من قبل ما وصفه بالنظام المعزول.

وأضاف قائد المجلس العسكري الحاكم بالنيجر أنه في عهد الرئيس بازوم كان هناك “خطاب سياسي أراد أن يجعل الناس يعتقدون أن كل شيء على ما يرام”، بينما هناك “الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط”.

وكان الجيش النيجري أعلن أمس الخميس دعمه الإطاحة ببازوم.

في غضون ذلك، حذّر الحكام العسكريون في النيجر من عواقب أي تدخل عسكري أجنبي، وقال متحدث عسكري إن بعض الشخصيات في نظام بازوم تسعى بالتعاون مع بعثات دبلوماسية أجنبية إلى المواجهة، مضيفا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى قتل النيجريين.

ويأتي هذا التحذير بعد يوم من اتهام جيش النيجر فرنسا بخرق قرار إغلاق المجال الجوي، مشيرا إلى هبوط طائرة عسكرية فرنسية صباح أمس الخميس بالعاصمة نيامي.

وينتشر حاليا نحو 1500 جندي فرنسي في عدد من القواعد العسكرية بالنيجر، وكانت فرنسا اضطرت لسحب جنودها من مالي وبوركينا فاسو في أعقاب انقلابين هناك.

وبعد تسجيل أعمال حرق ونهب في العاصمة نيامي، منعت وزارة الداخلية التظاهر حفاظا على سلامة المواطنين، وقالت إن الحظر سيظل قائما حتى إشعار آخر.

مصير الرئيس المعزول

وفي ما يتعلق بمصير الرئيس المعزول محمد بازوم، قال مستشاره الخاص إنتينيكار الحسن للجزيرة إنه لا يزال محتجزا داخل القصر الرئاسي، وأكد أنه بصحة جيدة، مشيرا إلى أنه يسمح للرئيس بالتواصل مع العالم الخارجي.

وأضاف الحسن أن الرئيس كان على اتصال مع مسؤولين أجانب وقدموا له الدعم الكامل. وتابع أن الشعب لا يوافق على الانقلاب الذي وقع في البلاد، قائلا إنه “لم تسفك الدماء حتى الآن، ولكن كلام الانقلابيين قد يشعل حرائق”، حسب تعبيره.

وتلقى بازوم اتصالات هاتفية من عدد من المسؤولين الأجانب، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.

واحتجز ضباط من الحرس الرئاسي بازوم (المنتخب عام 2021) في قصره أول أمس الأربعاء، وفي مساء ذلك اليوم أعلن 10 ضباط عسكريين في التلفزيون أن “المجلس الوطني لحماية البلاد” قد تولى السلطة.

ردود غربية

في ردود الفعل الدولية، دان البيت الأبيض -اليوم الجمعة- أي جهد للاستيلاء على السلطة بالقوة في النيجر، وحذر من أن ذلك سيؤدي إلى توقف الشراكة مع هذا البلد، مطالبا بإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم.

وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بأنه لا يعلم بأي تغيير في وضع القوات الأميركية في النيجر.

وفي وقت سابق اليوم، هدد الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات المخصصة للنيجر بسبب الانقلاب، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن أي خرق للنظام الدستوري في النيجر قد يؤدي إلى وقف فوري لكافة أشكال الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي.

ومن بابوا غينيا الجديدة، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانقلاب العسكري في النيجر ووصفه بالتطور الخطير على أمن المنطقة، وقال إنه مستعد لدعم فرض عقوبات على منفذي الانقلاب، داعيا للإفراج عن الرئيس المعزول محمد بازوم.

من جهتها، قالت الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة إن باريس لا تعترف بالسلطات المنبثقة عن الانقلاب العسكري في النيجر وتعتبر بازوم المنتخب ديمقراطيا الرئيس الوحيد للنيجر، داعية لاستعادة النظام الدستوري من دون إبطاء.

إقليميا، أعلنت الرئاسة في نيجيريا أن قمة لقادة دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) ستعقد في أبوجا الأحد المقبل، وذلك لبحث الانقلاب العسكري في النيجر.

من جانبه، قال مصدر دبلوماسي أفريقي للجزيرة إن مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي يعقد اليوم الجمعة اجتماعا طارئا لبحث انقلاب النيجر.

في السياق، قال غزالي عثماني رئيس جزر القمر والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي إن الاتحاد يضم صوته إلى المجتمع الدولي ويدين الانقلاب في النيجر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

nexus slot

garansi kekalahan 100