يا أمّة سخرت من عجزها الأمم
بقلم د. خالد شوكات
ضربت أثيوبيا عرض الحائط بالقوانين الدولية الخاصّة بالأنهار العابرة للبلدان، وبالاتفاقيات متعددة الأطراف مع دولتي المصب مصر والسودان، ومضت في تعبئة سد النهضة على أربع دفعات إلى آخرها، وربّما ستذهب في بناء سدود جديدة في قادم السنوات، لكي تستغل أكبر قدر من مياه النيل،ف70 ٪ من مياه هذا النهر العظيم مصدرها روافد في هضبة الحبشة..
مصر هبة النيل كما قال منذ آلاف السنين هيرودوت، ودون هذا المجرى المائي الرهيب سيجد شعب يعدّ اليوم أكثر من مائة مليون نسمة نفسه مهدّدا بالجوع والعطش..
الجميع يستأسد على العرب، وفي المقدّمة الاستهانة بمصر، أمّا العرب فأسود على بعضهم فقط، يرتفع زئيرهم فيما بينهم فحسب، أما في الدفاع عن مصالحهم الحيوية العليا حيال تهديدات الخارج فهم أعجز من نعامة..
رمي المعارضين السياسيين بعشرات الآلاف في الزنازين وقتلهم تحت التعذيب السريع أو البطئ مجال فخر النظام الوطني واستعراض القوّة الكاذب، أمّا عندما يتعلّق الأمر بشريان حياة شعب بأكمله فهنا تحضر الحكمة والرويّة والعقلانية..والصبر على الذلّ والاحتقار والإهانة..
يا أمّة سخرت من عجزها الأمم..